تحليل: التعليم العالي انمودجا


التعليم العالي انمودجا
ثابت حسين صالح*
كشوفات وزارة التعليم العالي للمبعوثين للدراسات العليا في الخارج والمنح المالية تكشف مرة اخرى اكذوبة وزيف الشراكة في دولة الوحدة المغدورة والموؤودة وفي حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب.
في هذه الكشوفات استحوذ الشماليون على معدل متوسط من هذه المنح يصل إلى 90% ، ووصلت النسبة في بعض الدول إلى 100%.
بينما نسبة الجنوبيين تكاد لا تذكر ، رغم تفوقهم الدراسي وحقهم في الحصول على ما لا يقل عن 50%..
القسمة التي تعامل تعامل بها الوزير لصالح شمال على حساب الجنوب لم تف حتى بنسبة التعداد السكاني، حيث يقدر ب 1/4، بمعنى ان نسبة الجنوبيين وفقا لهذا التعداد هي ليس أقل من 25%...ناهيك عن معادلة المساحة والثروة التي يمثلها الجنوب.
هذا الاختلال المجحف بحق الجنوبيين قائما منذ 1994/7/7 وفي كل وظائف الدولة ومنح التعليم والجيش والأمن وفي السلك الدبلوماسي.
حتى بعض التعيينات لقليل من الجنوبيين التي تمت بعد وصول الرئيس هادي إلى السلطة وكذلك بعد اتفاق ومشاورات الرياض كانت عبارة عن مغالطات أو لمسات ديكورية، ليس إلا.
هذا الوضع، ورغم التحسن الملموس الذي أحدثه بعض الوزراء الجنوبيين خلال السنوات القليلة الماضية وخاصة في الدفاع والخدمة المدنية والنقل والزراعة...لا ينبغي السكوت عنه، بل يجب التمسك بالحقوق الجنوبية خلال هذه المرحلة كاملة غير منقوصة، بل يجب أن تزداد نسبة الجنوبيين تعويضا عن سنوات الإقصاء والظلم والتهميش للكفاءات والشباب الجنوبي...وخاصة في التعليم العالي والاتصالات والخارجية وهيئات الدولة العليا.
نعم هدف الجنوبيين الاستراتيجي هو عودة دولة الجنوب كاملة السيادة، لكن هذا لا يعني ترك عصابات الشمال تمارس فساد وظلم وتهميش أبناء الجنوب استمرارا لنهج نظام 7/7.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري