حرب اقتصادية جديدة.. اليابان تقصي كوريا الجنوبية من قائمة شركاء التصدير التفضيليين
في خطوة مثيرة للوسط الاقتصادي العالمي، قررت الحكومة اليابانية، اليوم (الجمعة)، استبعاد كوريا الجنوبية من «القائمة البيضاء»، التي تضمّ شركاء التصدير التفضيليين، في خطوة وصفها الرئيس الكوري الجنوبي بـ«المتهورة» وهدد بإجراءات مضادة.
وفي ذات السياق قال وزير التجارة الياباني هيروشيغي سيكو للصحافيين إن «الحكومة وافقت في اجتماع اليوم على مراجعة قانون مراقبة الصادرات... وكوريا الجنوبية، الدولة الآسيوية الوحيدة على القائمة ستتم إزالتها»، وفقاً لما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
من جانبه، قال الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، خلال اجتماع حكومي غير مقرر إن إجراء طوكيو «الأناني سيلحق ضرراً هائلاً بالاقتصاد العالمي من خلال عرقلة سلسلة الإمداد الدولي». وأضاف: «على اليابان أن تسحب إجراءاتها الأحادية وغير العادلة في أسرع وقت، وأن تأتي للحوار».
وفي ذات السياق، قال وزير المالية الكوري الجنوبي هونغ نام كي: «سنواصل بذل جهود لحل هذه المسألة دبلوماسياً»، لكننا «سنشطب أيضاً اليابان من لائحتنا للشركاء التجاريين التفضيليين وسنبدأ إجراء لتعزيز الضوابط على صادراتنا».
وحذرت كوريا الجنوبية اليابان من أنها ستتحمل عواقب قرار استبعاد سيول من «القائمة البيضاء» لشركاء طوكيو الموثوق بهم، في ظل تصاعد التوترات بين الجارين الحليفين للولايات المتحدة على نحو ينذر بتهديد العلاقات الأمنية بينهما وخطوط الإمداد العالمية.
وكانت اليابان استبعدت كوريا الجنوبية من قائمة تضم 27 دولة قادرة على شراء المنتجات اليابانية التي يمكن تحويلها للاستخدام العسكري.
ويـأتي القرار المتوقَّع بعد أن شددت طوكيو قوانينها المتعلقة بتصدير ثلاثة منتجات رئيسية لصناعات الشرائح والهواتف الذكية، ما أثار مخاوف إزاء الإمدادات العالمية لهذه القطاعات.
وجاء قرار طوكيو رغم دعوات من واشنطن للحليفين بوضع خلافاتهما جانباً، وبعد أن حذرت كوريا الجنوبية من أنها ستراجع التعاون الأمني مع اليابان في حال مضت في قرار إزالتها من اللائحة.
وكوريا الجنوبية أول دولة تتم إزالتها مما يُطلَق عليه اللائحة «البيضاء» للدول التي تفرض عليها أدنى قيود على صادرات المنتجات التي يمكن أن تدخل في استخدامات عسكرية.
ويعني ذلك أن مئات المنتجات المصنفة حساسة ستخضع لقيود تصدير مشددة، علماً بأن خبراء يقولون إن تأثيرها سيكون رمزياً أكثر منه اقتصادياً.
ومن خلال سحب كوريا الجنوبية من فئة الدول آي (المستثناة من اجراءات الترخيص لشراء منتجات حساسة يابانية الصنع)، الى فئة الدول بي (ترخيص خاص إلزامي)، تعني طوكيو أن جارها ليس جديرا بالثقة، ويتعين التأكد قبل التصدير من انه لن يستخدم المعدات والتجهيزات الاتية من اليابان لغايات في غير محلها (عسكرية خصوصا).
لكن التوتر يتزايد بين طوكيو وسيول، اللتين تواجهان خلافات تاريخية عميقة على صلة بالاستعمار الياباني لشبه الجزيرة الكورية (1910-1945)، ويؤدي هذا الخلاف باستمرار الى تسميم علاقاتهما.