لهذه الأسباب سيفشل مخطط الإخوان في الجنوب

الجمعة 8 مارس 2019 20:00:25
testus -US

رأي المشهد العربي

يسعى تنظيم الإخوان الإرهابي ومن وراءه تركيا وقطر وإيران في ضرب استقرار الجنوب تمهيدا للسيطرة عليه، وهو ما ظهر من خلال جملة من الخطوات التي جاءت جميعا متزامنة في وقت واحد، وبدأت بتصعيد الأوضاع الأمنية احتجاجا على مقتل الشاب رأفت دمبع، في وقت تحاول فيه تأسيس كيان موازي للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي استطاع أن يسير على أول خطوات الاستقرار والتنمية للجنوب.

وتهدف إيران وحلفائها في إخضاع الجنوب كما هو الحال في الشمال، غير أن الذراع هذه المرة يختلف، ففي الشمال استعانت بمليشيا الحوثي للسيطرة على صنعاء والانقلاب على السلطة الشرعية، أما في الجنوب فلم تجد سوى قطر وتركيا ومعهم تنظيم الإخوان لتكرار نفس ما حدث في صنعاء وبنفس الطرق والأساليب تقريبا، لكن الوضع في الجنوب يختلف بشكل كبير عن الشمال لأسباب عدة نستعرضها.

السبب الأول أن هناك كيان سياسي قائم بالفعل ويقوم بأدواره السياسية والتنموية والدبلوماسية، يتمثل في المجلس الانتقالي الجنوبي، وهناك تأييد شعبي لهذا الكيان الذي استطاع أن يصل بقضية الجنوب إلى المحافل الدولية، وكذلك فإن الذراع العسكري الممثلة في قوات النخبة قادرة على التعامل مع المحاولات الإخوانية التي تسعى لتحويل الوضع في العاصمة عدن إلى فوضى تمكنها من السيطرة.

ويبدو أن زيارات المجلس الانتقالي الجنوبي والاعتراف به في المحافل الدولية لن يمر مرور الكرام على مليشيات الإخوان وعلي محسن الأحمر، ولم يمر سوى 24 ساعة على زيارة اللواء عيدروس الزبيدي إلى بريطانيا وبدأت التحركات المشبوهة تظهر في عدن لاستغلال الأوضاع ولكن هذه المرة من خلال قضية الشاب الشهيد «رأفت دمبع» في عدن.

السبب الثاني يرتبط بوضع الشمال القائم حاليا، في ظل الفوضى الأمنية للعديد من المحافظات اليمنية التي تخضع لسيطرة الحوثي أو كذلك ضعف الشرعية في ضبط الأوضاع الأمنية بالمناطق التي تتواجد فيها وترتكن على إسناد التحالف العربي لها، وكذلك الأمر بالنسبة لتعز التي يتواجد فيها حزب الإصلاح وتشهد أيضا فوضى أمنية عارمة، وهو وما يلغي التجاوب الشعبي مع تلك التحركات المرفوضة من جميع أهل الجنوب.

السبب الثالث يرتبط بالتضييق الإقليمي الذي يواجهه تنظيم الإخوان باعتباره تنظيما إرهابيا في العديد من البلدان العربية، وهو ما يفسر فشل إشهار الائتلاف الجنوبي(الائتلاف العيسي الإخوانجي) الموازي من القاهرة، بعدما كشفت السلطات الأمنية هناك هذه الألاعيب ومنعت عقد المؤتمر على مدار ثلاثة أيام، وبالتالي فإنه من المتوقع أن يكون هناك محاولة أخرى من خلال دولة تركيا والتي ترعى مثل هذه الكيانات من الخفاء، وبالتالي فإن خروجه من داخلها يمثل فضيحة لها.

البصمات التركية والقطرية تظل واضحة في التحركات الأخيرة للإصلاح سواء كان ذلك من خلال الحملة الممنهجة التي تديرها عناصر تابعة له من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والذي يظل أسلوب التأثير الأول بالنسبة لهذه الجهات بسبب قوة لجانها الإلكترونية وبالتالي فإنها تسعى للوقيعة ما بين قوات الأمن وأبناء عدن عبر هذه المنصات.

وكذلك فإن البصمات التركية والقطرية تظهر أيضا من خلال اللجوء إلى أحد الدول الخارجية للإعلان عن مخططات التخريب الداخلية، وظهر ذلك من خلال محاولة تدشين الائتلاف التي فشلت من القاهرة، ودائما ما تعمل هذه الدول على تحريك عملائها من الخارج للاحتماء في الدول التي تظهر من خلالها لإدراكها عدم استطاعتها أن تقوم بالخطوات ذاتها من الداخل.

ويعكف مسؤولون من تنظيم الإخوان الموالي لقطر منذ أيام لإشهار ائتلاف يمني مناهض للجنوب وممثله المفوض شعبيا المجلس الانتقالي الجنوبي، ويهدف للسيطرة على عدن، وإخضاعها لمصلحة النفوذ القطري والتركي، وإقصاء القوى الجنوبية التي تطالب بالاستقلال.

وقالت مصادر يمنية أن “نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، أجرى الأسبوع الماضي اتصالات بمسؤولين جنوبيين في شبوة وحضرموت وأبين، وطلب منهم بيانات تأييد للائتلاف الذي كان مقررا أن يتم إشهاره الأسبوع الماضي، لكنه فشل عقب رفض السلطات المصرية منح القائمين عليه تصريحا لبدء أعماله، وتأجل لمدة ثلاثة أيام من دون انعقاد".

وبحسب مصادر محلية إن زيارة وفد تركيا إلى عدن قبل شهرين، كان الهدف منه التمهيد لهذا الدور الذي تموله قطر وتسعى أنقرة إلى أن تكون جسر عبور للدوحة في السيطرة على عدن”.

ومنذ 4 أيام وتتواصل الاحتجاجات في عدن ويحاول عناصر تخريبية ملثمة مدعومة من حزب الإصلاح الإخواني من نشر الفوضى في العاصمة الجنوبية "عدن" وإطلاق النار على قوات الأمن باستخدام أسلحة ثقيلة.

وظهرت صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي وجود ملثمون يحملون سلاح «آر بي جي» لإرهاب الأهالي واستغلال قضية الشاب الشهيد «رأفت دمبع»، وهو ما يثبت أن الخطة الإخوانية قد رُسمت ملامحها بالفعل لاستهداف الجنوب من خلال عناصر خارجية رجحت تقارير إعلامية انتمائهم لتنظيمات إرهابية لم يُعلن عنها بعد.