بفعل الاحتجاجات.. اقتصاد هونج كونج في مهب الريح

الأحد 15 سبتمبر 2019 22:02:09
بفعل الاحتجاجات.. اقتصاد "هونج كونج" في مهب الريح

شهد القطاع الاقتصادي في هونج كونج، الذي يستند في المقام الأول إلى السياحة، تراجعا قاسياً أثربشكل كبير على البلاد، وذلك بعد أكثر من شهرين من التظاهرات التي يبدو أنها لن تتراجع، فغرف الفنادق فارغة والمحال التجارية تواجه صعوبات؛ حتى الحشود، التي تقصد ديزني لاند، تراجعت.
وتراجعت حركة النقل الجوي في هونج كونج خلال الشهر الماضي، بسبب تأثير الاحتجاجات على المدينة، حيث استقبل مطار هونج كونج الدولي ستة ملايين مسافر في آب (أغسطس).
وأفادت وكالة "بلومبيرج" للأنباء، اليوم بأن هذا الأمر يعد تراجعا بنسبة 12.4 في المائة، مقارنة بعام 2018.
وأرجعت هيئة مطار هونج كونج الدولي، السبب الرئيس وراء التراجع إلى انخفاض أعداد الزائرين، كما كان هناك هبوط ملحوظ في حركة المسافرين من وإلى البر الرئيس في الصين، وجنوب شرق آسيا وتايوان.
من جانبه، قال سي كيه نج، المدير التنفيذي لعمليات المطار، في بيان "لقد كانت هناك في الأشهر القليلة الماضية، تحديات ضخمة لعمليات المطار في بعض الأوقات".
وصار المطار الدولي في الإقليم الصيني نقطة محورية لأكثر من ثلاثة أشهر من الاضطرابات، التي وقعت في المدينة، حيث نظم المتظاهرون اعتصامات وفي بعض الأحيان كان الأمر يصل إلى حد توقف عمليات المطار.
وردد آلاف المتظاهرين اليوم شعارات وساروا في منطقة التسوق وسط مدينة هونج كونج في تحد لحظر الشرطة، حيث أغلقت المتاجر أبوابها وسط مخاوف من تجدد العنف في الأراضي الصينية، التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، التي مزقتها أشهر من الاحتجاجات.
ودمرت الاضطرابات اقتصاد هونج كونج، الذي كان يعاني بالفعل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وينظر إليه أيضا على أنه إحراج للحزب الحاكم في الصين قبل احتفالات العيد الوطني في الأول من تشرين الأول (أكتوبر).
وحذر بول تشان، وزير مالية هونج كونج، من أنه يجب على المدينة أن تجهز نفسها أيضا لـ"إعصار اقتصادي" ناجم عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والاضطرابات الأخيرة في هونج كونج.
وخفضت هونج كونج توقعاتها للنمو في عام 2019 إلى ما يصل إلى الصفر، مقابل توقع نمو 2 في المائة إلى 3 في المائة في وقت سابق.
وتم تعديل قراءة نمو اقتصاد هونج كونج بالخفض في الربع الثاني من العام الجاري، حيث أثرت الاضطرابات الناتجة عن الاحتجاجات سلبا في النشاط الاقتصادي.
وأكدت الحكومة أن الناتج المحلي الإجمالي تراجع على أساس فصلي 0.4 في المائة خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في حزيران (يونيو)، مقارنة بالربع السابق، أي أكثر من انكماش 0.3 في المائة في القراءة الأولية الصادرة في 31 تموز (يوليو).
وبدأت المظاهرات والمواجهات واسعة النطاق بين الشرطة والمتظاهرين في حزيران (يونيو)، وتصاعدت في الأسابيع التالية، ما أدى إلى مواجهة المدينة لأخطر أزمة سياسية منذ عقود.
وعانت ثقة الشركات ومبيعات التجزئة والسياحة من الاضطرابات، ما زاد من الضغط على الاقتصاد، الذي تأثر بالفعل بالحرب التجارية بين واشنطن وبكين وتباطؤ الاقتصاد العالمي.
وتبنت حكومة هونج كونج حزمة إنفاق بقيمة 2.4 مليار دولار لمحاولة دعم الاقتصاد - وهي خطوة يشبهها بول تشان وزير مالية هونج كونج، بمخزونات الطعام، التي تجمعها الأسر لإعداد نفسها ضد أي إعصار.
ويرى بول تشان أن الاحتجاجات، التي أغلقت المطار وأسفرت عن تراجع الأسهم في البورصة وجهت ضربة للاقتصاد المحلي في الوقت الذي كانت فيه الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تقطع بالفعل الصادرات.
ووصف بول تشان العاصفة الاقتصادية بأنها خطيرة من المستوى الثالث، مستخدما المصطلحات، التي يستخدمها مرصد هونج كونج لإصدار تحذيرات من العواصف.