تحليل: تفريخ أو توليد المكونات سياسة قديمة وكسيحة
توليد وتفريخ المكونات سياسية قديمة ومتجددة استمرأها نظام ٧/٧ تجاه الجنوب بهدف تشتيت واضعاف الجهد الجنوبي المقاوم.
ابرم هذا النظام العديد من الصفقات لاضعاف المكونات الجنوبية بما فيها الحزب الاشتراكي بعد الوحدة مباشرة ثم بعد حرب ١٩٩٤م عمل على تشويه مبادرات "اصلاح مسار الوحدة" و"المصالحة الوطنية" والتحريض على الداعين لها من قيادات الاشتراكي، ثم اعلن الحرب على الجبهة الوطنية الجنوبية (موج) التي كانت قد تشكلت في الخارج ، وحارب هذا النظام بكل الوسائل حركة تحرير الجنوب (حتم) وكذلك التجمع الديمقراطي لأبناء الجنوب (تاج).
بل وصل الأمر لأن سلط نظام ٧/٧ أجهزته الأمنية والإعلامية لقمع ومحاربة كل محاولات التصالح والتسامح الجنوبية.
لكن جهود المناضلين الجنوبين الصادقين أثمرت عن انطلاق مسيرة التصالح والتسامح من جمعية ردفان الخيرية عام ٢٠٠٦م ومن ثم تشكيل جمعية المتقاعدين العسكريين في الضالع ٢٠٠٧م التي شكلت اللبنة الأولى للحراك الجنوبي.
وأمام هذا النجاح الجنوبي الحضاري السلمي انتهج نظام علي عبدالله صالح سياسة ومنهج اختراق المكونات الجنوبية من الداخل أو تفريخ الكثير منها وأحيانا توليد ودعم مكونات جديدة.
كان كاتب هذه السطور واحدا ممن سعوا إلى تقريب وجهات نظر قادة المكونات الجنوبية وتوحيد جهودها لمواجهة تحديات قضية الجنوب...وكان شاهدا على وجود عشرات المكونات وصراع الزعامات والمنصات التي استغلتها مراكز قوى النفوذ في الشمال لتشويه صورة الحراك الجنوبي السلمي وإظهار قيادات الحراك بمظهر المتصارعين والمتناحرين على القيادة.
وبلغت هذه السياسة أعلى مراحلها واشدها قبيل واثناء وبعد مؤتمر حوار موفمبيك ٢٠١٣/٢٠١٢م.
واتذكر أن الحوثيين أيضا قد استغلوا تعدد القيادات الجنوبية وراهنوا على فشلها في الوقوف صفا واحدا لمواجهة الغزو الحوثي العفاشي عام ٢٠١٥م.
بل أن الحوثيين قد تمكنوا فعلا من تضليل او كسب بعض القيادات الجنوبية التي رفعت شعار "هذه الحرب لا تعنينا".
دلت المقاومة الجنوبية للغزو الحوثي العفاشي عام ٢٠١٥م على وحدة فولاذية للجنوبيين اثمرت عن تحرير الجنوب وتشكيل وحدات عسكرية وأمنية جنوبية بدعم من التحالف العربي ،نالت احترام وتقدير الداخل والخارج.
لكن سلطة "الشرعية" التي سيطر عليها حزب الإصلاح، سارعت بعد عودتها إلى عدن في تشكيل وحدات مضادة اعتمدت على منتسبين من الشمال ومن تنظيمات إرهابية تسببت في زعزعة أمن واستقرار الجنوب وخاصة عدن...ليس هذا فحسب بل تم استهداف عشرات القادة الجنوبيين بعمليات غادرة.
ارتفعت وتيرة توليد المكونات بعد تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في ٤ مايو ٢٠١٧ لمواجهة هذا المجلس الذي مثل الأحد الأقصى الممكن من الإجماع الجنوبي...غير أن المجلس تمكن بنجاح من تجاوز هذه المؤامرة القديمة الجديدة وأطلق عملية حوار وطني جنوبي خلال عامي ٢٠٢٢ و٢٠٢٣ توجت بعقد اللقاء التشاوري الجنوبي وعقد الجمعية الوطنية الجنوبية في محافظة حضرموت.
وهنا قامت قيامة حزب الإخوان وداعميه في الداخل والخارج... وهو الأمر الذي تجلى بالاعلان عن هذا المسمى أو ذلك...ومواصلة السياسة القديمة الجديدة: التفريخ والتوليد للتشويه على نجاحات ووحدة الصف الجنوبي في الدفاع عن الجنوب والمضي قدما نحو وضع أسس استعادة دولته.