بعد العراق ولبنان.. هل تنتقل الهبّة إلى صنعاء؟

الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 15:07:11
بعد العراق ولبنان.. هل تنتقل "الهبّة" إلى صنعاء؟

أحدثت الاحتجاجات الضخمة التي تشهدها لبنان والعراق، في الأيام الماضية، ما يمكن اعتبارها حالةً من الهلع في صفوف المليشيات الحوثية، تخوفًا من انتقال هذه الهبّة الغاضبة إلى صنعاء.

مصادر محلية كشفت أنّ المليشيات اتخذت عددًا من الإجراءات الأمنية الاستثنائية في صنعاء، تخوفًا من انتقال الاحتجاجات، وتشمل هذه الإجراءات تكثيف نقاط التفتيش في مختلف طرق صنعاء ومداخل أحيائها، وإجراء توقيفات عشوائية خصوصًا في صفوف الطلاب ومصادرة الهواتف والاطّلاع على محتوياتها والتدقيق في الأشخاص الذين تمّ الاتصال بهم من خلالها، وإجراء مداهمات ليلية لمنازل من يُشكّ في معارضتهم للحوثيين أو يتوقّع أن تصدر عنهم دعوات للاحتجاج والتظاهر.

اللافت أنّ هذه الإجراءات الحوثية لم تكن معلنة، لكنّ اتخذتها سرًا تخوفًا مما قد يحدث في الأيام الماضية، لا سيّما أنّ القاسم المشترك في احتجاجات لبنان والعراق هي أنّ نظامي الحكم في البلدين على صلة بإيران، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على المليشيات الحوثية، التي دعّمتها طهران بالكثير من الأموال والأسلحة على مدار سنوات الحرب.

وتتخوّف المليشيات الحوثية من اندلاع احتجاجات ضدها لا سيّما في ظل المعاناة الشديدة التي يعيشها السكان القاطنون في مناطق سيطرة الحوثيين، من انعدام للصحة والغذاء وتفشي الأوبئة ووقف صرف الرواتب، الأمر الذي زاد من حدة الفقر وأغرق ملايين السكان في أزمة إنسانية لم يسبق لها مثيل.

والخميس الماضي، حذَّر تقرير أممي من أنّ اليمن الغارق في نزاع مسلّح منذ أكثر من خمس سنوات، سيصبح أفقر بلد في العالم في حال استمرت الحرب حتى سنة 2022.

وقال التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنه منذ اندلاع النزاع عام 2014، تسبّبت الحرب بزيادة الفقر في اليمن من 47% من السكان إلى 75% بحسب التوقعات بحلول نهاية عام 2019.

وأضاف التقرير: "إذا استمر القتال حتى عام 2022، فستُصنف اليمن كأفقر بلد في العالم، حيث يعيش 79% من السكان تحت خط الفقر ويُصنف 65% منهم على أنهم فقراء جدًا".

التقرير الأممي الذي يحمل أرقامًا جديدة، لكنّه لا يتضمّن جديدًا فيما يتعلق بالوضع المروّع الذي يحياه ملايين المواطنين وكشفته العديد من التقارير الأممية.

وتسبّبت الحوثيون في إغراق اليمن بأزمة إنسانية مأساوية، ينتابها الكثير من الأرقام الصادمة والمروّعة، حيث تؤكد منظمات دولية أنَّ 21 مليون شخص، من أصل 27 مليونًا، باتوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما فقد أكثر من 100 ألف أرواحهم جراء الأوبئة والأمراض القاتلة التي تفشت جراء الحرب الحوثية.

وسبق أن اندلعت احتجاجات ضد سلطة الحوثيين في صنعاء، ففي أكتوبر من العام الماضي دعت فعاليات شبابية وطلابية إلى التظاهر والاعتصام في صنعاء ضد المليشيات، لكنّ "الأخيرة" استخدمت القوة المفرطة لوأد ما بدا آنذاك أنه بوادر "ثورة جياع" في المدينة.

وتعمل المليشيات على استخدام القوة المفرطة في تعاملها مع السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، من أجل ترهيبهم والسيطرة على الأوضاع مبكرًا، وذلك منعًا لأي احتجاجات قد تندلع ضد الانقلابيين.

وتستهدف المليشيات طلبة الجامعات على وجه خاص، باعتبارهم الفئة الأكثر تنظيمًا والتجمعات سهلة التكوين، ولذا فقد استحدث الحوثيون الكثير من الأسلحة للسيطرة على الأوضاع في الجامعات، وهذا القمع ليس فقط على الطلبة بل على الطالبات اللاتي استحدثت لهن المليشيات "كتائب الزينبيات"، وهي مجاميع نسائية قمعية تستهدف قمع النساء والطالبات على وجه خاص.