الانفصال حياة لشعبي الجنوب والشمال
م . جمال باهرمز
- النازح المسيس قاتل مندس
- قبل ان تضيع .. الحفاظ على شوارع عدن مهمة الجميع
- ضرورة فك الارتباط ويكفي تفريط وافراط
- في ذكرى الاستقلال الوطني تكرار الأخطاء من الغباء
-من يدعم الارهاب يستحيل ان يدافع عن وطن .او بناء دولة او نصرة الحق .
هل رأيتم يوما ارهابي يدافع او يفاوض عن وطن وشعب ومؤسسات دستورية.
ومن ترك شعبه في وقت المعركة وهو يملك العدة والعدد ولبس برقع ليهرب .لا يستطيع ان يقدم التضحيات او يعود ليواجه في ميادين القتال وهو لا يملك حاضنة شعبية تسنده.
هذا هو حال قادة الشمال (العربية اليمنية) في حكومات الشرعية ومؤسساتها.
ومع ذلك يثبت هؤلاء الهاربين انهم لا يريدوا تحرير بلادهم الشمال .بل يناضلوا ليكون الجنوب وطنهم البديل ملحقا لباب اليمن.
-تعب شعب الجنوب وفاض صبره وهو يقدم دم ابنائه وايرادات ثرواته لقتال جيوش صنعاء المتمردة لا عادة هؤلاء الهاربين الى صنعاء .
بينما هؤلاء القادة والوزراء ومسئولي حكومات الشرعية .يطعنوا ظهر هذا الشعب الذي احتضنهم وجعل منهم حكاما وشرعية .
تعب هذا الشعب البطل وهو صابر خمسة اعوام على هؤلاء الذين يعرقلوا تحرير بلادهم ويجتهدوا لإعادة الجنوب الى باب اليمن تنفيذا لمعاهدة البيعة لأمامهم الجديد في ديسمبر 2014م في صعدة.
وفي احدث طعنة يوجهها هؤلاء عبر حكومة الشرعية لشعب الجنوب :
من خلال رسالة وجهتها للأمم المتحدة باعتبار ان ما حصل في عدن هو انقلاب على الشرعية .
تناست هذه الحكومة بتعمد خبيث لإشعال الفتنة . ان الجنوب تحرر في 2015 .واستعاد مؤسساته العسكرية والمدنية في 10 اغسطس 2019.
وان الامر قد حسم وتم التوافق عليه من دول الوصاية .
ولم يقم الانتقالي وقوات المقاومة الجنوبية الا بتنفيذ قرارات الرئيس هادي والتي اصدرها قبل ثلاثة اعوام وكانت ملزمة سابقا بتسليم امن محافظات الجنوب لقواته واحزمته ونخبه واخراج اي الوية ومعسكرات خارج المدن والعاصمة عدن والاتجاه لجبهات القتال.
وانها اي الحكومة هي من رفضت التنفيذ.
ايضا من امثلة طعن هذه الحكومة لشعب الجنوب:
الحكومة تصرح في 2018 :لا باس من الحوار مع الحوثيين وسنذهب لا جل ذلك لأي مكان وبدون شروط مسبقة او انسحابات لانهم اخوتنا .
وتصرح نفس الحكومة 2019: نرفض الحوار مع قادة مليشيات المجلس الانتقالي الانقلابية قبل ان ينسحب من المعسكرات ومن عدن .
هذه الحكومات التي تتحكم بها احزاب صنعاء ترفع شعار الدولة الاتحادية بديلا عن الدولة المركزية التي افشلت الوحدة .ولكنهم يرفضوا تطبيق مخرجات حوارهم بتشكيل حكومات اتحادية ويصروا على حكومة مركزية مخالفين بذلك مؤتمر كذبهم الوطني.
يرفعوا شعار تنفيذ مخرجات الحوار بدولة اتحادية ..وفي الواقع يصروا على ان تكون الحكومات مركزية وليست حكومات اتحادية .
ناضل ابناء الجنوب ربع قرن ولازالوا لاستعادة دولتهم الجنوبية وشكلوا المجلس الانتقالي ككيان سياسي وحامل لقضيتهم ليس لا جل مفاوضات الشراكة في حكومة مركزية مع نفس قوى واحزاب دولة الاحتلال اليمني التي افشلت الدولة والوحدة وتعاملت مع الجنوب وشعبه بأدوات الدولة الارهابية العميقة ولازالت.
يعلم كل ابناء الجنوب انه لا يمكن ان تنفذ مخرجات حوارهم لان وعي هذه العصابة الحاكمة تشكل على النهب والفيد والتابع والمتبوع وسيقاتلون حتى لو تمت ابادتهم جميعا فلن يتخلوا عن الحكومات المركزية
نفس هذه الحكومة الشرعية تدعو العمال الى الاضراب عن العمل في الجنوب .وتدعم حرب الابادة وحرب الخدمات وقطع الرواتب والاغتيالات والارهاب في عدن ومدن الجنوب.
وجيش حكومة الشرعية يدعم متمردي صنعاء بالسلاح والاحداثيات والرواتب وتهريب العملة والوقود واغلب منتسبي هذا الجيش من الحوثة المتمردين الذين يضربوا دول التحالف بالصواريخ.
اعتقد ان تواجد الحكومة في الجنوب وخاصة انها لا تعترف حتى بالقضية الجنوبية بعد اليوم عار على كل جنوبي خاصة وان قرارها مختطف من قادة احزاب هضبة صنعاء الهاربين والذين هم ادوات مندسة في الشرعية خدمة لحكام صنعاء المتمردين .
