ملطام حضرموت

ملطام حضرموت
يقول المثل الشعبي: "اللّاطم ينسى والملطوم ما ينسى"؛ وما تلقّاه الإخوان والحوثيون من ملطامٍ موجع على يد القوات الجنوبية في حضرموت والمهرة لم يكن صفعةً عابرة، بل رجّةً دوّى ارتطامها في آذان العالم بأسره.
وبحسب هذا المثل، فإن "الملطومين. أو الملاطيم" وإن فرّوا من ميدان المواجهة المباشرة، فلن ينسوا ما جرى لهم، ولن يستسلموا، بل سينتقلون — كما هي عادتهم — من جبهة القتال الحقيقي إلى جبهات الغدر والخسّة؛ فهي ميدانهم المفضّل، الوحيد الذي يتقنون اللعب فيه.
سنراهم يحرّكون خلايا الإرهاب، وستتزايد عمليات الاغتيال والاستهداف ضد القوات والكوادر الجنوبية في المحافظتين المحررتين.
لن تقف المعركة عند حدود الأمن؛ فهناك جبهة أخرى سيشعلونها بكل خبراتهم المتراكمة في الكذب والتدليس وهي جبهة الإعلام والسوشيال ميديا.
سنسمع روايات مفبركة عن نهبٍ وقتلٍ واغتصاب، وسنشهد إعادة تدوير لصور من سوريا وغزة والبوسنة والهرسك، وسيعملون على تضخيم كل خطأ أو زلّة — مهما صغرت — وتقديمها كحقائق قاطعة.

وكما جرى في عدن وسقطرى وشبوة، سيكون الشهر الأول لملطام حضرموت والمهرة شهرًا ممتلئًا بالصراخ والنواح؛ ستتكاثر البرامج والتقارير والحوارات والتغريدات المتوعدة بأن "المعركة لم تنتهِ" وأنهم "عائدون".
لكن شيئًا فشيئًا سيخفّ الألم، ويهدأ الصراخ حتى يبلغ حدّ السكون… غير أنهم — وإن هدأوا — سيبقون يتحسّسون موضع الملطام، ولن ينسوه أبدًا.
منصور صالح