الإمارات وملحمة الإنتصار العظيم

الإمارات وملحمة الإنتصار العظيم

د. محمد سعيد الزعوري

المزيد

حينما أوشك البغي على بلوغ المرام ، وبلغت القلوب الحناجر ، سير الله دول جائت تسعى بقضها وقضيضها لتنتصر للإنسانية وقيم العدل التي أوشكت على الأفول ، قيم ما برحت تتشبث بصدور الرجال ، حتى سَخّرَ الله من أطلق لها العنان فجمعت الشعث ولملمت الأشتات ودفعت بها في حربٍ ملحميةٍ لإعلاء كلمة الحق فانتصرنا وأنتصرت الإنسانية على البغي والبغاة وتجار الحروب .

هي الإمارات قائدة للمجد وعنفوان الإنتصار الكبير ، أعتلت منصات الريادة والشموخ بلا منازع ، وحسمت بالحزم قصة مغامرة غبية لمغامرٍ ساذج لم ينتبه لمآلات أفعاله الصبيانية القذرة ..

الإمارات نار ونور .. سلام لا ينكث بالعهد ، وعنف يبطش بالجبابرة .. هي امتزاج اللون بالبارود ، والنغم بفرقعات المدافع وأزيز الرصاص ، هي تلاقح قيم الإنسانية بالعطاء الخلاق ، وزمجرة الحناجر في ساحات النزال والوغى .. يوم تخلت الدنيا عن إنسانيتها قالت الإمارات : أنا لها .. أنا لها .. فدانت لها الأرض فأكرمتها بشلال أحمر قان دون مَنٍ ولا أذى .. ويوم تفرق الجمع من هول ما حاق بهم .. قالت : أنا لها أنا لها .. فمضت تشحذ الهمم بالإيمان المطلق بالإنتصار .. وما ضرها من خان أو غدر بل زادها يقيناً إن ضريبة الحق يجب أن تدفع ، فمضت ومضى خلفها الركب يطهر الأرض وينقيها من أدران البغاة بقلب مفعم بشغف المواجهة لا يقاوم ..

صدقت فصدقها الثوار العهد والوعد والمصير ، ليصنعوا معا ملحمة خالدة إنتصاراً للكرامة المنتهكة ، والأعراض المستباحة فطهروا الأرض من أرباب المكر والخيانة ، ومازال المدد يتدفق لينعم الناس بالخير والأمن والأمان ..

هي وحدها رسمت بفوهات البنادق جدارية الفجر المشرق ليستنير بزغب أشعته أرتال لا تنتهي تنشد الحرية والكرامة وعودة الوطن السليب .

هي الإمارات نجمة تلألأت في سماء ليلنا الحالك ليهتدي على نورها القادم من خلف الأفق البعيد كتائب تجتاح الحصون تنشد إحدى الحسنيين ، النصر أو الشهادة ..

ولما عادت المواكب تردد إنشودة النصر ، كانت في المآقي غصة لاتبرح الصدور المحزونة على أرواح تدافعت بشغف لتجترح المعجزات فمضت تحلق بعيدا بعيدا ..
" لم تنتهي الحرب لكنه عاد .. ذابلة بندقيته ويداه محايدتنان ..
أجمل الامهات التي انتظرته وعاد !!!!!
أجمل الامهات التي عينها لا تنام
تظل تراقب نجم يحوم على جثة بالظلام

اجمل الامهات التي انتظرته
وعاد مستشهدا .. فبكت دمعتين ووردة
ولم تنزوي في ثياب الحداد " .

وها هي بتواتر مازالت تكتب بحبر الدم قصة وفاء خالدة كحالة إستثنائية يشهدها تاريخنا المعاصر .

وعدتم فصدقتم الوعد ، وعزمتم فثبتم كالجبال الرواسي ومعكم شعب مقدام ليس في عرفه التقهقر والخذلان ، إنه ( شعب الجنوب العربي ) .

المجد والخلود لشهداء ملحمة الإنتصار العظيم ..

والله أكبر .. ولا نامت أعين الجبناء ...