رسائل لافتة من الانتصارات الملهمة.. الضالع تفضح زيف الحوثي والإصلاح
لم تكن الانتصارات البطولية التي حققتها القوات الجنوبية في محافظة الضالع مجرد دحر عسكري لعدو إرهابي يعيث في الأرض قتلاً وإفساداً، بقدر ما حملت رسائل مهمة عما حدث على الأرض طوال خمس سنوات ولا يزال يحدث.
الرسالة الأولي التي وجهتها انتصارات الضالع هي نجاح المجلس الانتقالي في خلق قاعدة صلبة للحفاظ على النصر الذي تحقق على المليشيات الحوثية، حيث أثبت المجلس بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي أن للجنوب درعاً يحمي الأرض وسيفاً يقطع رقاب الأعداء.
وقد حرص الرئيس الزبيدي على الوقوف إلى جانب أبنائه المقاتلين في الصفوف الأولى للمعركة، ما يوجه رسالة أن الجنوب، شعباً وقادةً ومقاتلين، على قلب رجل واحد يضحون بالغالي والنفيس من أجل الأرض والوطن.
في الوقت نفسه، بيَّنت هذه الانتصارات أن مليشيا الحوثي ليست قوة خارقة لا يمكن هزيمتها، وهو الأمر الذي حاولت تصويره الحكومة الشرعية بكل ما أوتيت من وسائل لترويج الإدعاءات، ولا أدل على ذلك من تأخر الحسم العسكري في بعض الجبهات وفشل الحكومة في بعض المناطق عن فك الحصار الحوثي.
وعلى الرغم من أن الحكومة تعلن عملها على مقاومة الحوثيين وهزيمتهم إلا أن عناصر حزب الإصلاح، النافذين في الحكومة، تقوم أجنداتهم على سياسات غيرهذه، قوامها الرئيسي إطالة أمد الحرب لأطول وقت ممكن، في محاولة على ما يبدو لإنهاك كل الأطراف والعمل على مصادرة السلطة متى يحين ذلك.
وعلى ذلك، فإن انتصارات الجنوبيين على الحوثيين فضحت هذه التوجهات الإخوانية التي يتمثل أحد أبرز أوجهها كذلك في خيانات مروعة، ينفذها قادة الإخوان النافذون في الشرعية، على رأسهم نائب الرئيس علي محسن الأحمر الذي سلّم رفقة كتيبة الخائنين مواقع استراتيجية محررة إلى مليشيا الحوثي، وهي خيانات فُضِح أمرها على جبهات عدة.
ما يمكن قرائته كذلك من انتصارات الضالع الملهمة، ضرورة خلق قوة شمالية صادقة من أجل مواجهة الحوثيين، وهذا الأمر لن يتحقق إلا لاستئصال محور الشر الإخواني المتوغل في الحكومة.
وأثبتت السنوات الماضية من الحرب أنّ الوجود الإخواني وتوغله في الحكومة عامل رئيسي في تأخير الحسم، وبين كل هذا تحاول الجماعة الإرهابية الرقص على كل الحبال، منفِّذةً في ذلك سياسة إخوانية تشهد عليها كثير من التجارب في دول مختلفة.