تحليل: وضع اللا سلم واللا حرب إلى متى؟


وضع اللاسلم واللاحرب إلى متى؟
ثابت حسين صالح*
فترة الحرب فيما يسمى افتراضيا "اليمن" (2015-2025) تجاوزت بعدد السنين الحروب العالمية والحرب العراقية الايرانية وكل حروب العصر.
لماذا طالت هذه الحرب أكثر بكثير من المتوقع؟ ومن المتسبب في ذلك؟ ومن المستفيد؟
والسؤال الأهم إلى متى ستظل هذه الحالة: حالة اللاسلم واللاحرب؟!
هذه الأسئلة حيرت عامة الناس والمراقبين معا.
سنحاول تقديم قراءات مركزة ومكثفة لكل هذه الأسئلة في مقالات قادمة بإذن الله تعالى.
لكن اعتقد أن الأهم الآن وبعد عشر سنوات ستكتمل خلال ايام وتحديدا في السادس والعشرين من مارس القادم...الأهم هو كسر ووقف حالة الموت البطيء التي تتمثل في وضع اللاسلم واللاحرب، وهي فترة أشد وطأة على عامة الناس معيشيا وخدميا ونفسيا،خاصة في الجنوب.
هذه الحالة لا تناسب وتستجيب إلا لمصالح وأجندات الحوثيين بدرجة رئيسية، حيث يستغلون هذا الوضع لإعادة جاهزية قواتهم وتعويض خسائرهم وتجنيد وتدريب المزيد من الشباب الجائع والعاطل في مناطق سيطرتهم...معتمدين على اقتصاد الحرب والايرادات الضخمة لمؤسسات النقل والاتصالات وغيرها من المؤسسات السيادية، والمخزون النقدي من العملات الأجنبية والمساعدات الدولية ناهيك عن وسائل الجباية من الكتلة السكانية الأكبر.
هناك مستفيد آخر هو سلطة الشرعية ومجالسها العتيقة الذين يعيش كبار موظفيها وعائلاتهم في بحبوحة وبذخ، سواء في الخارج أو في الداخل، وبالتالي تلتقي مصالحهم مع مصالح الحوثيين في استمرار حالة اللاسلم واللاحرب.
والملاحظ أن تراخي هذه السلطة وسلوكها قد صب تلقائيا في خدمة الحوثيين وتشجيعهم.
يقف المجلس الانتقالي الجنوبي وشعب الجنوب في مواجهة تداعيات هذه المرحلة التي تتطلب ليس فقط مواجهة الاعتداءات الحوثية المستمرة على أراضي وشعب الجنوب، بل وكذلك مواجهة تنظيم القاعدة وحرب الخدمات ومكافحة فساد متراكم ومتنامي، ناهيك عن التصدي لحرب نفسية خبيثة وقذرة باستغلال غياب سيادة القانون والقضاء واجهزة الضبط.
ينبغي الآن كسر ووقف فرض حالة اللاسلم واللاحرب.
فإما سلام دائم وشامل وعادل وإما حسم عسكري ينهي هذه الحالة القاتلة.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري