الجنوب وتراكمية العودة
عبدالقادر القاضي
كلمة عقد من الزمان تعني بحساب السنوات عشر سنوات ،، والعشرين عام يطلق عليها مصطلح عقدين من الزمان... وحينما يتعلق الأمر بالرقم ٢٥ فانه يقال علية ربع قرن...اما مصطلح #الجيل فهو يعني حصر ٥٠ عام مضت في بوتقة واحدة اسمها #الجيل
#وبمقاييس النجاح والفشل في بناء الدول وازدهارها ودخول الساحة الإقليمية والعالمية بقوة الإنتاج والتصنيع وقوة التعليم وقوة القضاء المستقل وقوة المجتمع المتماسك حتى وإن اختلفت الافكار وتلونت إلا ان قوة الدولة وعدالتها كفيلة بحماية حريات كل أطياف المجتمع .
#بتلك_المقاييس الخاصة ببناء الدول وبناء الشعوب والحكم على السياسين بالنجاح أو الفشل..
#واقول السياسيون ولا اقول الشعوب فهي بريئة ،، بل هي ضحية جيل سياسي كامل غالبيتهم تسببوا في كل ما نحن عليه الآن من واقع مرير متخلف نعيشه شمالآ وجنوبآ.
#فشل_السياسيون لا يعني بالضرورة فشل الدولة كدولة شمالا وجنوبا وعجز الموارد كموارد بل هي فشل إدارة تلك الدولة و سوء تصرف وسوء تقدير لتلك الموارد واهمال متعمد وتجميد لبقية ما يمكن أن يكون مصدرا للموارد وإدخال عملية إدارة الدولة اما في دائرة الفساد الذي هو الابن الغير شرعي لتزاوج السلطة بالمال .
#اليوم نعود إلى نقطة الصفر ،، نقطة ماقبل ٢٢ مايو ١٩٩٠م (حرفيآ ) ،، وعاد الجنوب ليستعيد لملمة كل ذلك العبث والتجريف لكل إرثه السياسي والاجتماعي والثقافي المعاصر ،، الذي اعتقد سياسيوا ومنتفعوا الطرف الآخر من أنهم استطاعوا فعلآ دفن كل ذلك الارث إلى الأبد.
#اليوم نعود إلى حقيقة لطالما سعى الطرف الآخر أن يلغيها عبر استثارة الشعارات او عبر التعبئة الفكرية الخاطئة واخرها وأعظمها تأثيرآ كان عبر تجريف كل ما هو جنوبي أو يمت بصلة إلى الجنوب منذ ١٩٩٤م .. حتى أسماء شهداء أكتوبر ازالوها من على مدارس لطالما درسنا فيها ولعبنا في ساحتها ولطالما كنا معتزين بأسماء مدارسنا.
#عودة_الجنوب هي عودة تعتمد بطبيعتها على التراكمية كأسلوب ،،، طالما وان الوقت والسنوات ستطول في دهاليز المفاوضات فالمسألة تصبح تراكمية كمن يضع حجر على حجر ويمتلك الوقت الكافي لذلك العمل المتأني .
#هذه_التراكمية تؤكدها وتؤصلها وتزيد من تعمقها وتجذرها هو اقتناع الغالبية العظمى والسواد الاعظم من أبناء الجنوب بعدمية وجود أو بقاء الوحدة التي بدأت ودية واخوية بين شعبين وافسدوها السياسيون والنخب والأحزاب المنتفعة وانتهت بعد اربع سنوات من عمرها لتستمر وحدة قهرية على الجنوب وشعبه طوال سنوات مضت ،،
#فما_بالك حينما يكون هناك شعورآ عامآ بأستحالة إيجاد حل سياسي مع مليشيا إجرامية سلالية اوغلت في قتل كل اليمنين شمالآ وجنوبآ وكان للجنوب النصيب الأكبر من هذه الحرب التي استطاع ابناء الجنوب ان يدافعوا عنه وان يحرروه مستندين إلى #تراكمية_فكرية اسسها الحراك الشعبي الجنوبي طوال سبع سنوات من فعاليات وتظاهرات وعصيان مدني وورش عمل رسخت برغم كل الاختراقات حينها ودخول المال السياسي القذر لخلق كانتونات .
