ماذا ينتظر الجنوب بعد زيارة الزبيدي إلى بريطانيا؟
رأي المشهد العربي
جاءت الزيارة التي يقوم بها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي إلى بريطانيا، لتكشف عن تحولات عديدة في مستقبل القضية الجنوبية، والتي تخطو خطوات ثابتة نحو الاعتراف الدولي بها، وفق استراتيجية دقيقة وضعها المجلس الانتقالي منذ تشكيله في شهر مايو من العام 2017، جعلت من القضية الجنوبية تحتل مرتبة متقدمة من الملفات الدولية المطروحة على الساحة حاليا.
وتأتي أهمية زيارة بريطانيا، بدعوة رسمية من البرلمان البريطاني، كونها تعرف جيدا الجنوب كدولة وشعب، وبالتالي فإن إعلانها مساندة قضية الجنوب سيكون له أهمية كبرى لما بعد هذه الزيارة، ومن المفترض أن يتم البناء عليها لتعريف العالم كله بهموم ومعاناة شعب الجنوب، وكذلك فإن التأييد البريطاني سينعكس على مواقفها بمجلس الأمن والأمم المتحدة بشأن قضية الجنوب.
وتعد الزيارة الحالية للزبيدي، مقدمة للعديد من الجولات الخارجية للانتقالي الجنوبي، وبحسب رئيس الهيئة السياسية في المجلس الانتقالي الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي، فإن وفد من المجلس سيزور روسيا في نهاية شهر مارس الجاري، كما أن هذه الزيارة سبقتها بشهرين تقريبا زيارة أخرى قام بها هاني بن بريك رافقه فيها عضو في هيئة الرئاسة إلى العاصمة العمانية مسقط، في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها.
ويؤكد سياسيون أن كل زيارة من هذه الجولات التي يخوضها أعضاء الانتقالي الجنوبي بالخارج لها دلالة واضحة، إذ أن زيارة بريطانيا تفتح المجال أمام الاعتراف الدولي بقضية الجنوب، وكذلك فإن الزيارة المرتقبة إلى روسيا ومن بعدها الولايات المتحدة الأمريكية تستهدف التواصل مع القوى الكبرى في المجتمع الدولي للتعرف على وجهة نظهرهم في مستقبل القضية الجنوبية.
وقال ناصر الخبجي، إن علاقات روسيا بالجنوب علاقات تاريخية والروس أكثر الدول دراية بالجنوب وتضاريسها وأنهم كانون على دراية بكيفية دخول الجنوب في الوحدة، وكذلك فإن الكثير من الجنوبيين يجيدون اللغة الروسية، متابعا: "أنا تخرجت من روسيا وتجد في كل بيت تقريبا من خريجي روسيا، ولا زالت العلاقات طيبة، ويفترض من الروس أن يتحركوا في هذا الاتجاه ولا يتركونا للآخرين لينهشوا فينا".
أما الزيارة السابقة لسلطنة عمان، فإنها تعد أول اختراق يحققه المجلس الانتقالي وأحد نجاحاته السياسية بالسعي لتنفيذ برنامجه وتوجهه السياسي بالانفتاح على كل الأشقاء والأصدقاء ودول الخليج العربي خصوصًا، بالإضافة إلى أن عمان كانت ضمن دول مجلس التعاون الخليجي المؤيدة لمخرجات واتفاق أبها بالمملكة العربية السعودية أثناء حرب 94 وغزو الجنوب ، الذي تضمن عدم جواز فرض الوحدة بالقوة.
ويذهب مراقبون للتأكيد على أن هذه الزيارات تأتي في إطار تحركات المجلس لكل الدول العربية والأجنبية لنقل توجهات المجلس ورؤاه حول الحل للوضع الآني والمستقبلي والتأكيد على حفظ شعب الجنوب للجوار والمصالح المشتركة.
وقال عضو المجلس الانتقالي الجنوبي، فضل محسن الشطيري، إن هذه الزيارات تعد مقدمة للحصول على حق الجنوب العربي في الاعتراف به كدولة منفصلة، مشيرا إلى قرارات ومواثيق القانون الدولي، التي تنص على حق الشعوب بتقرير مصيرها.
وقال إن هذه المواثيق وضعت الأُطر الأساسية للمحافظة على الحقوق السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، متابعا: "ومع ذلك دولة الجنوب العربي تطالب بفك الارتباط وليس الانفصال".
فيما أشار الكاتب والمحلل السياسي، هاني مسهور، أن "جولة قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الأوروبية يجب أن يرافقها ارتقاء بالخطاب الإعلامي الجنوبي، باعتبار أن الجنوب حليف دولي في محاربة الإرهاب.
وأوضح أن الجنوب يتطلع لاستعادة دوره الرائد في المنطقة العربية، كما أن الجنوب حريص على تثبيت النظام الجمهوري في شمال اليمن"، مضيفا: "هذه أولويات لابد أن تطرح إعلاميا".
فيما أكد عضو الانتقالي الجنوبي، فضل محسن الشطيري، إن هذه الزيارات تأتي تاكيدا للوضوح التام الذي لا يدع مجالا للشك، أن دولة الجنوب تسعى إلى بناء وتوثيق العلاقات الدولية، التي تربطها بدولة بريطانيا وبغيرها من دول العالم في مكافحة الإرهاب".
وأشار إلى أنه من ضمن برنامج زيارة الرئيس عيدروس الزبيدي إلى لندن، إلقاء محاضرة سياسية في البرلمان البريطاني، ستركز بدرجة أساسية على الشأن الجنوبي، وأوضاع الجنوب الاستثنائية وسيخلص إلى أن الاستقرار في اليمن والمنطقة مرهون ببناء دولة مستقلة في الجنوب في حدود 1990م.
وأوضح أن زيارة الرئيس عيدروس الزبيدي إلى لندن، لتوضيح موقف الجنوب الواضح، ودوره في مواجهة أطماع فصائل متهمه بالإرهاب هي من أوصلت اليمن إلى هذة الحالة من الحرب، كما تهدف الزيارة إلى مناقشة الأزمة اليمنية والقضية الجنوبية وتوضيح رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي لإيقاف الحرب في اليمن.
ولعل ذلك ما سيوضحه رئيس الانتقالي الجنوبي خلال برنامج زيارته إلى بريطانيا، والذي يتضمن عقد ندوة في مركز السياسات الدولية بتنظيم من البرلمان البريطاني والتي ستتناول الازمة اليمنية والقضية الجنوبية ورؤية المجلس الانتقالي لإيقاف الحرب في اليمن وحل القضية الجنوبية بما يتوافق مع مطالب الشعب الجنوبي وتطلعاته.