علي محسن الأحمر والإخوان والقاعدة.. شياطين سرقت المال وصنعت الإرهاب
لم تكن جرائم الفساد التي تورّط فيها علي محسن الأحمر نائب الرئيس مجرد وقائع تهدف إلى تحقيق أرباح مالية غير مشروعة، لكن تمويل الجماعات الإرهابية كان أحد أهدافها الرئيسية.
ويتستر الأحمر خلف غطاء "الشرعية" لإخفاء جرائمه التي تتكشف يوماً بعد يوماً، في وقتٍ يسعى من خلال تصريحاته للتناغم مع نبرة الكراهية الشعبية للمليشيات الحوثية، بينما لا تقل ممارساته على صعيد العلاقات المتجذرة مع التنظيمات الإرهابية خطراً على الأمن في البلاد.
ففي تُقرير وُصف بأنّه "فاضح"، ذكرت وكالة وكالة "إيجيس" الدولية (مقرها باريس) إنّ تنظيم القاعدة في بلدة يكلا الواقعة بين رداع ومأرب، التي تعد معقل الإخوان، تعتبر المركز الرئيسي للتنظيم الذي يحصل على أسلحة قدمت على أنّها دعمٌ للجيش اليمني عن طريق محسن الأحمر.
وأضافت في تقريرها الذي أصدرته في أغسطس الماضي، أنّ الجماعات الإرهابية في البيضاء تمكَّنت من الحصول على أسلحة بدعم مباشر من "الأحمر"، مشيرةً إلى أنّ ذلك تم عندما أنطلقت حملة عسكرية من قِبل "الأخير" في مأرب وتحديداً في أبريل 2018 تحت ذريعة فتح جبهة ضد الحوثيين انطلاقاً من يكلا إلا أنّ التوجيهات للحملة كانت تتضمَّن إعلان الاستسلام عند الوصول للمدينة التي تقع تحت سيطرة الإرهابيين.
وبحسب الوكالة، فإنّ محاولات بُذِلت من حزب الإصلاح "إخوان اليمن" للسيطرة على البيضاء إلا أنّ عدد من القبائل القوية في المحافظة تعاملت بمرونة وذكاء في اتخاذ سياسة الحياد بين مختلف الأطراف المتصارعة بسبب التوجهات المشبوهه لحزب الإصلاح.
دليلٌ آخر أثبت تورُّط الأحمر في دعم الإرهاب، ففي 29 يناير 2017 فاجأت القوات الأمريكية، "القاعدة" وحزب الإصلاح بعملية إنزال مباغتة في مناطق بمحافظة البيضاء التي تعد الوكر الأبرز لتنظيم القاعدة، وكشفت الوثائق التي تمت مصادرتها خلال العملية عن علاقة لعلي محسن الأحمر والتجمع اليمني للإصلاح المدعومين من قطر بعملية التسليح لتنظيم القاعدة الإرهابي ووصول المواد المتفجرة إليه والمستخدمة في تفخيخ السيارات والعبوات والأحزمة الناسفة.
وآنذاك، كشفت وزارة الدفاع الأمريكية أنّ الهدف من الإنزال كان جمع معلومات استخبارية في عملية خاطفة تضع خلالها القوات الأمريكية يدها على أكثر قدر ممكن من الوثائق والحواسيب والأجهزة الإلكترونية.
كما كشفت الوثائق عن استخدام الأحمر لإرهابيين من أجل تنفيذ اغتيالات ضد معارضي الإخوان، والتي من أبرزها تنفيذ عملية الاغتيال التي طالت محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد في 6 ديسمبر 2015، حيث تم التخطيط للعملية في البيضاء، وتم تنفيذها بالتعاون مع جماعة إرهابية كانت تسيطر أنذاك على مدينة التواهي قبل تطهيرها من قوات الأمن فيما بعد.
كما أكّدت الوثائق أنّ "الأحمر" وأتباعه الإخوان كانوا وراء تفجيرات فندق القصر بتاريخ 6 أكتوبر 2015، وعدد من عمليات الهجوم على معسكر قوات التحالف العربي في البريقة، بالإضافة لعمليات الاغتيالات والتي طالت عدداً من الأمنيين في عدن ولحج وأبين وحضرموت.
وكان زعيم تنظيم الجهاد السابق نبيل أبو نعيم قد كشف أنّ الرئيس الراحل علي عبد الله صالح قد فتح معسكرات وموَّل الجماعات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة، ومنح قيادات في التنظيم المتطرف رتباً عسكرية، وأدمجهم في قوات الفرقة الأولى مدرع التي كان يقودها الجنرال علي محسن الأحمر، ومن هنا بدأ نشاط تنظيم القاعدة، وتمكَّن بفعل الدعم السخي من فتح معسكرات في جبال أبين، وهي تضاريس وعرة.
وبينما تمثل مليشيا الحوثي الانقلابية فصيلاً إرهابياً يميل الفكر الشيعي، والإخوان جماعة إرهابية أيديولوجيتها سنية، إلا أنّ مصالح الجانبين قد تقاطعت بشكل واضح في قضايا سياسية معينة، وقد اتضح ذلك مما كشفته تقارير دولية تحدثت عن خفايا الحروب الستة التي شنها عبد الله صالح بقيادة محسن الأحمر القيادي البارز في الإخوان الذي كان حليفاً قوياً له، على الحوثيين في صعدة منذ العام 2004 وحتى 2009، أنّ هذه الحروب تمَّت باتفاقٍ بين الطرفين ولم تكن لخلافات سياسية مع المليشيات بل لابتزاز السعودية وتشكيل كيان قوي مناهض لها في اليمن، وقد لعب الأحمر دوراً مؤثراً في تلك الخطة.
ومحسن الأحمر مقرّبٌ من النظام القطري وتعدّه الدوحة منذ سنوات على أنّه رجلها الأبرز في اليمن، وباتت تدعم بروزه أكثر من الرئيس عبد ربه منصور هادي نفسه.