أدوار خفية للإصلاح في ظل التصعيد الحوثي لصالح إيران
رأي المشهد العربي
تصعد مليشيا الحوثي من عملياتها العسكرية داخل اليمن وخارجه تنفيذا لأجندة إيرانية تسعى إلى توصيل رسائل بعينها إلى الولايات المتحدة الأمريكية في ظل التصعيد المتبادل بين الطرفين، هذا ما يبدو ظاهر للجميع في تلك الأثناء، لكن في المقابل فإن هناك أدوار خفية للإصلاح لا تظهر للعلن بعكس ما تقوم به عناصر الانقلاب الحوثي في العلن، وتلك الأدوار تخدم أيضا إيران وحليفيها قطر وتركيا.
تقوم مليشيا الإصلاح بدور الكومبارس أو البطل الثاني في مسلسل جرائم الحوثيين الداعم لإيران، ففي الوقت الذي تقوم به العناصر الانقلابية بالتصعيد تأتي المساندة من الإصلاح في شكل تخفيف جبهات الداخل في مناطق الشمال التي تسيطر على أجزاء منها مليشيا الحوثي، أو تأتي في شكل خيانات تقدم عليها قوات الجيش التي يسيطرعليها قيادات تابعة للإصلاح، أو في شكل تسهيل وصول الإمدادات إلى العناصر الانقلابية التي تحتاجها في الوقت الحالي من أجل التصعيد.
ما يبرهن على صحة هذا الكلام أن عناصر الإصلاح تقدم جميع التسهيلات لمليشيا الحوثي من أجل التقدم نحو محافظات الجنوب مرة، وأن هذا لا يأتي فقط في سياق التشفي من الجنوب، لكنه يرتبط بتعاون على مستوى أكبر مع مليشيا الحوثي التي تحدثت قياداتها بشكل علني عن وجود تحالفات عسكرية وسياسية مع الإصلاح في مرات عدة خلال الأشهر الماضية.
وخلال الأيام الماضية انتقل التعاون الأمني الخفي ما بين الطرفين والذي نتج عنه تسليم عدد كبير من المحافظات للمليشيات الانقلابية وتسهيل وصولها إلى حدود محافظات الجنوب إلى التفاعلات السياسية العلنية ما بين الطرفين.
وفي الثامن من الشهر الجاري، استقبل القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي، مع محمد طاهر أنعم عضو الهيئة العليا لاتحاد حزب الرشاد الموالي لجماعة الإخوان الإرهابية، وقالت وسائل إعلام ناطقة بلسان (المليشيات) إنّ الاجتماع ناقش أنشطة ودورالحزب في ظل الأوضاع الراهنة التي يمر بها اليمن، ما يشير إلى حلقة جديدة من تحالف الشر بين الإخوان والحوثيين.
هذا الاجتماع جاء بالتزامن مع تعيين المشاط قيادي إخواني عضوا في مجلس الشورى التابعة لها، حيث أصدر المشاط قبل أقل من شهر قراراً بتعيين عادل محمد حسن دماج، عضواً في مجلس شورى المليشيا في صنعاء.
ليس هذا فحسب، بل أن مليشيا الإصلاح تحاول لفت الأنظار إلى بؤر سياسية وعسكرية بعيدة عن التوجه الحوثي الذي يركز على الضالع والحديدة، إذ أنه يقوم بارتكاب جرائم يومية في تعز تعزز وجود المليشيات الانقلابية المحاصرة للمحافظة من دون أن يكون هناك سبب مقنع لهذا التصعيد في الوقت الحالي، وهو أيضا يصب لصالح الحوثي الذي لا يريد أن يكون العنصر الوحيد الذي يشعل جبهات اليمن.
خطورة أدوار الإصلاح أنها خفية وليست ظاهرة إلى العلن، كعادة تنظيم الإخوان في جميع البلدان التي يتواجد فيها، بل أنه يقدم على اتخاذ مواقف سياسية شكلية تحاول أن تغض الطرف عن جرائمه، ما ظهر من خلال البيان الذي أصدره في أعقاب استهداف الحوثي لمضختي نفط في الرياض يوم الثلاثاء الماضي، والذي طالب فيه بأهمية مواجهة مليشيا الحوثي التي يتحالف معها.
وقال الحزب في بيانه المزعوم: "إن استهداف الحوثيين لمضختي نفط في الرياض، يؤكد أن مواجهة المشروع الإيراني وأذرعه الإرهابية في المنطقة وعلى رأسها مليشيا الحوثي بات ضرورة ملحة، وأن استهداف المضختين وقبله استهداف سفن في المياه الإقليمية الإماراتية هو تصعيد خطير لا يستهدف المملكة والإمارات فحسب، وإنما يهدد أمن المنطقة والعالم".
البيان الصادر عن حزب الإصلاح كان مثار سخرية للكثيرين الذين أدركوا خطورة الدور الذي يلعبه الإصلاح لصالح تنظيم الإخوان وقطر وتركيا واللذان تقفان في مساندة إيران، لكنه قد يفسر على أنه محاولة لاستجداء التحالف العربي الذي كشف حقيقة هذا الدور.