#لكن تلك السبع سنوات رسخت في أذهان كل الجنوبيين بمن فيهم جيل لم بعرف دولة الجنوب السابقة.. رسخت في أذهانهم كل ما كان مغيب عنهم لكنهم سمعوا آبائهم يتحدثون عن ذلك الارث السياسي والسياسي إلى عهدا قريب .
#من_يعتقد أن عودة الجنوب كدولة مستقلة أو إعطاء أبناءه السيادة عن طريق حكم ذاتي ومرحلة انتقالية تؤسس إلى انبلاج دولة فاعلة بشكلها الحقيقي .. من يعتقد أن ذلك سيحدث بيوم وليلة أو خلال شهر او عام في خضم كل هذا التعقيد فانه مخطئ بتقديراته ..
#عودة_الجنوب كجهة ذات سيادة كما كان اما بفك الارتباط السياسي بأستقلال يمنح عبر تنظيم استفتاء واسع برعاية أممية ،، أو بحكم ذاتي مرحلي يضمن استعادة بناء مادمرته الحرب مع الاستمرار في كسر شوكة إيران في جزيرة العرب شمالآ المتمثلة بمليشيا الحوثي وجماعتهم السلالية .
#أو_قد يعود الجنوب بما قد يضمن الحق السياسي له كجنوب وان يستعيد نديتة التفاوضية كند مقابل ند ..
#كل_تلك الطرق والمراحل لعودة الجنوب هي طرق تسمى تراكمية ،، ترتبط بالأساس على نمط ما يسمى ببناء ما قد يمكن ان نسمية بدولة الظل التي تنسج على مهل وبتأني ،،
#كمن_يصنع سلة من سعف النخيل الحاد والتي قد يجرح صانعها لكن تلك السلة السياسية ذات الغطاء العسكري( كأفراد وجنود ) هي في الاخير ستتلقف أي انهيار سياسي مرجح ان يحدث في اي وقت لكل ما يحدث الآن .
#وكل ما يشجع هذا الاتجاه التراكمي في إعادة بناء وتأسيس كل ماهو جنوبي ،، هو عبثية واستحالة وجود صيغة سياسية تقنع المجتمع في الجنوب على الأقل بأن الحوثيين القتلة صاروا جزء ممن سيحكموننا ،،
#بعد أن اجرموا وقتلوا وجرحوا الآلاف وشردوا عشرات الآلاف واقحموا الشعب في الشمال والجنوب في حرب مدمرة أرادوا فيها ان يوغلوا اكثر في سيطرتهم على الشمال ككل .
#وكذلك طمس وإنهاء ذلك التجانس المذهبي الموحد في كل الجنوب بعد ان سبقهم زعميهم عفاش ونظامه في تدمير جزء كبير من الهوية الجنوببة ليقضوا على كل ما يمكن أن يذكرهم بأن هناك دولة كان اسمها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ليضموا مواردها كذلك إلى الشمال المملوك لهم معظمه الان بقوة السلاح وترويع الناس لتصبح ثروة الجنوب تابعة لهذه الجماعة السلالية .
#استحالة وجود حلول سياسية ترضي حجم وجع والم الناس مضافآ اليه ايضآ استحالة مع جماعة مارقة لم ولن تفي بأي عهدآ ولا حصل ان التزمت بوعد تلك الاستحالة هي ما يعزز تراكمية عودة الجنوب وتقوية عوده من جديد .
#لذلك لا تلوموا ابناء الجنوب اليوم لانهم ببساطة لا يبتدعون شيء من الخيال .. بل هم يستدعون دولة كانت قائمة بذاتها ومعترفآ بها ولها علمها وعملتها ،، اضاعوها للأسف بحسن نوايا وسوء تقدير جيل الخمسون عام الماضية من سياسيون وحكام ..
#فلا_لوم على من يصنع سلة السعف والخوص ويتانىء في صناعتها ،، ولايضر كم من الأيادي تصنعها أو كم من الأسماء...
#المهم ان تتسع هذه السلة لكل الناس وان لا يحتكرها أحد ،، فهي لم تعد تصنع اليوم من سعف النخيل بل هي اليوم تصنع من ضلوع الشهداء وتضحيات الجرحى ومن انين ووجع الامهات ودموع الأطفال .
#والجنوب_لمن_آمن_به