واتضح ان نافذي هذه الحكومة كل ما يمارسوه بقاء الجنوب مرتبط بأمامهم الجديد حاكم صنعاء .ولم يكن هدفهم ابدا تحرير الشمال منه.
-الحقيقة انه اتضح لشعب الجنوب وللمجتمع الدولي وللتحالف ان اسهل طريقة لتحرير صنعاء .تبدا بطرد ولفظ هذه الحكومة من كل الجنوب والشمال والجسم العربي كله.
ثم بفك ارتباط الجنوب اولا وان فك ارتباط الجنوب سيضيق الخناق على عصابات صنعاء الحاكمة وسيحصرها في مساحة ضيقة .وستنتهي تدريجيا .
فك الارتباط سيحاصر العصابة في مساحة حركة محدودة وكذلك سيقلل من نهبها لموارد الجنوب مما سيؤدي لضعفها بسبب عدم قدرتها شراء الذمم والولاءات والمزيد من الارهابيين والعصابات والمجرمين وتشكيل المليشيات.
-لا نريد ان نعيش واجيالنا في دولة نراقب الناس ونشكل لهم لجان إشرافيه تكتب عنهم تقارير لتفرزهم وتحيلهم الى المقصلة او تعطيهم صك الامان .
مثلما يحصل الان من قبل حكام صنعاء وائمتها الجدد.
لا نريد دولة عميقة او دولة داخل دولة مثلما كانت دولة الوحدة الارهابية التي كان يقودها نظام عفاش .والذي احزاب ومكونات ومليشيات صنعاء الهاربة التي تقود حكومة الشرعية او المتمردة في صنعاء جزء منه.
نحن نريد دولة مدنية تعمل فيها المؤسسات بكل شفافية.
في كل مؤسسة توجد نقابة ورقابة رسمية وجهاز مراجعة ومحاسبة مركزي .
هذا ما ناضل شعب الجنوب لا جله منذ ربع قرن .
ثقافة نظام الجمهورية اليمنية لا نريد ان نكررها في جنوبنا العربي .
صحيح ان المرحلة تتطلب الوقوف مع اشقائنا في دول التحالف العربي لصد وهزيمة المشروع الفارسي المتمثل في الهيمنة على مقدرات وامن الامة العربية بل ووجود وبقاء هذه الامة.
اذن فمن وجهة نظري لا باس ان يقبل ابناء الجنوب بحكومة جنوبية من المجلس الانتقالي لتدير الجنوب حتى انتهاء الحرب بدحر او هزيمة او اضعاف المشروع الفارسي وادواته في العربية اليمنية.
وبعد ذلك يتم فك الارتباط بعد الاتفاق مع الاشقاء.
-العقل الشمالي الحاكم لا يتفوق على العقل الجنوبي لا بالذكاء ولا بالوطنية .والا ما كانت جيوش صنعاء متمردة وجيوش الشمال في الشرعية خائنة في نظر العالم وعميلة في نظر شعبهم الشمالي .
لا يمكن ان يتفوق الاحمر على حيدر العطاس في الذكاء او الوطنية او الاخلاق او الامانة .
ليس كرها في شعبنا العربي في الشمال .لا والله
ولكن لان طبيعة المجتمع الشمالي ترسخت بسبب حكم عصابات الهضبة الزيدية لمئات القرون وترسيخها لنظام اجتماعي فاشل لا يبني دولة او يطور مجتمع عادل .
فنحن نعلم جميعا ان التربية الوطنية فيه معدومة ..فكل ما يتعلمه ويتلقاه الطفل الشمالي حتي يبلغ ارذل العمر والى القبر هي تربية التابع والمتبوع .
الولاء لشيخ القبيلة ولشيخ الدين وليس للوطن ..ومجتمع مثل هذا يصبح حراما علينا ان نظل في وحدة معه .
لأننا نرتكب جريمة بحق اجيالنا .
ليس لان الشعب في الشمال لا يستحق الوحدة معه .
بل لان النظام الاجتماعي مفروض من العصابة الحاكمة ولم يتغير منذ الازل وحتي الان وصعوبة تغييره .اتضحت للعالم من خلال الخمسة الاعوام حرب.
هذه هي العقلية الانتهازية الشمالية الحاكمة .وهي عقلية المكر والخيانة ادت بهم لان يخرجوا من حاضنتهم العربية .
ولن يتغير هذا النظام الاجتماعي الا باجتثاث من يرعاه .وفك الارتباط بين الجنوب والشمال اهم سلاح لتغييره.
لسنا ضد شعبنا الطيب في الشمال .
لكننا لا نريد لشعبنا في الجنوب الابادة من عصابات الهضبة في ضل صمت الخوف والرعب الممارس عليهم .
فأي نظام يحمي قتلة الابرياء لانهم مروا امام موكب شيخ .ويمارس الحكم بأعراف تهجير البقر ومنع مؤسسات الدولة من العمل .ويفصل المجتمع الى شيوخ وسادة واتباع وعبيد. ويرعى محاكم الرق لبيع العبيد بشكل رسمي .
لن يستقر ابدا هذا النظام ولا هذا المجتمع الخانع .وكل ما يقدمه هذا النظام لمجتمعه هو القتل ومزيدا من القتل والظلم.
(اركل الصبر المسيس / فهذا الصبر خائنا ومندس / واتجه لساحات النضال / وارفض الوصال .... ان كان في الوصل .... شبحا ملثم.... خلف الباب يستل .... خنجرا مسمم...جاهزا للغدر والاغتيال / فحلم الشعب الذي ظنناه تحقق / أصبح كابوسا والعيش فيه محال / واصبحت الحياة موقد شر محرق .... يظن الشعب.... ان لا هروب منه الا الانفصال)
م. جمال باهرمز
23-اغسطس-19م