الحديدة.. بؤرة الصراع الأمريكي الإيراني بالمنطقة
الاثنين 20 مايو 2019 22:00:20
رأي المشهد العربي
اتفق الجميع على أن إعلان مليشيا الحوثي الانسحاب الأحادي من موانئ الحديدة هو مسرحية هزلية لا يمكن أن تنطلي على أي شخص في ظل التصعيد الإيراني الأمريكي الذي يدور حاليا في منطقة الشرق الأوسط، والسبب في ذلك الأهمية الإستراتيجية لمدينة الحديدة وهذه الموانئ التي تعد بوابة الوصول إلى البحر الأحمر.
قد تكون مدينة الحديدة هي بؤرة الصراع الأمريكي الإيراني بالمنطقة وذلك وفقا للتصريحات الأمريكية التي أكدت على أن أي اعتداء من أذرع إيران على مصالحها في البحر الأحمر أو في أي مواقع أخرى هو اعتداء إيراني مباشر على السيادة الأمريكية، وبالتالي فإن المنطقة قد تكتسب أهمية جيوسياسية كبرى خلال الأيام المقبلة.
ولعل ما يبرهن ذلك أن الخدعة الحوثية ظهرت سريعا بعد أن نسفت رواية انسحابها بإحلال قوات تابعة لها يسيطرون على الموانئ ولكن بزي مختلف، وكأن المشكلة تختزل فقط في ملابس تلك العناصر الإرهابية، كما أنها سارعت أيضا بإطلاق صاروخ بالستي على بعد 500 متر من ميناء الحديدة، في وقت صعّدت الميليشيا هجماتها تجاه مناطق ألوية العمالقة في المدينة بحسب بيان صادر عن العمالقة.
وتحظى موانئ الحديدة، ورأس عيسى والصليف، الواقعة في الساحل الغربي من اليمن، بأهمية كبيرة، نظرا لمواقعها الإستراتيجية وتأثيرها على واردات البلاد، ويعد ميناء الحديدة ثاني أكبر ميناء يمني، وهو بمثابة "بوابة البحر الأحمر"، وقد أنشئ عام 1961.
كما يمثل ميناء الحديدة، الممر الأول لمختلف الجزر اليمنية، ويستقبل 70 في المئة من واردات البلاد التجارية، أما ميناء رأس عيسى، فهو أول ميناء أنشئ وضخ النفط إليه في اليمن، ويمثل نقطة الوصول لخط أنابيب النفط مأرب - رأس عيسى، ويقع ميناء الصليف، شمال غربي مدينة الحديدة، ويتمتع بأهمية كونه يقع على منجم ملح. وهو مجهّز لاستقبال السفن العملاقة.
لا يمكن أن تضحي إيران بالحديدة في هذا التوقيت الذي بحاجة فيه لاستخدام جميع أسلحتها في مواجهة الحصار الأمريكي، وبالتالي فإن الحديث عن انسحابات وتفاهمات بالحديدة في تلك الأثناء هو نوع من الهزل الذي يبتعد تماما عن المنطق، بل أن العكس هو ما سيحدث إذ ستقوم إيران بحشد جميع قواها عبر مليشيا الحوثي الانقلابية إلى الحديدة استعدادا لأي مواجهة محتملة.
وكشفت مصادر عسكرية عن تفاصيل تجهيز المليشيات الحوثية أكثر من 400 قارب مفخخ على أيدي خبراء إيرانيين يدربون عشرات الحوثيين القادمين من صعدة لتنفيذ عمليات إرهابية خلال الأيام المقبلة لتعطيل الملاحة الدولية.
وأوضحت المصادر أن هناك تحركات حوثية إيرانية على سواحل المديريات الشمالية لمدينة الحديدة وجزيرة كمران، ولفتت إلى أن خبراء إيران يتواجدون في مديريتي اللحية والصليف لتدريب المليشيات على الزوارق المفخخة ذاتية الدفع والألغام البحرية.
وأشارت إلى أن المليشيات تخطط لنقل معاركها إلى البحر وتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن بالزوارق المفخخة والألغام البحرية، إضافة إلى القيام بعمليات قرصنة بحرية.
ويوم الثلاثاء الماضي، شنت المليشيات هجوما على محطتين لضخ النفط ضمن خط الأنابيب الذي ينقل النفط السعودي من حقول المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي للمملكة. وأقرت الحكومة السعودية بالهجوم، وقالت إنه أوقف تدفق النفط في الأنبوب.
التواجد الحوثي بالحديدة بحاجة إلى تدخل عسكري قوي من التحالف العربي، وأن يكون هناك تكثيفا عسكريا داخليا للتعامل مع الخطر الحوثي هناك، والعودة إلى أوضاع ما قبل توقيع اتفاق السويد، وخنق العناصر الانقلابية هناك بما لا يسمح لأن تصبح الحديدة منطقة صراع دولي.
وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية الاثنين، أن الهجمات على المواطنين أو المرافق الأميركية لن يتم التسامح معه وسيتم الرد عليه بطريقة حاسمة، قائلاً:"سنحمّل إيران المسؤولية ما إذا كانت أي من هذه الهجمات من تنفيذ أي ميليشا تابعة لها، وسنرد على إيران وفقًا لذلك".