شعبنا أمانة في أعناقنا وأرضنا حقنا ، لن نتخلى عنها

مساء الخير جنوبنا الحبيب..
مساءك خير عاصمتنا عدن..
مساء الخير ابا اليمامة
مساءكم خيرات شهدائنا الابرار الأحياء .

عدن خاصة والجنوب عامة يمر اليوم في احلك وأصعب أيامه بفعل فاعل في عمل مدروس ومخطط له.

عملية ممنهجة مباشرة مستمرة منذ عام 1990م وقبلها في الخفاء لاستعماره والاستيلاء على مقدراته وكسره كرمز للمقاومة والتحرر.

تم التخلص من المقاومين الأوائل لهذا المشروع بالقوة القهرية في عام 1994م وسرحت القوات المسلحة الجنوبية بكل هياكلها العسكرية والإدارية.

تم تفكيك الجهاز الاداري الحكومي وتسريحه بقوة السلطة وتفكيك الجهاز الدبلوماسي لدولة الجنوب وتصفية كوادره بقوة السلطة و استخدام التمييزي العنصري لها.

جففت منابع الفكر والثقافة الجنوبية وتم تصفيتها واستبدلت بالأفكار المتطرفة والخزعبلات الخرافية ودعمت وفرضت سياسة التجهيل ، فلا مدارس ولا جامعات ولا بعثات للخارج ولا مراكز أبحاث ولا تشجيع للبحث العلمي ولا للعلماء وصار ضابط الامن السياسي يترأس الجامعة ومخبر يدير مركز أبحاث وجاسوس يشرف على منبر علمي ومتنطع جاهل مدير مدرسة.

حوربت رؤوس الاموال الجنوبية ودمرت المرتكزات الاقتصادية لدولة الجنوب. وأصبح الجنوب نافذة جباية للشمال فقط ويصرف عليه من مال زكاة تجاره التي تؤخذ منهم بالقوة وبدون وجه حق وبعيداً عن شروطها.

اغرقت عدن بالعمالة الشمالية الغير كفوءة وسلطت على الكفاءات الجنوبية التي وضعت تحت أمرتها وأمعنت فيها تعزيراً وتنكيلا وحوربت الاخلاق والمثل وثقافة الدولة والمدنية واستبدلت بثقافة القبيلة واخلاق الرعاع ، بدلاً عن ثقافة ( هذا واجب. لا شكر على واجب) الى ثقافة كم منه..؟ على كيف..؟) بدلاً عن ثقافة (العفو القانون لا يسمح ، والدستور لا يعطيك الحق) الى ثقافة (انا القانون وانا الدستور)

تصدت الدفعة الثانية من المقاومين الجنوبيين بشراسة لهذه الدولة العنصرية الفاشية حاول علي عبدالله وأعوانه سحق هذه المقاومة وحتى تكفيرها الى الحد الذي ابتدعوا فيه ركن سادس للدين.

استمرت المقاومة وأصبحت اكثر ترتيباً وتنسيقاً وتضحيةً فجاء القرار بإجهاضها بقوة السلاح مرة اخرى وجاء الاجتياح والغزوة الثانية في 2015م.

حرب ضروس دك بها الجنوب بكل انواع الأسلحة بدون رحمة ودفنت الناس احياء في البحر وتحت أكوام الركام( في 94 سمحنا لكم بالهروب من البحر اما الان فلا مفر لكم. الموت هو المخرج الوحيد( مابش فحاط) ، وخرجنا من تحت الركام لمواجهة الموت ولم نفحط وارينا العالم كيف يدافع عن الاوطان حفاة وبدون سلاح وحتى على عربة مقعد او برجل واحدة وفحطوا هم او من بقي منهم وبقينا نحن.

سيطرنا على ارضنا تماماً ولكن لم تتغلب علينا الأنانية ونحن في اصعب الظروف واشدها قساوة وقررنا ان نستمر في الدفاع عن الامن القومي وان لا نخذل الحلفاء فنحن شعب صنع من مزيج من الكرامة والوفاء ولَم نفكر حتى ان نترك جارتنا صنعاء فريسة للمجوس .

اجلنا التنمية في عدن والجنوب وذهبنا نقدم ارواحنا ودمائنا بسخاء الى جوار اشقائنا الحلفاء من اجل الأمة وأمنها بما فيها صنعاء ، ولكن وجدنا ان هناك من ارتضى ان تذهب صنعاء الى حضن الامامة على ان لا تخرج عدن من تحت اقدامها.

بدلاً عن الحشد والمدد من كل الشمال نحو صنعاء نراهم فضلوا النزوح الى عدن لا ليعيشوا فيها وبين اَهلها لهم مالهم وعليهم ما عليهم ولكن ليضمنوا بقائها رهينة حتى تعود الى تحت اقدام (الأصل ) صنعاء.

أمعنوا فينا تفجيراً وتفخيخاً عسكرياً وخدماتياً بلا مروة ولا رحمة ولا إنسانية وشعارهم (الغاية تبرر الوسيلة).

تجاوزنا على مشاعرنا الوطنية وغلبنا المصلحة العليا للامة على امل ان تحسم المعركة مع العدو المشترك ثم نجد حل سلمي للجميع يضمن الاستقرار والامن والتنمية.

تجاوزوا على تجاوزنا وفسروه ضعفاً ووهناً حتى زينت لهم نفسهم الإمارة بالسوء ان يتخذوا قرار التحالف مع العدو الذي نقاتله من اجلنا وأجلهم في العمل لابادة جماعية لشعب الجنوب وجيش الجنوب وقيادة الجنوب.

اليوم وبعد ان انكشف كل شي لنا وللأشقاء والعالم ماذا ننتظر..؟

ارضنا حق لنا نحن لا نعتدي على احد وشعبنا امانة في أعناقنا ولن نتخلى عنها ،فاما حياة تسر الصديق وأما ممات يغيض العداء.

اسقى هذا الورد دوما بالدمــاء
وارو هذا الزهر من ذوب الوفاء
واغز هذا الافق دوما بالضياء
تاتك الايام حتما بالجــــــــــــلاء

(عبدالله هادي سبيت)

تحياتي..

ا. د. عبدالناصر الوالي
ْعضو هيئة رئاسة المجلس ،رئيس انتقالي عدن "عاصمة دولة الجنوب العربي الاتحادية القادمة"
6 اغسطس 2019 م