علي محسن الأحمر وفضيحة الهروب.. عندما تنكّر القائد العسكري في هيئة زوجة السفير

الجمعة 8 مارس 2019 21:38:30
testus -US

"أنا جندي للوطن، لن أرحل".. عندما يُطلق علي محسن الأحمر تصريحاً كهذا، فإنّ الأمر لا يخرج عن كونه محاولةً لغسل الجُرم الكبير الذي ارتكبه في صيف 2014، ذلك العام الذي انفجر فيه سرطان الانقلاب.

اختار "الأحمر" منصات إعلامية تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، التي يتبعها هو بنفسه، مداعباً عاطفة المواطنين بإدعائه أنّه جندي للوطن، وأنّه لن يرحل عن الميدان.

لكنّ "الأحمر" على حقيقته لا يبدو أنّه كذلك، فالرجل الذي يعتبر الذراع اليمنى للرئيس عبدربه منصور هادي باعتباره نائباً له، كان قد ارتكب الجُرم الكبير في حق الوطن، قبل خمس سنوات.

في 21 سبتمبر 2014، وبينما كان 20 طقماً حوثياً مسلحاً يهاجمون صنعاء، ارتكب علي محسن الأحمر ذلك الجُرم في حق الوطن، عندما قرر الهروب من الميدان، تاركاً فرصةً سهلة أمام المليشيات الانقلابية لتعيث في الأرض قتلاً وفساداً.

وإزاء ما واجهه من انتقادات عاصفة إزاء موقفه ذاك الذي قيل إنّه سنح الفرصة للحوثيين لفعل في اليمن ما يفعلوه بعد سيطرتهم على صنعاء، فحاول "الأحمر" تبرير موقفه، عندما قال في تغريدة عبر "تويتر": "المدافعون عن الثورة والجمهورية قدموا في يوم النكبة 21 سبتمبر 294 شهيداً وأكثر من 3000 جريح في معسكر الفرقة الأولى مدرع ومحيطها".

وفيما بدت محاولة لتزييف الحقائق وصناعة رأي عام مناقض، زعم الأحمر: "‏يعلم الجمهوريون أنهم تركوا الجمهورية والثورة اليمنية فريسةً للحوثي في يوم النكبة 21 سبتمبر ولم يدافع عنها إلا معسكر واحد (معسكر السبعين)".

وكما يقولون "انقلب السحر على الساحر"، يبدو أنّ الكذب الذي روَّجه الأحمر جعل سهام بنادق الاتهامات تضربه في مقتل، فالفرقة التي تحدّث عنها "نائب هادي"، تُعرف بالعتاد العسكري الكبير للغاية التي كانت تملكه من أفراد وآليات ومدرعات وأسلحة ثقيلة، ما يعني أنّه كان بإمكانها حسم المواجهة مع الأطقم الحوثية الـ20 التي اجتاحت صنعاء، لكنّ المخطط يبدو أنّ جزءاً من أركانه كان يتمثل في الهروب السريع.

وقد أشارت تحليلات عسكرية بأنّ هذه الفرقة تتكون من 23 لواء، خمسة ألوية مدرعات ودفاع جوي وصواريخ في صنعاء، وكانت تضم أكثر من 20 كتيبة عسكرية مدربة على استخدام المدرعات والأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وحرب الشوارع.

كما أنّ لباس البطولة الذي يستميت الأحمر من أجل ارتدائه اصطدم بما كُشف عن طريقة هروبه من صنعاء، وذلك أمرٌ وُصف بـ"الفضيحة الكبيرة".

وأضاف أنّ "الأحمر" وصل إلى السفارة السعودية وقال للسفير "أنا في وجه الملك عبدالله"، قبل أن يرده اتصالٌ من وزير خارجية المملكة آنذاك سعود الفيصل، مخبرًا إياه بأن يحافظ على حياة "محسن"، ويعمل على إخراجه من البلاد.

وكان الأحمر حينها يشغل منصباً عسكرياً هو قائد الفرقة الأولى مدرع التي كان يفترض أن تمنع دخول الحوثيين إلى صنعاء.

رواية الهروب بالطبع لم تأتِ على لسان "الهارب"، لكنّ السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، هو من كشفها، حيث تحدّث خلال لقاء تلفزيوني، في مايو الماضي، عما وصفها بـ"خطة خداع ذكية ومثيرة"، تضمّنت التمويه على تواجد محسن الأحمر في السفارة السعودية ونقله إلى دار الرئاسة، ومنها عبر طائرة هليوكوبتر إلى السعودية، والمثير أنّ خطة التمويه أن يكون "الأحمر" هو زوجة السفير السعودي.

ويمكن الربط بين تصريحات الأحمر لأبواق جماعته الإرهابية (الإخوان) اليوم بما كان قد كشفه السفير السعودي، وهو ما يقود إلى إدراك مدى الدور الذي يلعبه الأحمر وراء ستار "الشرعية"، وتحت غطاء حرب مزعومة على المليشيات الحوثية.