التقرير السري والرسالة الأممية.. حربٌ حوثية على البطون الخاوية
واصلت مليشيا الحوثي الانقلابية، تعميق الأزمة الإنسانية من خلال الحيلولة دون وصول المساعدات لليمنيين الذين يُعانون الجوع جرّاء الحرب القائمة منذ صيف 2014.
مليشيا الحوثي تقوم بسرقة الأطعمة التي تُرسل للمتضررين الذين يبلغون نحو 16 مليون جائع، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، وذلك على نحو أكبر مما تم الإبلاغ عنه من قبل.
ووجدت الأمم المتحدة، العام الماضي، أن 1% من المساعدات كانت مفقودة، معترفةً بأن إساءة المعاملة قد تكون أكثر انتشارًا الآن.
وفي تحقيق سري لشبكة "CNN" على عشرات المناطق الذي مزّقتها الحرب، وجد التحقيق أنه تم تسليم المساعدات على الورق، لكن الواقع يؤكد أنه لم تتم مساعدة العديد من العائلات.
وتشتبه الأمم المتحدة في أنَّ الإمدادات يتم تحويلها بعيدًا عن الأطفال الجائعين نحو المقاتلين، أو مؤيدي القوات المدعومة من إيران، رغم أن الحوثيين ومسؤوليهم ينكرون ذلك.
وتركّز الشبكة على حالة إسهام بشير، قائلةً: "لم تتلقَ الطفلة إسهام وأهل بني قيس في شمال غرب اليمن، أي حبوب أو زيت للطهي، أو غيرهما من إمدادات المساعدات لأسابيع وأسابيع، وتخطّى الأمر بالنسبة لهم مرحلة التضور من الجوع، حيث أصبح الأطفال يعانون التقزم؛ نتيجة لسوء التغذية، الأمر الذي سيقلل من نمو أجسادهم وعقولهم، والكثير منهم يمرضون".
"ويُعد هؤلاء الأطفال، ضحايا لنقاش بين برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ووكالة مساعدات عيّنها الحوثيون، وكانت لديهم عقود لتوزيع أغذية البرنامج، ولكنهم فشلوا في معرفة مَنْ الذي حصل على ماذا؟".. تضيف سي إن إن.
ويحوّل برنامج الأغذية العالمي المساعدات إلى منظمة غير حكومية محلية مختلفة في بني قيس، حيث تعيش "إسهام، لكن مصادر إنسانية ومحلية قالت، إن المساعدات قد توقفت الآن؛ لأن الموالين للحوثيين يعطِّلون عملها.
في الوقت نفسه، هدّد برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بوقف توزيع المواد الغذائية في مناطق سيطرة الحوثيين بسبب مخاوف من وقوع اختلاسات وعدم إيصال المساعدات لأصحابها، حسبما جاء في رسالة تحذيرية وجّهها المدير التنفيذي للبرنامج الأممي ديفيد بيزلي إلى رئيس ما يعرف بالمجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط بتاريخ 6 مايو الحالي.
وأوضح متحدّثٌ باسم البرنامج في جنيف أنّ الرسالة صحيحة وقد حرّرها برنامج الغذاء العالمي، مشيراً إلى أنّ هذه ثاني رسالة من نوعها بعد رسالة أولى في ديسمبر الماضي، مضيفاً: "لاحظ برنامج الغذاء العالمي تقدّماً بعد الرسالة الأولى (..) لكن هذا التقدم توقّف خلال الأسابيع الماضية، بل عادت الأمور في بعض الحالات إلى الوراء".
وجاء في الرسالة أنّ المدير التنفيذي للبرنامج أعرب في ديسمبر الماضي عن قلق عميق إزاء اختلاس مساعدات غذائية وتحويل مساراتها في المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين.
ودعا المدير التنفيذي للبرنامج، الحوثيين إلى التقيّد بالاتفاقات، محذراً من أنه إذا لم يتم تطبيق نظام اختيار المستفيدين والبصمة كما جرى التوافق عليه، فإن برنامج الغذاء العالمي لن يكون إلا أمام خيار تعليق توزيع الغذاء في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.
ومن بين معالم الأزمة الإنسانية، تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، لا سيّما صنعاء، أزمة خانقة في الحصول على الخبز في ظل استمرار ملاك المخابز والأفران في تنفيذ إضرابهم المفتوح رفضاً لعمليات الابتزاز والإتاوات التي تفرضها المليشيات منذ مطلع شهر رمضان.
مواطنون في صنعاء قالوا إنّ معظم الأفران والمخابز في العاصمة أغلقت أبوابها منذ مطلع رمضان، ما تسبب في نقص المعروض من الخبر والطعام عموماً، مشيرين إلى أنّهم يجدون صعوبة بالغة في الحصول على الخبز خاصة مع تدهور الأوضاع المعيشية في الشهر الكريم.
أزمة الخبز ونقص الطعام تتزامن مع أزمات أخرى تندلع في المحروقات النفطية والغاز المنزلي وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، في ظل أعمال الابتزاز التي تمارسها مليشيا الحوثي.
ورصد "المشهد العربي" عودة أزمة المشتقات النفطية تطرق أبواب المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، ما يكبّد آلاف الناس ظروفاً حياتية مأساوية.
وتشهد صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الانقلابية في هذه الأيام، طوابير طويلة من السيارات والمركبات أمام محطات تعبئة الوقود المغلقة، وهي الثانية منذ بدء شهر رمضان.