مصر تكشف الستار عن أضخم كشف أثري في تاريخها (صور)

السبت 19 أكتوبر 2019 19:11:15
مصر تكشف الستار عن أضخم كشف أثري في تاريخها (صور)

أزاحت وزارة الآثار المصرية، اليوم السبت، النقاب عن الكشف الأثري الأضخم على مر العصور، والذي لُقب بـ ”خبيئة العساسيف“، حيث ضمت مجموعة متميزة مكونة من 30 تابوتًا خشبيًا آدميًا ملونًا لرجال وسيدات وأطفال، جميعها بحالة جيدة من الحفظ والألوان والنقوش كاملة.

وقال بيان للوزارة، إنه تم الكشف عنهم بالوضع الذي تركهم عليه المصري القديم، توابيت مغلقة بداخلها المومياوات، مجمعة في خبيئة بمستويين الواحد فوق الآخر، ضم المستوى الأول 18 تابوتًا، والثاني 12 تابوتًا.
وأضاف البيان، أن هذا الكشف يُعد أول خبيئة توابيت آدمية كبيرة يتم اكتشافها كاملة منذ نهاية القرن 19، واليوم، وبعد أكثر من قرن من الزمان يضيف الأثريون المصريون خبيئة أخرى جديدة بالأقصر.
وأوضح أن من أشهر الاكتشافات السابقة خبيئتين للمومياوات الملكية، وهما خبيئة الدير البحري التي تم الإعلان عنها عام 1881، وخبيئة أخرى عثر عليها داخل مقبرة الملك أمنحتب الثاني KV35 عام 1898، وخبيئة باب الجُسس عام 1891، حيث تم العثور على عشرات المومياوات لكهنة.
وبيّن وزير الآثار المصري خالد العناني، أن ما تناثر من أقوال البعض عن التشكيك في هذا الكشف قبل الإعلان عنه أنه توابيت دفنت في عام 1967 هي شائعات مغرضة ليس لها أي أساس من الصحة أو الدليل، والهدف منها النيل من أي نجاح تحققه الوزارة ويلفت انتباه العالم إلى مصر وحضارتها.
وقال أمين عام المجلس الأعلى للآثار في مصر، مصطفى وزيري، إن قصة كشف الخبيئة بدأت منذ حوالي شهرين، حين بدأت أعمال الحفائر لهذا الموسم استكمالًا لأعمال الموسم السابق الذي بدأ في عام 2018، والتي أسفرت عن الكشف عن العديد من المقابر، منها المدخل الأصلي لمقبرة TT 28 ومقبرتان لـ ”ثاو ار خت أف“، و“ميري رع“ من عصر الرعامسة.
وأكد أنه في هذا الموسم الذي بدأ منذ شهرين، تم العمل على توسعة نطاق الحفائر لتشمل الجزء الشرقي من الفناء الذي تم العمل به الموسم السابق، وأثناء سير العمل تم الكشف عن خبيئة ”العساسيف“، والتي تضم 30 تابوتًا خشبيًا لكهنة وكاهنات وأطفال من عصر الأسرة الثانية والعشرين من القرن العاشر قبل الميلاد، منذ 3000 عام.

وتضم الخبيئة مجموعة من التوابيت لكهنة وكاهنات لمعبودات الأقصر للآلهة آمون وخنسو، حيث بلغ عددها حتى الآن 30 تابوتًا من بينها 3 توابيت لأطفال، تقع الخبيئة أعلى مقبرة TT28 .
وتتميز المجموعة المكتشفة من التوابيت في توفير الدليل على المراحل المختلفة لطريقة صنع التوابيت في تلك الفترة، حيث منها ما هو مكتمل الزخارف والألوان ومنها ما هو في المراحل الأولى للتصنيع ومنها ما انتهى تصنيعه، ولكن لم يتم وضع المناظر عليه، ومنها ما تم نحته وتزيين أجزاء منه وتركت الأجزاء الأخرى فارغة بدون زخارف.
وتمثل المناظر المنقوشة على جوانب التوابيت موضوعات مختلفة تشمل تقديم القرابين ومناظر لآلهة مختلفة، وكذلك مناظر من كتاب الموتى ومناظر لتقديم قرابين للملوك المؤلهين كالملك أمنحتب الأول الذي عبد في منطقة الدير البحري، وكذلك عدد من النصوص التي بها ألقاب لأصحاب التوابيت، كمغنية الإله آمون وكذلك نصوص speeches لآلهة مختلفة.
وتأتي هذه الخبيئة اليوم كشاهد على فترة تاريخية لعدم الاستقرار، انتشرت فيها سرقات المقابر وقل بناء المقابر الضخمة، ولعب فيها التابوت دورًا هامًا كمقبرة للحفاظ على الجسد، حيث وضعت المناظر التي كانت توضع سابقًا على حوائط المقابر لتجد مكانها على جنبات التابوت.
وتوضح تلك المناظر والنصوص الممثلة على جوانب التوابيت ارتباط تلك الخبيئة بالمنطقة، حيث مثلت مناظر الإلهة حتحور والملك أمنحوتب الأول، واللذين انتشرت عبادتهما في منطقه الدير البحري والتي تعتبر جبانة العساسيف بلا شك جزءًا منها.
ويأتي اختيار المكان أيضًا لأسباب عديدة، منها قدسيته وأنه المكان الآمن في جبانة طيبة، في وقت لم تسلم فيه حتى مقابر الملوك من السرقة.
أما فيما يخص طريقة الدفن في مجموعات، فهي عادة معروفة سابقًا، حيث وجدت الخبيئة باب الجُسس لكهنة وكاهنات الإله آمون في الأسرة الواحدة والعشرين، بالقرب من معبد الملكة حتشبسوت، وإن اختلفت في عدد وجود توابيتها عن خبيئة العساسيف المكتشفة اليوم، فكلتيهما تؤرخان لفترات تاريخية انتشرت بها الدفنات الجماعية.
وقال الطيب عباس مدير عام الشؤون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، إنه سوف يتم نقل المجموعة كاملة بالمتحف المصري الكبير.