تحليل: ما المنتظر بعد عودة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الى عدن؟
على عكس الحكومة اليمنية التي استنفذت كل الفرص والمبررات والأعذار, وأصبح تغييرها حتميا وضرويا, بحكومة مناصفة حقيقية, يعتمد اختيار رئيسها وأعضائها على مباديء الكفاءة والنزاهة والخبرة...وليس على الولاء والمحاباة والقرابة...على عكس هذه الحكومة ما زال بإمكان مجلس القيادة الرئاسي أن يؤدي دوره وواجباته اعتمادا على الفرص والعوامل التي توفرت له عند تشكيله وما زالت،ومنها:
١- وجود مجلس قيادة رئاسي جماعي مكون في الغالب من قيادات ميدانية فعالة في مقاومة الحوثيين ورئيس توافقي ذات خلفية علمية وسياسية وأمنية متينة.
٢- الظروف الأمنية والإدارية المرنة التي هيأها المجلس الانتقالي الجنوبي وقائده اللواء عيدروس الزبيدي والقوات الجنوبية والسلطة المحلية لهذا المجلس لإن يمارس مهامه من العاصمة الجنوبية عدن.
٣- الدعم الذي حظي به المجلس ومازال من جانب التحالف العربي والدول العظمى.
لن نخوض في هذا المقال في تقييم عمل هذا المجلس إيجابا وسلبا...ولكننا سنحاول تذكير قيادة المجلس بالمهام الجسيمة التي اسندها له إعلان الرياض ٧ أبريل ٢٠٢٢م بنقل السلطة من الرئيس السابق هادي بعد إقالة نائبة إلى مجلس القيادة الرئاسي...ومن هذه المهام:
١- استتاب الأمن والإستقرار المعيشي والخدمي وصرف المرتبات في المناطق المحررة (الجنوب).
٢- حشد الجهود والامكانات العسكرية والبشرية والأمنية والمالية والدبلوماسية للتعامل مع الحوثيين سلما وحربا.
وحيث أن الحوثيين لم يستجيبوا لجهود السلام والأيدي الممدودة لهم ولم ينفذوا أو يلتزموا بشروط الهدن من أولها إلى آخرها...بل بالعكس صعدوا من اعتداءاتهم ليس فقط على القوات التي تقف مدافعة وعلى وجه الخصوص في الضالع ولحج والساحل الغربي ، فحسب، بل وطالت اعتداءاتهم منشآت النفط في كل من شبوة وحضرموت مما ادى إلى وقف تصدير النفط الخام إلى الخارج الذي كان المصدر الرئيسي للحكومة اليمنية.
كما أن الحوثيين رفعوا سقف شروطهم لتجديد الهدنة إلى حد المطالبة بدفع رواتب موظفي المناطق التي يسيطرون عليها (الشمال) بما في ذلك قواتهم الحوثيية من عائدات النفط في الجنوب.
كما أن محافظات محسوبة على الحكومة كمأرب وتعز والمهرة إضافة إلى وادي حضرموت لم تلتزم بتوريد ايراداتها إلى البنك المركزي عدن، ناهيك عن أن هذه السلطات لم تنفذ قرارات مجلس القيادة الرئاسي بإجراء بعض التغييرات في تلك المناطق.
ومن الملاحظ أيضا ان الهيئات المعاونة للمجلس وبسبب اختلال تركيبتها وبنيتها لم تضطلع بواجباتها باستثناء اللجنة العسكرية والأمنية التي بذلت جهودا ملموسة لحلحلة بعض الازمات وتقديم أفكار وخطط ملموسة لمساعدة المجلس.
وعلى صعيد أخر كشرت الجماعات الإرهابية عن أنيابها واعتمدت حرب العبوات الناسفة لقتل المزيد من القيادات الجنوبية وترويع الآمنيين.
في ظل كل ذلك وبعد مشاورات اجراها مجلس القيادة الرئاسي في كل من الرياض وأبوظبي عاد رئيس المجلس وبعض أعضائه في انتظار تحقيق عدد من الاختراقات في جدار اليأس والإحباط لدى الناس... وهذا سيتطلب ما يلي:
1- الاتجاه الى تركيز الجهود الرئيسية لاحداث تحسن ملموس في مستوى الخدمات والمعيشة والمرتبات في المناطق المحررة [الجنوب]
2- تشكيل حكومة مناصفة ذات كفاءة ونزاهة ومصداقية..
3- مكافحة الفساد وخاصة ما فاحت رائحته ووقف نزيف المال العام, واجراء اصلاحات جادة في الأجهزة الدبلوماسية والأمنية والمالية.
4- تصحيح وتفعيل العمل الدبلوماسي والخطاب الاعلامي ضد الحوثيين وبما يعزز من تماسك وقوة القوى المناهضة لهم.
5- الاستعداد الكامل للتعامل مع الحوثيين بحزم سواء كان في مجال المفاوضات او في ميدان المواجهات.
العميد الركن/ ثابت حسين صالح
*باحث ومحلل سياسي وعسكري في بوابة المشهد العربي.