تجاوز واقع ما بعد 2015 تكريس للحرب
ياسر اليافعي
- الريال اليمني ينهار وغياب الحلول يعمق الأزمة!
- التحالفات غير الوطنية، طريق الحوثيين إلى السلطة!
- ما الفائدة من حضور الرئيس الزبيدي في الأمم المتحدة؟
- علي عشال الجعدني
تحدث الكثير عن ضرورة وقف الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات وفق مخرجات ما سمي "الحوار الوطني اليمني"، الذي انتهى بحرب شاملة دفع ثمنها اليمن (شمالاً وجنوباً) ثمناً باهظاً.
إن دعوة بعض الأطراف المحلية والدولية والإقليمية إلى إحياء مخرجات الحوار التي كانت سبباً رئيسياً في اندلاع الحرب الحالية، لن تصب مطلقاً في إيجاد حلول شاملة ودائمة، بل يعني استمرار الحروب والصراعات والنزاعات والدخول في نفق مظلم جديد، أي ترحيل حروب جديدة وأكثر شراسة للمستقبل.
الحقيقة التي بات يدركها العقلاء أن الواقع الجديد الذي فرض عقب 2015 ينسف مخرجات الحوار والتركيبة التي بني عليها، كون هذه الحرب أظهرت أطرافا أساسية في المعادلة تم استبعادها عنوة أثناء مؤتمر الحوار من قبل قوى النفوذ الثلاث (الحوثي والإصلاح والمؤتمر) مستغلين قوتهم ونفوذهم في الدولة وسيطرتهم على المال العام.
هذه القوى التي تم استبعادها باتت اليوم متحكما رئيسيا في المشهد، ولديها من القوة ما يمكنها أن تكون طرفا رئيسيا وفعالا في أي مفاوضات تحدد مستقبل اليمن والحلول السياسية المستقبلية أيضاً.
إن تجاوز الانتصارات التي تحققت والواقع الذي وجد في الجنوب عقب تحرير المحافظات الجنوبية من الحوثي، والانتصارات التي تحققت ضد الإرهاب، لا يمكن لشعب الجنوب أن يقبله الجنوب إطلاقاً، مثل ما رفض مخرجات الحوار وفعالياته قبل 2015 وخرج بأكثر من 12 مليونية سلمية، اليوم سيكون الرفض بقوة عسكرية وإرادة شعبية وانتصارات يشهد لها العالم كله.
الجميع يدرك أن القوى التي سيطرت على الحوار وهيئاته وأفراده هي جزء أساسي من مشاكل البلاد والعباد، وفشلت هذه القوى مجتمعة في تنفيذ مخرجات الحوار في العام 2014 وهي بعز قوتها، ومن الصعوبة اليوم تنفذها وهي في أضعف حالاتها وجلها مشردة ومنقسمة ولا تمسك بزمام الأمور، ومن يصنع المشكلة لا يمكن أن يكون جزءا من الحل.
إن واقع ما بعد 2015 أوجد شركاء جدد في المعادلة اليمنية بفضل تضحيات كبرى قدمها التحالف العربي، أي أن فرض حلول لا تأخذ أمن المنطقة وتضحيات دول التحالف العربي وأبناء الجنوب سيكتب لها الفشل المضاعف وستزيد من حدة الصراع والانقسام المجتمعي.
ظلت الأطراف الشمالية جميعها تتجاهل واقع الجنوب ومطالب شعبه العادلة خلال السنوات الماضية، مستغلين القوة العسكرية التي يملكونها وسيطرتهم على أدوات الدول، لكن اليوم الواقع بات مختلفا، وعلى القوى الشمالية أن تعترف بهذا الواقع كمفتاح لسلام شامل ودائم، لكن المؤسف أن بعض القوى مثل حزب الإصلاح الذي يمر بأضعف حالاته مازال يتمسك بمخرجات حرب 1994 ونشوة الانتصار على الجنوب فيها، ولم يعترف حتى الآن بالواقع الجديد الذي وجد ما بعد 2015، وفي المقابل يستمر الحوثي في تهديد أمن وسلامة الجنوب بالقوة العسكرية والتهديد والوعيد، هو ما يؤكد عدم جدية الأطراف الشمالية في سلام شامل ودائم.
وأخيراً نقول للعالم إن الجنوب رفض مخرجات الحوار وبشكل سلمي عندما كان لا يمتلك القوة العسكرية وخرج بـ12 مليونية في العام 2014، واليوم بإمكانه الدفاع عن إرادة شعبة عسكرياً وسياسياً وبكل الوسائل المتاحة ولن تعنيه أي حلول يتم صياغتها في الخارج أو الداخل لا تلبي طموحاته وآماله وتحترم تضحياته.