طماح..للأمانة والتاريخ!
ماجد الداعري
فقد الجنوب،فجر هذا اليوم المسؤوم الموافق 13من يناير 2019،أحد أبرز قياداته الجنوبية السباقة الى ميادين النضال وثورة الحراك الجنوبي المطالب باستعادة استقلال الدولة الجنوبية،برحيل اللواء محمد صالح طماح متاثرا بجروحه البالغة جراء اصابته في هجوم طائرة الحوثيين الانتخارية المفخخة على العرض العسكري الخاص بتدشين المنطقة العسكرية الرابعة،العام التدريبي الجديد بقاعدة العند الجوية بمحافظة لحج قبل امس الاول،وبعد الإصرار على ضرورة نقله لاستكمال علاجه بالخارج رغم عدم سماح حالته الصحية وإمكانية إخراجه من العناية المركزة وجاءت ساعته وحان اجله وقضاء الله وقدره قبل كل هذا.
وبالمناسبة..أتذكر له شخصيا أحد مواقفه الوطنية الجنوبية المشرفة في مستهل انطلاق ثورة الحراك الجنوبي السلمي بعام 2007 وانا على وشك التخرج يومها من الصحافة والاعلام بجامعة عدن وعند بداياتي نزولي الميداني لتغطية فعاليات وأنشطة الحراك الجنوبي، وكيف فتح يومها الفقيد طماح -عليه رحمة الله تغشاه- باب منزله بمنطقة العسكرية على طريق يافع،بكل استبسال وشجاعة لاستضافة أول اجتماع رفيع لقيادات الحراك ممثلة بالزعيم الجنوبي المخضرم حسن باعوم وحضور نخبة القيادة الجنوبية يومها.
واتذكر جيدا حينما اقترشت يومها كرتونا لانام عليه قرب منزله المكتض بكبار قادة ونشطاء الحراك الجنوبي المستدعين لاقامة احدى اكبر مليونيات الحراك الجنوبي المطالبة باستقلال الجنوب فجر ذلك اليوم الجنوبي الوطني الاغربمحافظة لحج.
ولا انسى ايصا كيف افترش يومها بالقرب مني اللواء شلال شائع ملابسه العسكرية ونام متوسدا سلاحه الكلاشينكوف بعد أن حكي لي وثلاثة كانوا معي ليلتها نبذة من قصة والده علي شائع محمد الوزير الجنوبي الاسبق لداخلية جمهورية اليمن وكيف كان مقتله في مذبحة يناير الدامية بعدن.
وإذ أعز نفسي وأهل الفقد وكل الشعب الجنوبي بمصابه المؤلم وفقدانه لأحد أهم القيادات الأمنية ومن كان الجنوب في أمس الحاجة إلى عقلياتهم وخبراتهم والمعلومات الاستخباراتية التي اكتسبها بعامي رئاسته للاستخبارات العسكرية ومايدور حول قضيتنا الجنوبية من امور ومخططات تمكن بكل تأكيد من معرفة خباياها وتفاصيلها وكيف يفكروا أصحابها لتجاوز استحقاقات الشعب الجنوبي الحر وتخطي مطالباته الوطنية المستميتة باستعادة دولته الجنوبية ورفض أي مشاريع أخرى تحاول الانتقاص من هذا الهدف الجنوبي الوطني الجامع والمقدس لدى الغالبية العظمى من الشارع الجنوبي.
وعليه أجزم أن رحيل اللواء طماح في هذه المرحلة الوطنية الحساسة والهامة من تاريخ قضيتنا الجنوبية وبكل مالديه من أسرار دولة يمثل خسارتين في آن واحد للشعب الجنوبي قبل اهله ومحبيه وزملائه ورفاق دربه. ولانملك أمام هذا المصاب الجلل إلا أن نبتهل إلى الله العلي القدير أن يرحم فقيدنا وان يسكنه الجنة وان يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وأنا الله وانا اليه راجعون.