مافائدة الرئيس هادي للجنوب إن بقت شرعيته أو زالت!!

صرحت فيديريكا موجريني رئيسة المفوضية الأوروبية الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي "إن الرئيس عبدربه منصور هادي لم يعد شرعيا وربطت نجاح أي تسوية سياسية  بالبحث عن البديل لهادي"

الاتحاد الأوروبي ليس سلطة تنفيذية على دول أوروبا لكنه ايضا ليس كيان مهمل لا أهمية فتصريحات مسؤولية أشبه بالحائط الرسمي يؤشر على حراك سياسي في الدول المنضوية في الاتحاد يحدد المؤشرات السياسية لتلك الدول مجتمعة ، وهي اشارة شؤم للشرعية ، مؤشر لفقدان الركيزة الدولية التي هي أهم ركائز شرعية الرئيس واقواها منذ اعتلى سدة الحكم كرئيس توافقي وأن مطالبات إزاحته لم تعد مطالبات محلية. 

هو عنوان للشرعية الرئيسية التي تدير ازمة وحرب اليمن البند السابع والقرارات الدولية والدول الأربع والتي إذا اتضح أن شرعية منصور اصبحت عنوان عبء فإنها ستخفف منه وتضع عنوان بديل !! ، وعبئها عالميا إنها أصبحت مشروع اخوان اليمن باسم التوافقية التي شرعنتها!!

الكل يعلم انه بعد فشل الحوار ومخرجاته فإن  بناء الحلول لن يكون على الأشخاص ونواياهم ومن يردد ذلك يستغفل الناس ويريدهم أن ينهزموا بدون معركة ، الحلول ستكون على معادلات على الأرض بعدما فشلت الشرعية وحليفها إخوان اليمن في فرض معادلة تهزم الحوثي او على الاقل تجبره ان يتفاوض وهو في حالة انكسار ، بل ان خورها في المواجهة جعل الحوثي لايسيطر على كل مساحة الجمهورية العربية اليمنية فحسب بل صار يتبنى عمليات ايرانية تضرب مفاصل الاقتصاد السعودي وصار أكثر قوة مما كان عليه ، ولكي تعوض فشلها في "تبة نهم" شنت غزوة "ال طعيمان " لاعادة احتلال الجنوب والسيطرة على مناطق محررة من الحوثي.

وهذه الغزوة ليست خاتمة حرب بل بداية حرب أشد ضراوة تصريح المسؤولة الأوروبية عن عدم شرعية عبدربه يؤكد ملامح حل سياسي مع انقلاب الحوثي ويعني تدشين مرحلة ستتخلى من احمال مرحلة الحرب التي لم تحقق أهدافها ،  وهي مطالبة تؤكد وجود اتجاه سياسي دولي بأن شرعية الرئيس منصور زائلة أن اليوم او غدا او... مهما كان محتوى الحل ومهما كان مظهره ، وجنوبية الرئيس باقية لكن ما الفائدة منها للجنوب  بعد أن تزوال شرعيته وهو خلال شرعيته كان ضررا على الجنوب وقضيته وقواه فشرعية أي رئيس شمالي لن تضر الجنوب الا بنفس ماضرته شرعية الرئيس الجنوبي منصور هادي ، فعلى الأقل خلخلت جنوبيته الجبهة الداخلية الجنوبية وصار فريق جنوبي يخدم مشاريع اليمننة جهارا باسم شرعية الرئيس وجنوبيته فلو انتصر مشروعه -وهو محال بعد مرور هذه الفترة الزمنية- ستتكرر المعادلة مستقبلا بشكل مقلوب سينتهي مشروع الدولة الاتحادية  الى صيغة تقوم على انعكاس الواقع على الأرض بشكل حل سياسي يشبه الى حد ما ديمقراطية لبنان ستكون السيادة لممثل الدولة العميقة القوي صنعاء حاليا ، صيغة ما فيها نكهة عصرية وستتراجع العصبوية واحزابها ونخبها إلى الخانة الثانية ، ولأنها لاتحمل مؤهلات وعمق المذهبية في الدولة العميقة فأن معظم قواها ستعود إلى وظيفتها التاريخية في مشروع دولة المذهب التي ظلت سائدة في صنعاء مئات السنين وشكلت عصب وعمود الدولة العميقة وسيتم مكيجتها بمسحة من ديمقراطية !! . 

احترم الجنوبيون شرعية الرئيس ولم  يلتزموا بالسير خلفها لانهم يدركون انها ستعود بالجنوب إلى باب اليمن وستكون السكين الذي ينحر  اليمنيون به قضية تحرر الجنوب العربي ولم تكتسب القوى الجنوبية المحيطة بالرئيس خلال الأعوام الماضية ثقة المشروع الوطني الجنوبي من خلال الاداء الكيدي التدميري اللامسئول جنوبا بل صاروا ادوات تنفيذية لحرب الخدمات في الجنوب وهي استراتيجية وضعتها القوى اليمنية المحيطة بالرئيس لمنع انفصال الجنوب حد تعبير وزير خارجيته السابق المخلافي ولم يكن أداء الأدوات الجنوبية  التي عينها في عدن والجنوب الا امتداد لتنفيذ تلك السياسة بادوات ووجوه جنوبية صرف لها الرئيس مليارات وهو في "برج عاجي" عزله فيه اخوان اليمن فلا يسمع إلا ما يريد له "العليمي" ان يسمع ولا يرى الا مايريد له أن يراه ولما أدرك اخوان اليمن أن مشروع اليمننة لم يسقط الجنوب فشلت سياسة إسقاطه بالخدمات وبالأدوات كانت غزوتهم الأخيرة التي رددوا فيها "الله أكبر سقطت خيبر"

ماذا بقي من احترام جنوبية الرئيس بعد ذلك ؟

٦/ اكتوبر/٢٠١٩م