يحمل 47 نقطة مستقبلية.. الانتقالي يصدر بياناً سياسياً هاماً

الخميس 15 أغسطس 2019 23:05:00
يحمل 47 نقطة مستقبلية.. الانتقالي يصدر بياناً سياسياً هاماً

أصدرت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم الخميس، بياناً سياساً هاماً حول الأحداث الأخيرة بالعاصمة عدن.

وجاء في نص البيان:
يعيش الجنوب اليوم لحظة تاريخية فارقة، صنعتها انتصارات شعبنا ووضعته على أعتاب مرحلة جديدة، تتويجا لمسيرة نضال كفاحية شاقة وحافلة بالتضحيات الجسام، تكبدها شعبنا على مدى عقدين ونصف منذ احتلال الجنوب عام 1994، وكان آخرها أحداث عدن مطلع الشهر الجاري.

وأفضت تلك الأحداث إلى تأمين مدينة عدن وحفظ أمن واستقرار الجنوب، إثر أزمة فُرضت على المجلس الانتقالي، وأدار أحداثها بقدر عالٍ من الحكمة والمسؤولية، وحرص على حقن الدماء، وتفويت الفرصة على أعداء الجنوب، وإفشال رهاناتهم.

نحيي شعبنا الجنوبي العظيم، الذي أثبت بكل فئاته وتكويناته،وحرصه على تطويق واحتواء هذه الأزمة، انطلاقاً من نهج وثقافة التصالح والتسامح الجنوبي، الذي كان العنصر الحاسم في إنهاء الأزمة ووقف تداعياتها، وجسد ملحة أسطورية في الدفاع عن مكتسباته الوطنية، بمبادرته لإقامة مليونية التمكين والثبات والانتصار للإرادة الشعبية.
كما نحيي أولئك القادة والأفراد الذين انحازوا بوعيٍ إلى إرادة شعب الجنوب، وأعلنوا انضمامهم للقوات الجنوبية، التي هم في الأصل جزءٌ أصيل منها، منذ معركة النصر على التمدد الإيراني عام 2015م.

ولا ننسى أيضاً أن نحيي بإكبار دول التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، ونشكر مساعيها الحثيثة لاحتواء الأزمة، ودعوتها طرفي النزاع الاحتكام للحواربرعايتها، سيُعقد في جده حال استكمال الترتيبات اللازمة، والشكر موصول لكل الدول والمنظمات الإقليمية والدولية لما بذلوه من جهود بهدف تطويق هذه الأزمة، وننتظر منهم مواقف أكثر تجاوباً مع آمال وتطلعات شعبنا.

وبرغم التعقيدات التي واجهناها إثر هذه الأزمة، فقد كشفت للرأي العام الإقليمي والدولي أن قضيتنا العادلة، هي قضية شعب ووطن ودولة وهوية، قضية سياسية مستقلة لها مقدماتها وجذورها وأبعادها منذ احتلال الجنوب عام 1994م، وأن مزيداً من التسويف والمماطلة، وعدم التعاطي الإيجابي معها وفق إرادة شعب الجنوب، سيولدالمزيد من التعقيدات والمخاطر على أمن وسلامة المنطقة والعالم.

وهذا ما التمسناه في المواقف السياسية المعلنة وغير المعلنة التي أبدت قلق وحرص القوى الإقليمية والدولية، والمنظمات الدولية والحقوقية، إبان أحداث عدن مؤخراً.

إن المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنافي قيادة المجلس الانتقالي،توجبعلينا التعامل المسؤول مع الواقع، بما يتفق وحجم وجسامة متطلبات المرحلة واستحقاقاتها، وذلك بتنفيذ استراتيجية وطنية واضحة المعالم، وذلك انطلاقاً من الموجهات العامة المبينة على النحو الآتي:
1ـ إن هدف شعب الجنوب المتمثل باستعادة دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة، خياراً محسوماً لا رجعة عنه.

2ـ كل أبناء الجنوب شركاء في الانتصار، وشركاء في تحمل مسؤولية توطيد الأمن والاستقرار وبناء المؤسسات.

3ـ إدارة تداعيات أحداث عدن وتبعاتها بما يعزز تماسك النسيج الاجتماعي الجنوبي، ويعيد الاعتبار لمدينة عدن.

4ـ رعاية أسر شهداء وجرحى طرفي الأحداث الأخيرة وشهداء الجنوب كافة، ومعاملتهم بشكل مسؤول ومتساوٍ.

5ـ انطلاقاً من أسس وأدبيات المجلس الانتقالي الجنوبي المعبر عنها في إعلان عدن التاريخي والتفويض الشعبي، بأن الجنوب لكل أبناءه وبكل أبناءه، على قاعدة التصالح والتسامح والشراكة الوطنية، فإننا نؤكد بأن أي جنوبي شارك في هذه الأحداث بوعيٍ أو بدون وعي، هم رفاقنا واخوتنا، تحتم علينا المسؤولية تطمينهم ومنحهم الأمان، وتقع عليهم مسؤولية المشاركة بتأمين وبناء الجنوب، باستثناء المنتمين للجماعات الإرهابية.

