لماذا تصر الشرعية اليمنية على التمسك بالمرجعيات؟

ماجد الداعري

يؤكد استمرار تشبث حكومة الشرعية اليمنية بالمرجعيات،إصرارها على التمسك بذرائعها التعطيلية لمشاورات السلام المقبلة بالسويد والتي لايبدو أنها ستنجح حتى في جمع الفرقاء اليمنيين على طاولة المشاورات، عوضا عن أمكانية التوصل الى اي توافق مممن على أي حلول مشتركة لوقف الحرب والخروج من الأزمة الطاحنة التي جعلت من اليمن السعيد أسوأ  بلد تطحنة المجاعة المتوحشة عالميا،وذلك وفقا لمستجدات الحرب المشتعلة مجددا،ليلة أمس بالحديدة رغم الهدنة الهشة المعلنة من أطراف الحرب وفي ظل استمرار قيادة حكومة الرئيس هادي تشبثها بمرجعيات الحل حتى في إعلانها الشكلي  أمس بالموافقة على المشاركة في مشاورات جنيف التي أعلن المبعوث الأممي جريفيث أنها سترتكز على وثيقة سيتولى اعدادها لاحقا دون إشارة منه إلى تمسكه بأي مرجعيات سابقة للحل وهو مادفع الحوثيين امس،على مايبدو لإعلان مبادرة سلام من جانبهم دون شروط هذه المرة،اكدوا فيها إيقاف هجماتهم الصاروخية والطائرات دون طيار على دول التحالف ممثلة بالسعودية والإمارات،وذلك استجابة لطلب المبعوث الأممي ولاثبات حسن النوايا نحو السلام المنشود من قبلهم أكثر من أي مرة بسبب الانهاك الكبير الذي تعرضوا له وخوفا من نتائج جولات الحرب التي تهدد أي مستقبل سياسي لهم في ظل ضيق الجبهات بهم واستنزافهم  بصورة كبيرة على كافة المستويات والأصعدة. 
ولا شك أن إصرار هادي ونائبة وحكومتهما المشتتة بالداخل والخارج على التمسك بمرجعيات الحل الثلاث يؤكد اصرارهم المبكر على إفشال جولة مشاورات جنيف التي أكد المبعوث الاممي في إفادته قبل يومين لمجلس الأمن أنها سترتكز على وثيقة أممية جديدة سيتولى اعدادها وذلك قطعا لذرائع اطراف تلك المشاورات التي ستقصي الطرف الجنوبي الاقوى على الأرض رغم حرص الامم المتحدة ومبهوثها الدولي الميسر على تجاوز كافة   الإشكاليات التعطيلية السابقة بمافيها مرجعيات الحل التي يتخذها هادي وحكومته كقميص سيدنا  عثمان ابن عفان رضي الله عنه،لتعطيل المشاورات وإعاقة جهود السلام الاممية الرامية لإيقاف الحرب التدميرية لماتبقى باليمن، كونها تدرك أن أي إيقاف للحرب أو توصل لاتفاق سلام يعني طي صفحة تلك القيادات التي تعتاش منذ عدة سنوات على مصالحها من الحرب وتحكم بشرعية الحرب وتواصل تحدي الارادة الدولية باليمن باسم الحرب وتتسول المجتمع الدولي معونات ومساعدات باسم الشعب المنهك جوعا وقتلا وحصارا ومرضا نتيجة هذه الحرب المقدسة بالنسبة لتلك الشخصيات المتاجرة بكل معاناة  ونكبات اليمن تاريخيا
وعلى خلاف ذلك يرى الحوثيون انهم قد استنزفوا أكثر من أي فترة مضت بهذه الحرب التي باتت تهدد كينونتهم ومصيرهم وتكاد تقضى على أي تواجد لهم ولذلك فإن من مصلحتهم إيقاف الحرب والهروب إلى أي مشاورات أو حلول للأزمة كون أي تسوية سياسية مقبلة  للأزمة  اليمنية لايمكنها أن تتجاهلهم كقوة أمر واقع قائم لايمكن تجاوزها.
ومن هنا فإن مؤشرات فشل مشاورات السويد قبل أن تعقد، تبدوا أكثر وضوحا من دعوات وجولات سابقاتها في جنيف والكويت. 


مقالات الكاتب