شتان بين حاجتنا وحاجتهم للرئيس هادي!!
د. علي صالح الخلاقي
- أهمية وصول الرئيس عيدروس الزبيدي إلى مركز القرار الدولي
- (أبو اليمامة) القائد الشهيد الأكثر حضوراً
- لا تغضب
- تهانينا للمَهْرَةِ بولادة جامعتها
المرة الوحيدة التي قابلت فيها الرئيس عبدربه منصور هادي في صنعاء كانت صيف 2007م في بيته بشارع الستين وكان نائباً للرئيس حينها، برفقة الأخ عبدالله علي الخلاقي عضو مجلس النواب ولأن بيننا سابق معرفة وعلاقة منذ مطلع الثمانينات حينما كان هادي نائباً لرئيس هيئة الأركان لشئون الإمداد والتموين وكنت أنا إعلامياً في صحيفة (الراية) ومجلة (الجيش) وبرنامج (جيش الشعب) فقد دار الحديث حول ذكريات تلك المرحلة، وأخذت أحداث الثورة السلمية الجنوبية التي انطلقت بقوة في ذلك معظم حديثنا وأتذكر أن هادي كان يتابع أحداث وأخبار تلك الثورة باهتمام وقلبه مع شعب الجنوب كما أفصح لي حينها متمنياً نجاح شعبنا في تحقيق أهدافه العظيمة.
هذا الموقف لم أنساه مطلقا للأخ هادي الذي أصبح بعد ذلك رئيساً توافقياً، وكتبت حينها أن موقع كرئيس يؤهله للحسم والحزم في أوجاع البلاد وقضاياها الشائكة التي من ضمن أولوياتها القضية الجنوبية.. وهي القضية المحورية والمفصلية التي لا ينبغي تجاهلها أو ترحيلها أو الالتفاف عليها من قبل القوى القبلية-العسكرية المتنفذة والمتصارعة في صنعاء التي ارتضت بهادي رئيساً باعتباره من وجهة نظرها الحلقة الأضعف الذي يستطيع كل طرف –حسب حساباته- أن يحافظ من خلاله على نفوذه بل وتسييره كألعوبة بأيديهم كما كانوا يتوهمون ويحلمون.. لكن الرجل خيب آمالهم وأثبت أن حساباتهم واهمة وأنه عصي على الكسر, ويعرف مراميهم ومكائدهم المبطنة، ولا ننسى أن وجوده في منصب الرئيس قد حقق للحراك حرية الحركة وحد من افراط استخدام القوة كما كان الحال في عهد عفاش..
واليوم وفي هذا الظرف التاريخي الذي أصبح فيه شعبنا قريبا من تحقيق هدفه، وممسكاً بأرضه التي حررها من براثن الغزاة الحوثعفاشيين، وحينما لجأ الرئيس هادي إلى عدن بعد الانقلاب عليه وجد فيها نفسه بين أهله وناسه حينما انقلبت عليه قوى النفوذ الزيدية، وأتذكر أنني كنت ضمن من استقبلهم في قصر الرئاسة (معاشيق) من أبناء الجنوب في لقاء عام فور وصوله إلى عدن بأيام، ويعرف كيف خرج شعب الجنوب ومقاومته الباسلة لمواجهة الغزاة الذين أرادوا النيل منه ومن الجنوب بشكل عام ..
أعتقد أنه آن الأوان أن يلتفت الرئيس عبدربه منصور هادي لمطالب شعبه بعد كل هذه التضحيات وسنوات الانتظار وأن يكون عونا له في مسعاه للخروج من هذا المأزق التاريخي العصيب وانتزاع دولته وهويته من براثن قوى الصراع الهمجية في صنعاء التي لم ولن يعجبها أداء الرئيس عبدربه هادي ولن تقبل به بعد الآن في صنعاء، لكنها ما زالت تراهن عليه أن يعيد لها الجنوب إلى بيت الطاعة (باب اليمن) الذي سلبه الحوثي منها منفرداً ولم يحرك لديها ذلك ساكنا.. فيما خرج الجنوب اليوم بانتفاضة شعبية عارمة ضد رموز الاحتلال الشمالي من دون المساس بسلطة هادي ولا بقوات الحماية الرئاسية الجنوبية، وللأسف تحاول تلك القوى أن تحول ما يحدث الآن في عدن إلى حرب جنوبية جنوبية، تكون هي الرابح من نتائجها وعلينا أن نفوت عليها تلك الفرصة.
والعشم أن تكون أخي الرئيس وكل قوات الحماية الرئاسية مع الشعب الجنوبي وقضيته العادلة خاصة وقد أصبح سيد أرضه ومجسداً لعلاقة الوفاء مع الأشقاء في استمرار مواجهة الحوثيين وكل الجماعات الإرهابية..
آن الأوان الآن وليس الغد يا سيادة الرئيس..