6ـ تجريم ومعاقبة كل من يستغل مركزه لممارسة الفساد أو المحسوبية أو خدمة مصلحة خاصة.

7ـ نبذ سياسة التخوين وإلصاق التهم وترويج الإشاعات المغرضة لتصفية حسابات سياسية.

8ـ إدارة حوارٍ جادٍ، يزيل العوازل الناشئة عن أخطاء الماضي، وتوفير أرضية صلبة للاستقلال، من خلال الوصول إلى صيغة توافق وطنية، تضمن للجنوب حضور فاعل وقوي على طاولة المفاوضات المرتقبة.

9ـ حشد كافة الجهود والقدرات والإمكانيات والكفاءات الوطنية المتاحة؛ لإدارة الجنوب إدارة رشيدة ونموذجية، ومجابهة ركام عقود النهب والطمس والإفساد والحرمان.

10ـ نوجه السلطات المحلية في العاصمة عدن، وعموم محافظات الجنوب لتحمل مسؤولياتها الخدمية والمدنية، في تطبيع الأوضاع، وتلبية احتياجات ومتطلبات المواطن، وفي مقدمتها خدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والمحروقات والتطبيب، وكافة المتطلبات المرتبطة بحياة الناس، وتحسين كفاءتها بصورة عاجلة، وتحييد خدمات ومصالح الشعب عن أي صراع سياسي، ونؤكد عدم تهاون المجلس إزاء أي عبث أو فساد.

11ـتعزيز الشراكة بين السلطات المحلية بالمحافظات والمديريات والقيادات المحلية بالمجلس الانتقالي، بشأن التخطيط والأمن، ومتطلبات الناس، والارتقاء بخدمات الصحة والتعليم والكهرباء والماء والنظافة.

12ـ نهيب بكافة المواطنين إشاعة التسامح والوئام بين المواطنين، وتعزيز الاصطفاف الوطني لحماية الجنوب، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، ومساعدة الأجهزة الأمنية، والإبلاغ عن أي خلايا إرهابية.

13ـ دعم وتشجيع الكادر الإداري الوطني النزيه، وتمكينه من ممارسة مهامه في كافة المؤسسات العامة.

14ـ إعادة النظر في آلية استيراد وبيع المشتقات النفطية.

15ـ العمل على حل نزاعات الأراضي، وإنهاء ظاهرة البسط والبناء العشوائي، الذي شوه المنظر الجمالي لمدينة عدن، وضيق شوارعها، وإعادة تخطيط وإصلاح كافة أحياء البناء العشوائي في عدن وكافة المدن الرئيسية.

16ـ تسخير الموارد والإمكانيات المتاحة من الدعم المحلي والخارجي وتبرعات القطاع الخاص لتحقيق مبدأ الاستغلال الأمثل للموارد، وإحداث تنمية تتميز بالتوازن والكفاءة والاستدامة.
17ـ نوجه الأجهزة الأمنية والوحدات العسكرية لتحمل مسؤولياتها الوطنية في تأمين وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وحفظ الأمن والاستقرار، واليقظة الدائمة والانضباط الواعي والتعامل الحازم مع أي اختلالات.

18ـ تفعيل دور أجهزة الشرطة والبحث الجنائي، وتقديم الدعم الكامل لإعادة بناء المؤسسات الأمنية، ورفد الأجهزة الأمنية بكوادر مؤهلة قادرة على العطاء وخدمة المواطن، وتدريب المستجدين.

19ـ إنهاء حالة الفوضى والانفلات الأمني،والمظاهر المسلحة، وحوادث الاغتيالات، واطلاق الاعيرة النارية في الهواء، وتنظيم حمل السلاح في عدن وبقية المدن، بتراخيص ووفق معاييرومحددات دقيقة.

20ـ تفعيل عمل المحاكم والنيابات، لتعزيز استتاب الأمن، وتسريع البت في القضايا المنظورة أمام المحاكم.

21ـ تطوير أنظمةالضبط القانوني والتصدي الممارسات البسط والمصادرة للأراضي والممتلكات العامة والخاصة.

22ـ تسخير كافة الإمكانيات المتاحة لإبعاد خطر الإرهاب وتحقيق استقرار سياسي محلي وإقليمي ودولي.

23ـ نقل كافة الوحدات العسكرية إلى معسكرات خارج مدينة عدن، باستثناء الأمن العام وقوات الدعم والإسناد.

24ـ العمل على تحرير ما تبقى من وادي حضرموت وبيحان ومكيراس،وأي بقعة أخرى من الأراضي الجنوبية لا تزال تعاني الإرهاب والاحتلال.

25ـ محاربة الفساد وتجفيف منابعه واتباع معيار الكفاءة والنزاهة لشغل الوظيفة العامة بمختلف مراتبها.

