كونها الملاذ الآمن.. المعادن النفيسة تحقق أكبر تدفق أسبوعي على الإطلاق
حققت المعادن النفيسة ثاني أكبر تدفقات أسبوعية على الإطلاق في أسبوع حتى الأربعاء الماضي، إذ تسبب تفاقم التوترات التجارية والمخاوف بشأن النمو العالمي في إطلاق تدافع صوب أصول الملاذ الآمن، بحسب ما أكده بنك أوف أمريكا ميريل لينش.
وجرى ضخ 2.8 مليار دولار إجمالا في صناديق المعادن النفيسة خلال الأسبوع، بينما تلقت صناديق السندات 9.2 مليار دولار في تدفق الأموال للأسبوع الـ38.
في غضون ذلك، يقول بنك أوف أمريكا استنادا إلى بيانات "إي.بي.إف.آر" إن صناديق الأسهم الأمريكية تكبدت تاسع أكبر نزوح للتدفقات على الإطلاق لتفقد 16.4 مليار دولار.
وتأتي تلك التحركات في الوقت الذي يكابد فيه المستثمرون حربا تجارية مستمرة منذ 15 شهرا تقريبا بين الولايات المتحدة والصين، وتحذيرات من أن ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، تتجه على الأرجح صوب الركود، وتباطؤ في الإنتاج الصناعي للصين.
وفي إشارة إلى آفاق تتسم بقلق المستثمرين، قال البنك إن مؤشره "الثور والدب" الذي يقيس معنويات السوق، تراجع إلى 0.7 من 0.8 في الأسبوع السابق، ما يظهر أن مركز المستثمرين ما زال يميل "بشدة صوب الهبوط".
إلى ذلك، انخفضت أسعار الذهب أمس مسجلة ثالث تراجع أسبوعي هذا الشهر، إذ تتعرض لقيود في الوقت الذي فاقت فيه سلسلة من البيانات الاقتصادية الأمريكية التوقعات، فيما يقبع الدولار قرب أعلى مستوى في عدة أسابيع مقابل عملات رئيسة.
وبحسب "رويترز"، هبط الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المائة إلى 1499.22 دولار للأوقية لينخفض 1 في المائة في الأسبوع بعد أن ربح 2 في المائة الأسبوع الماضي.
وتراجع الذهب في العقود الأمريكية الآجلة 0.6 في المائة إلى 1506.01 دولار للأوقية، وقال جيجار تريفيدي محلل السلع الأولية لدى "أناند راثي شيرز آند ستوك بروكرز" ومقرها مومباي، إن "مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي فاقت التوقعات، مثل بيانات مبيعات المنازل الجديدة بجانب الدولار القوي يضغطان على الذهب في الوقت الحالي".
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، هبطت الفضة 1.34 في المائة إلى 17.56 دولار للأوقية، ونزل البلاتين 0.2 في المائة إلى 928.34 دولار للأوقية، وتراجع البلاديوم 0.5 في المائة إلى 1659.54 دولار للأوقية.
ويقبع الدولار الأمريكي قرب أعلى مستوى في عدة أسابيع مقابل عملات رئيسة، إذ يعزز تزايد المخاطر التي تراوح من توترات سياسية إلى الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، الإقبال على شراء العملة الأمريكية باعتبارها ملاذا آمنا. وتراجع الدولار أمس لينزل من أعلى مستوى في عدة أسابيع مقابل معظم العملات الرئيسة، في الوقت الذي يقيم فيه المستثمرون بحذر اضطرابا سياسيا جديدا في الولايات المتحدة، ويترقبون الخطوة التالية في المفاوضات التجارية مع الصين.
وهبطت العملة الأمريكية قليلا مقابل الين، الذي يعد ملاذا آمنا، وجرى تداوله عند 107.70 للدولار، ونزلت من ذروة أسبوعين في التعاملات الصباحية في آسيا مقابل اليورو، لتستقر عند نحو 1.0921 دولار.
وتراجع الدولار الأمريكي مقابل الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي الشديدي التأثر بالتجارة، اللذين ارتفعا قليلا بفضل آمال بأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي ستعقد الشهر المقبل، ستسفر عن إحراز تقدم.