مرضى معهد الأورام .. حصار بين كرات اللهب ومرض خبيث
لا ينامون إلا بالمسكنات القوية حتى يستطيعون تحمل آلامهم، تراهم فتتسابق الدموع عينيك، داعيًا الله لهم بالشفاء أنهم "مرضي السرطان"، الذي استيقظوا على إثر وقوع انفجار ضخم هز أرجاء معهد الأورام الحكومي الذي يعد خط الدفاع الأخير للفقراء المصابين بالمرض اللعين، في الساعات الأكثر ظلمة من ليل أمس.
وبينما كانت كرات اللهب تتطاير ملحقة أضرار بواجهة مبنى المعهد ومدخله الرئيسي، سارع المسؤولون في معهد الأورام إلى نقل المرضى المفزوعين في جوف الليل إلى مستشفيات قريبة، وسط مخاوف من تعرضهم للتلوث الناجم عن الدخان.
وشوهد الممرضون وأقارب الأطفال المصابين بالسرطان وهم ينقلونهم إلى الخارج بينما كانت لواصق الحقن والمحاليل الطبية في أذرعهم.
وافترش بعض الأهالي الأرصفة في انتظار قدوم سيارات الإسعاف لنقل الأطفال المرضى، بينما كانت علامات الخوف والذهول شاخصة عليهم.
وأسفر الحادث، الذي أدى إلى تحطم 10 سيارات عن مقتل 20 شخصا وإصابة العشرات، فيما أعلنت وزارة الداخلية في وقت لاحق أن التحقيقات توصلت إلى أن إحدى السيارات في حادث التصادم أمام معهد الأورام كان بداخلها كمية من المتفجرات المعدة لتنفيذ عملية إرهابية.
وقالت الوزارة في بيان إن التقديرات تشير إلى أن السيارة، التي كانت تسير في عكس الاتجاه كان يتم نقلها إلى أحد الأماكن لاستخدامها في تنفيذ إحدى العمليات الإرهابية، مضيفة، أن السيارة مبلغ بسرقتها من محافظة المنوفية منذ بضعة أشهر.