26ـ حماية القطاع الخاص وعدم المساس به، إلا بموجب القانون وعبر القضاء،بغض النظر عن هويته وانتماءه.

27ـ إنشاء هيئة وطنية للإعلام الجنوبي، للإسهام في تطوير سياسة إعلامية وخطاب الإعلامي موحد.

28ـ إنشاء وسائل إعلام مرئي ومسموع ومقروء ورقي وإلكتروني ورفدها بمقومات مادية وتقنية وكفاءات مؤهلة.

29 ـ تبني خطاب تنويري يعكس الهوية الوطنية الجنوبية الجامعة، والدولة المدنية المنشودة.

30ـ إصلاح منظومة التعليم(الأساسي، الجامعي، المهني والتقني، البحث العلمي) وانتشاله والارتقاء بمستواه وتصويب المناهج المدمرة لهوية الجنوب والوسطية الدينية، وتطوير قدرات ومهارات الكادر التعليمي.

31ـ الاهتمام بتعليم الفتاة، ومحو الأمية وتبني المواهب الإبداعية وتأهيلهم وتطويرهم.

32ـ دعم البحث العلمي، وإقامة مؤسسات التأهيل والتدريب، والارتقاء بالوعي الاجتماعي حيال التعليم.

33ـ تحصين المجتمع الجنوبي عبر ترشيد الخطاب الديني، وخلق وعياً رافضاً للعنف والتطرف والتشدد والشذوذ السياسي والفكري والأخلاقي، واستغلال طاقات الشباب بشكل إيجابي في التعليم والبناء والتطور.

34ـ تفعيل كافة المنشآت الاقتصادية الحيوية (موانئ، مطارات، المصافي، المؤسسات العامة والخاصة).

35ـ تحقيق رقابة فاعلة على الأسعار والغش، لضمان حماية المستهلك من تقلباتها، ودعم مواد الاستهلاك الأساسية.

36ـ تشجيع الاستثمار وتهيئة بيئة جاذبة لأصحاب رؤوس الأموال الجنوبيين المقيمين في الخارج والأجانب، وإزالة القيود والتحديات المعيقة للاستثمار.

37ـ إفساح المجال للقطاع الخاص للقيام بدوره ايجابي وفاعل في تنفيذ مشاريع استثمارية وخدمية، وتشجيعه على ذلك، بهدف انعاش وتنمية الاقتصاد الوطني والحد من معدلات الفقر والبطالة المستفحلة بين الشباب.

38ـ تشجيع إنشاء منظمات مجتمع مدني محلية غير مسيسة، وتيسير عملها في تلمس وتلبية احتياجات المجتمع.

39ـ الإسهام الفاعل في معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز السلم الاجتماعي والعيش المشترك وحفظ الحقوق، وصيانة الدم والنفس،وإشاعة المحبة.

40ـ نتعهد بتأمين وحماية مقرات وطواقم المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية، والبعثات الدبلوماسية، ومصالح الدول والشركات الأجنبية الموجودة على أرض الجنوب، وتأمين حركة تنقلاتهم في كافة الأراضي الجنوبية.

41ـ التنسيق مع المانحين لتوفير الاحتياجات الإنسانية والإغاثية والمشاريع التنموية وإعادة الإعمار، وتحسين عملية التنسيق والتواصل، والشراكة مع المنظمات الإنسانية والحقوقية الإقليمية والدولية.

42ـ شعب الجنوب جزء من محيطه العربي وسيظل نقطة ارتكاز في حفظ الأمن القومي العربي، وإحباط المشاريع والمخططات التوسعية الهادفة المساس بأمن الخليج والوطن العربي.

43ـ الوقوف الكامل إلى جانب التحالف العربي، والاستمرار في مقاومة الحوثي والتمدد الإيراني في المنطقة.

44ـ التزام الحوار كوسيلة مثلى لفض النزاعات السياسية، وتسوية الخلافات الدولية، والاستعداد للمشاركة في أي حوار يرعاه التحالف العربي، أو مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أو الأمم المتحدة، أو الجامعة العربية.

45ـ إن معركتنا مع الإرهاب معركة مفتوحة، تستوجب دعم المجتمع الإقليمي والدولي لقواتنا، وتدعيم قدرات أجهزة الأمن ومكافحة الإرهاب؛ لاستئصاله من كافة الأراضي الجنوبية.

46ـ دعم ومساندة المقاومة الوطنية الشمالية ضد مليشيات الحوثي والتمدد الإيراني، مع رفضنا القاطع لأي تواجد عسكري شمالي على ارض الجنوب؛ فمكانها الطبيعي هو بمواجهة الغزو الحوثي.

47ـ تأمين حرية العمل والتنقل للأشقاء الشماليين في العاصمة عدن وكافة المحافظات الجنوبية، مع ضرورة التزامهم بمحمل وثائق ثبوتية واستكمال الإجراءات الأمنية اللازمة، بهدف حمايتهم وحفظ الأمن العام.