في تحدي لأمريكا.. تركيا: سندشن المنطقة الآمنة في سوريا بمفردنا
السبت 3 أغسطس 2019 16:44:40
تواصل السلطات التركية، برئاسة رجب أردوغان، توتير الأجواء بالمنطقة، بتصميمها على إنشاء "منطقة آمنة" داخل سورية، تهدف أنقرة من خلالها احتلال أجزاء من الأرض العربية للقضاء على الأكراد وحرمانهم من التواجد قرب الحدود الجنوبية لتركيا من جهة، والسيطرة على النفط السوري من جهة أخرى.
المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أقصوي، كشف أن أنقرة ستضطر إلى إنشاء "منطقة آمنة" بمفردها في سورية، في حال عدم التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة في هذا الشأن، وأضاف خلال مؤتمر صحفي بأنقرة، :"أن وفداً عسكرياً أمريكياً سيزور تركيا، الاثنين المقبل، برئاسة المبعوث الأمريكي إلى سورية جيمس جيفري، للمباحثات حول إنشاء المنطقة الآمنة".أقصوي، أشار أنه في حالة عدم الاتفاق على نقطة مشتركة مع الولايات المتحدة، فإن أنقرة سوف تنشئ منطقة آمنة بمفردها، ووفقاً لصحيفة "تي 24"، أوضح أقصوى أن الولايات المتحدة لم تفِ بوعودها مع أنقرة بشأن مدينة منبج خلال يونيو الماضي، مؤكداً أنهم لا يريدون أن تكرار ما حدث في منبج مع "المنطقة الآمنة".
المتحدث باسم الخارجية التركية، دعا إلى ضرورة وجود مقترحات جديدة من أجل تنفيذ العملية، دون الوصول إلى عملية المماطلة. المبعوث الأمريكي الخاص إلى سورية، جيمس جيفري، قال في التصريح الذي أجراه، :"نواصل التزامنا بضمان عدم إلحاق الأذى بأولئك الذين يقاتلون معنا وعدم تعرض أي طرف للهجوم".
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قال في تصريحات الاثنين الماضي :"إن تركيا ستكون مضطرة لإنشاء منطقة آمنة في سورية بمفردها، حال عدم التوصل لتفاهم مشترك مع الولايات المتحدة". البيان الصادر عن وزارة الدفاع التركية، أوضح أن أكار اتصل هاتفيًا بنظيره الأمريكي مارك إسبر، وزعم البيان أن "تركيا هي الدولة الأنسب وصاحبة القوة القادرة على ضبط المنطقة الآمنة في سورية"، كما دعا البيان إلى ضرورة مصادرة جميع الأسلحة بحوزة حزب العمال الكردستاني (الذي تصنفه أنقرة كمنظمة إرهابية)، وإخراج عناصر الحزب من المنطقة الآمنة بشكل كامل، زاعمًا أن أنقرة "لا تهدف إلى حماية أمنها وأمن مواطنيها فحسب، بل إلى حماية الأكراد والعرب والآشوريين والمسيحيين والإيزيديين وبقية الإثنيات والطوائف الأخرى في المنطقة".
عمق المنطقة الآمنة، حسب ما تريد تركيا وأعلنت عنه في بيان وزارة الدفاع، "يجب أن يمتد إلى 30 أو 40 كم من الحدود التركية إلى داخل الأراضي السورية".أهداف خفية في العلن، تقول الحكومة التركية إنها تسعى إلى وضع آمن لجميع السوريين في الشمال، بإقامة المنطقة آمنة، غير أن الحقيقة هي أن أردوغان يريد التخلص من الأكراد وإبعادهم عن حدود بلاده بتقسيم سورية، وشرعنة تواجد الاحتلال التركي في البلد العربي، فضلًا عن اتخاذ هذه المنطقة مبررًا لإعادة اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا إلى بلدهم، ومنع استقبال لاجئين جدد.
في طرحه لفكرة المنطقة الآمنة، خلال قمة مجموعة العشرين بمدينة هانغتشو الصينية سبتمبر 2016، قال إردوغان :"إنه طرح الفكرة على الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، ومنذ ذلك الحين لا يزال الاثنان رافضين للفكرة من المنظور التركي".