الشرق الأوسط الجديد الخالي من اليمن

رفقي قاسم

لقاءان رأيتهما هما من ألحا علي بكتابة مقالي هذا، الأول كان رؤية فيديو لمقابلة مع أحد المشايخ في إحدى القنوات المتلفزة قائلا: 45 سنة والمملكة تصرف علينا ولو قطعت علينا الصرف المعتاد من شيندي لنا مصروف باللهجة الدارجة اليمنية.. واللقاء الآخر هو لسمو الأمير ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وهو يتحدث عن رؤاه بمؤتمر دافوس الصحراء الذي ينعقد حاليا في المملكة وبحضور شركات عدة من دول العالم الاقتصادي الحر، وما استرعى انتباهي عن رؤيته حول الشرق الأوسط الجديد بالخمس السنوات القادمة ذكر البلدان جميعها في منطقة الجزيرة وحتى قطر وأيضا مصر ولبنان والأردن والعراق ولم يذكر اليمن!! وهو لا شك أدرى بذلك وأعلم مع من هو يتحاكى ويتكلم كل يوم بل كل وقت من الأوقات، لأنهم أمامه ليل نهار، وهل هذا يعني بأن الحرب ستستمر بالخمس السنوات القادمة لا سمح الله، أما يا ترى وإن توقفت بأمر الله كم يا ترى سيكفينا من وقت ويلزم كي تعاد اليمن كما كانت على الأقل وكم يكفي الإنسان اليمني حتى الآن يحتاج من وقت كي يعود كما كان إنسانا.

لن أتكلم عن لقاء الشيخ فالدولة عارفة كيف تدار الأمور منذ ستة عقود في اليمن وبرضى الدولة ومسؤوليها كابرا عن كابر وهم على شاكلته، وهذا للأسف دينهم والديدن!! ولكني سأتناول عدم ذكر سمو الأمير ولي العهد دولة اليمن وأقول دولة وإن كانت فاشلة بل ومعدومة برضى المسؤولين قاطبة الحكومة الشرعية وحكومة الأمر الواقع كما يسميها ممثلو الأمين العام للأمم المتحدة ومعظم المحللين السياسيين والصحفيين عامةً، واستغربت من سكوتهم المطبق وكأن الأمر لا يهمهم إطلاقا ولا يعنيهم وهم من يسمون أنفسهم أنهم حكام اليمن، ولهذا كتبت من قبل مقالاً بعنوان «انقلاب متفق عليه»، وهذا السكوت يبرره.. وكي تتأكدوا أكثر بإمكانكم أن تروهم جميعا عصبة واحدة في القاهرة وفنادق الرياض ولا تفوتكم ماليزيا فإنها مرتع هي الأخرى للذئاب، وكان من المفترض على الأقل أن يتكلموا ويستفسروا لا يسألوا لأن من يرتزق ويشحت من أي طرف كان لا يحق له أن يسأل كي لا يغضب ولي النعمة والعملات الصعبة سيقطع الصرفة والمصروف، وإلا لِمَ كل هذا السكوت المخجل وكأنهم يتحاربون على دولة دون كيشوت ليس لها وجود بالكلية وان كان لها اسم وارض ومسؤولون يدبون على الأرض إلى حد الان وشعبٌ لا حول له ولا قوة مطحون من طرفي النزاع يحارب كي يحصل على قوته اليومي ومعظمهم من الجياع.

وأين يا ترى معارضو الغفلة وأصحاب المبادئ الأممية والقومية والوطنية بل والمناطقية والعصبية، ما حد منهم نطق وانبس بحرف وهم هكذا على دين ملوكهم!! وكيف نتوقع أن ينطقوا وهم يرون من ذكرناهم وسبقوهم لا نطق أحدهم بحرف والسبب ببساطة معروف الصرفة والمصروف، وهل يستطيع عبيد الريال والدرهم أن يتجرأوا ويقولون شيئا وحتى لو حدث نفسه على الأقل بالسر، والله لو نطق فرد ممن ذكرنا ولو على استحياء واستفسر سيحترمونكم اشقاءنا في التحالف وبالذات المملكة ودولة الإمارات وسيقولون هؤلاء بشر وأوادم من لحم ودم ويحسون كما نحس ويشعرون كما نشعر، ولكن طالما أنتم هكذا ستظلون كما أنتم دواب وإن لبستم البنطال والكرفتات أو غيرها من لباس وأثواب رخيصة القيمة والأثمان.

وهذا حال اليمن وبالذات من بعد الوحدة المشؤومة لا تُذكر إلا بالمجاعات والهلاك وبها من الخيرات ما وهبها الله سبحانه ولكن كيف تزدهر وتنمو ومسؤولوها على هذه الشاكلة؟! وإن ظل الحال هكذا والمسؤولون كما هم بالأمس واليوم سيكون الحال إلى أبد الآبدين.. ونسأل الله السلامة.

وسؤالي فقط واستغرابي هو: كيف يستلمون الصرفة من الدول الشقيقة والمانحة شهرياً وكذلك يستلمون رواتبهم من الداخل أيضا وبالدولار وهذا العجب العُجاب، فسروا لي الأمر يا أوصياء اليمن بندا بندا من بنود الباب السابع!! ولن تذكر اليمن طالما الانقلاب متفق عليه ومسؤولوها هم هم كما هم اليوم.. ربنا الطف بنا وارحم.


مقالات الكاتب