وزير الخارجية اللبناني: لابد من المصالحة الوطنية والعيش المشترك بين جميع اللبنانيين
أعلن وزير الخارجية اللبناني رئيس "التيار الوطنى الحر" جبران باسيل، عن حرصه على السلم الأهلي والمصالحة الوطنية وقيمة العيش المشترك بين جميع اللبنانيين.
وأكد على أن ما شهدته منطقة الجبل قبل يومين من أحداث عنف واشتباكات مسلحة، أمر غير مقبول، وأنه يرفض "الانجرار إلى فتنة في البلاد".
وقال باسيل، في مؤتمر صحفي عقب اجتماع تكتل لبنان القوي (الكتلة النيابية لتحالف التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق الأرمني والحزب الديمقراطي اللبناني الدرزي) – إن الزيارة التي أجراها أمس الأول (الأحد) إلى الجبل، سبقها تحريض ومواقف سياسية مناوئة، واصفا ما جرى بالجبل خلال زيارته بأنه "كمين أمني وسياسي" تم التحضير له مسبقا.
وأضاف: "محاولة إيقاعنا في فتنة مسيحية - درزية هو أمر لن يحدث مهما كان الثمن، والمؤكد أننا لا نريد إلغاء أحد، ولا نريد عزل أحد، ولا نستطيع ذلك، وهذا الأمر لا يجوز في لبنان ولا يمكن. إنهما ثابتتان لا نجهلهما".
على صعيد متصل، أجرى رئيس الحكومة سعد الحريري، لقاء مغلقا، مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، تناول الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة الجبل، وما تبعها من توتر شديد بين الحزب الاشتراكي من جهة، والتيار الوطني الحر والحزب الديمقراطي اللبناني من جهة أخرى.
وأحالت سلطات التحقيق القضائية، مذكرة قضائية تقدم بها عدد من المصابين من الحزب التقدمي الاشتراكي في أحداث الجبل، إلى شعبة المعلومات (الاستخبارات) بجهاز قوى الأمن الداخلي، لإعداد التحريات اللازمة وتقديمها إلى النائب العام التمييزي القاضي عماد قبلان، لاتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة.
وحملت المذكرة اتهاما بحق المرافقين الأمنيين لوزير شئون النازحين صالح الغريب، بارتكاب جرائم القتل العمد وترويع المواطنين وفبركة أدلة لعرقلة سير القضاء، وذلك في الاشتباكات المسلحة التي وقعت في الجبل.
من جانبه، بدأ مدير جهاز الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، جهود وساطة في محاولة لاحتواء الأزمة التي تصاعدت بعد أحداث الجبل، واستهلها بزيارة إلى رئيس الحكومة سعد الحريري، ثم رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان والوزير صالح الغريب ممثل الحزب في الحكومة.
وأكد اللواء إبراهيم - في تصريح له - أن أولى الخطوات لاستعادة الأمن والاستقرار في منطقة الجبل، تكون بتسليم الجناة مرتكبي الجرائم التي شهدها الجبل قبل يومين إلى القضاء.
وشهدت منطقة الجبل أمس الأول اشتباكات مسلحة، حيث قطع عدد من أنصار وعناصر الحزب التقدمي الاشتراكي الطرق بمدن وقرى الجبل، تعبيرا عن الاحتجاج على زيارة لرئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. كما تعرض موكب وزير شئون النازحين صالح الغريب، وهو حليف لباسيل، لإطلاق النيران عقب مشاركته في جانب من جولة الوزير باسيل.
وكان المحتجون على زيارة باسيل إلى الجبل، قد قطعوا الطرق بهدف منع باسيل من استكمال جولته، بعدما اعتبروا أن بعض التصريحات التي أدلى بها تستهدف الوقيعة وتشعل الفتنة الطائفية بين الدروز والمسيحيين من سكان الجبل.
وقُتل عنصران أمنيان من المرافقين لوزير شئون النازحين صالح الغريب، المنتمي للحزب الديمقراطي اللبناني الحليف للوزير باسيل، كما أُصيب آخرون جراء اشتباكات نارية متبادلة مع محتجين، وذلك أثناء مرور موكب الوزير الغريب، وتبادل الحزب الديمقراطي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي، إلقاء اللائمة والمسئولية على بعضهما البعض في وقوع الحادث.
وتعد منطقة الجبل المعقل الرئيسي لأبناء طائفة الموحدين الدروز. ويعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط، الممثل السياسي الأكبر للطائفة الدرزية في لبنان، يليه الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة النائب طلال أرسلان (المتحالف مع التيار الوطني الحر وحزب الله) بالإضافة إلى حزب التوحيد العربي برئاسة الوزير السابق وئام وهاب والذي يعد بدوره حليفا لأرسلان في مواجهة جنبلاط.