تحليل: تفاقم الأزمة المعيشية والخدمية...إلى أين؟


تفاقم الأزمة المعيشية والخدمية...إلى أين؟
ثابت حسين صالح*
الأزمة المعيشية والخدمية تتفاقم وتتضاعف معاناة الناس وسط غياب تام لأي إجراءات حكومية توقف هذا التدهور المريع أو حتى تخفف من معاناة الناس.
الوعود التي قطعها رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيسا الحكومة السابق واللاحق بوضع حلول لازمتي المعيشة والخدمات فيما يسموها "المناطق المحررة"...ذهبت أدراج الرياح وازدادت الاوضاع سوءا...
حتى الإجراءات التي كان قد اتخذها البنك المركزي في عدن وكذلك وزارة النقل بضغط شديد من الانتقالي، وكان يمكن لها أن تصوب مهام الحكومة في المجال الخدمي والمعيشي ووقف تدهور العملة والأسعار...تم التراجع عنها بذرائع شتى غير مقنعة وغير منطقية.
تم التراجع عن سحب السويفت من بنوك صنعاء تحت ذرائع انهيار الوضع المعيشي والاقتصادي في مناطق سيطرة الحوثيين.
وبقى الكود الدولي في بنك صنعاء.. مما يعني تحكم الحوثيين في انهيار العملة في محافظات الجنوب.
واضف إلي ذلك إيرادات هيئة الطيران 60 % تذهب للحوثيين وبالدولار وشفط العملات الأجنبية من مناطق الجنوب عن طريق العمالة والسلع والقات والخضروات وتحويلها إلى الشمال.
من إيرادات الجنوب تدفع فاتورة الاستيراد لمناطق الحوثيين.
تم تعطيل انشاء شركة اتصالات في الجنوب، ورفض سحب مكتب وزارة النفط الرئيسي من صنعاء.
بالمختصر المفيد صبت تصرفات رئيس مجلس القيادة والوزرا الشماليين في مصلحة بقاء الحوثي ومده بكل أسباب الاستمرار في تهديد الجنوب عسكريا والتحكم باقتصاده...عن طريق بقاء مؤسسات الدولة السيادية في صنعاء وعن طريق التجار الشماليين المتحكمين باستيراد السلع الأساسية والتصنيع المحلي والعمليات المالية والمصرفية.
وعلى الرغم من الجهود التي بذلها بعض الوزراء الجنوبيين لمحاولة تفكيك السيطرة الحوثية...إلا أن سلطة الشرعية كانت دائما عاملا محبطا لهذه الخطوات تحت مبررات التداعيات الإنسانية على الكتلة السكانية الأكبر الموجودة في الشمال.
حتى الاحتجاجات الشعبية يجرى اختراقها وحرفها عن أهدافها بمحاولة ابعاد الجاني الحقيقي الذي تسبب في الوصول إلى استفحال أزمة الخدمات والمعيشة والعملة، ومحاولة حرف الاتهام نحو المجلس الانتقالي الجنوبي كي يحملوه وزر غيره.
الأخطر من كل ذلك رفع شعارات تثير الفتن بين مناطق الجنوب وتحرض على القتل والعنف والفوضى والتخريب.
أعتقد أنه أن الأوان لأن يصارح الانتقالي شعب الجنوب والتحالف والرباعية بكل الحقائق ويطالب بوقف حرب الخدمات والمرتبات والعملة ضد شعب الجنوب الذي قدم الالاف الشهداء من أجل التحرر من المليشيات الحوثية والجماعات الارهابية الاخرى.
شعب الجنوب يستحق أن يكافى لا أن يعاقب.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري