لم يبقِ عيدروس شيئا ولم يذر
رفقي قاسم
- الشرق الأوسط الجديد الخالي من اليمن
- الإمارات والهوية الجنوبية
- لا تقولوني مالم اقل
- القضية الجنوبية بعيونٍ مناطقية!!
في حواره الخاص لقناة «أبوظبي» الأولى وفي حلقة مستديرة بخصوص راي المجلس الانتقالي عما يدور في الساحة داخليا، وما سيلحق من تفاوضات عن الحرب اليمنية ومن بينها القضية الجنوبية التي أصبحت تحتل، وكما كانت، المحور الأهم متى ما أرادوا أن يحلوا الحرب اليمنية، مع متخصصين عسكرين وسياسيين، غير المذيعين اللذين أدارا الحوار.. نقول كان حضرة اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس السياسي الانتقالي الجنوبي واضحا كوضوح الشمس برابعة النهار، لم يترك شاردة ولا واردة إلا وتحدث عنها بكل وضوح وإيجاز تفي بالرد الشافي للسادة سائلي الرئيس من المتخصصين الحاضرين، ودلالة على ذلك ومتابعة لما تم من تعليقات بوسائل السوشل ميديا في المواقع الإليكترونية المتنوعة سواء كانت للأحزاب أو للمكونات أو جهات الاختصاص لمحللي الرأي العام الداخلي والخارجي ومواقع الفيس والتويتر وغيرهما من الوسائل الأخرى.
وحقيقة، إلى الآن لم نسمع آراء وتعليقات حصيفة من شخصيات من ذوي القيمة من الناحيتين العسكرية والسياسية من الأحزاب السياسية المتواجدة بالساحة، ولا حتى من الجهة المقابلة التي تدعي بأنها الحكومة الشرعية، ولا ندري عن أي شرعية يتحدثون وهي من تدير الفساد المنظم، ناهيك عن المجالات الأخرى وبالذات الاجتماعية كمنظمات حقوق الإنسان ومن يهتم بمثل هذه الأمور، وكأن الرئيس ألقمهم الحجر بإجاباته الموجزة كافية الغرض كأنه سياسي ودبلوماسي متمرس وحصيف. تكلم عن
أمور الداخل مما يعانيه الشعب من جوع ونقص في الخدمات الاجتماعية من ماء وكهرباء وصحة ووقود والخدمات المختلفة، وكأنها عصبة منظمة تدير كل هذه الإخفاقات ومصدرها الحكومة الشرعية؟ وتكلم عن وعجز حكومة الشرعية وهي من تدير الفساد المنظم بشهادة الكثير من الشخصيات الجنوبية واليمنية، وحتى منظمات الأمم المتحدة المختلفة، وكذلك ممثل أمينها العام السيد جريفيثس المعين حديثا، واتهمهم صراحة بأنهم يعرقلون الحلول المختلفة لأنهم من وراء ذلك هم يجنون الكثير من الأموال والمستفيدون منها بكل الطرق المتاحة المتنوعة، والشعب يعاني من كل ذلك سواء كان في الشمال أو في الجنوب. وعن القضية الجنوبية والعمل مع حكومة الشرعية أكد اللواء عيدروس بأنه يضع يده في يد رئيس البلاد عبدربه منصور وليس مع الحكومة وبضمانة دول التحالف التي استدعاها الرئيس ذاته لاستعادة الحكم من المتمردين. وقد صرح الرئيس الزبيدي وأوضح بأنه لو كانت القضية قضية الحكم كان بالإمكان البقاء في الحكم برغم الإقالة وهم قادرون على ذلك، وما حدث في يناير من هذا العام يؤكد ما قال وإن لم يقله.
وعند سؤاله عن استثناء الجنوب وقضيته وعدم اشراكه في الحوار، رد قائلا بأنهم حين التقوا بممثل الأمين العام أخبروه عن ذلك ونبهوه بأن لا يكرر ما حدث مع ممثلي الأمين العام السابقين، ما لم سيكون الرد قويا، وقال سيكون المجلس الانتقالي بقواته يعرفون طريق الحديدة والذين إلى الآن لم يشاركوا بعد ومن يوجد هناك إلا قوات العمالقة والمقاومة الجنوبية بطوائفها وأطيافها من كافة الجنوب. وكان رده عن المقاومة التهامية والشمالية واضحا حيث قال إن الانتقالي والمقاومة الجنوبية معهم حتى إلى صنعاء ومن بعدها كل يهتم ببلده، في إشارة واضحة لفك الارتباط.
قد يقول قائل بأن كلام السيد جريفيثس لصحيفة «الشرق الأوسط» السبت 11 أغسطس عن الانفصال كان واضحا وبأنه لا انفصال، وردي المتواضع ورد خبراء القانون الدولي هل تتوقعون من ممثل الأمم المتحدة، وأكرر الأمم المتحدة، يؤيد الانفصال وهي منظمة تمثل دولا وأمما؟! ومع ذلك لا يغيب عن بالنا ما صار وحدث بأندونسيا وفي إقليم بيجي واتشي بالتحديد وما تم بجنوب السودان وبيافرا وقبلهم دول الاتحاد السوفياتي ويوغسلافيا من دولة إلى ست دول، علما أن الجنوب كان دولة ذات سيادة وكرسيها لا يزال هو نفس الكرسي الموجود في الأمم المتحدة إلى يومنا هذا.
وعن علاقة المجلس الانتقالي بدول التحالف، كان رده مجلجلا وجليا بأنهم مع التحالف يدا بيد لاستعادة الدولة من الانقلابيين، وعودة الحق الجنوبي باستعادة الدولة وفك الارتباط حتى لا تتفاقم الأمور أكثر فأكثر وتسبب حروبا دائمة لا طاقة للشعب الاستمرار في المعاناة والضرر أكثر، إضافة إلى أن القضية الجنوبية واضحة المعالم والبنيان.
وختاما أقول بأن السيد اللواء عيدروس الزبيدي كان واضحا دون مراوغة ولم يتلاعب بالألفاظ، وهي العادة الدبلوماسية.. واتضح أنه متابع مثابر ومتحدث، يزداد يوما بعد آخر أكثر تألقا وإقناعا لمستمعيه ومقابليه.
وفق الله شعب الجنوب لتحقيق مراده.