الأيام دول
عادل المدوري
- الوضع لا يحتاج إلى تحليل
- سقطرى الجنوبية تحرق الهوية اليمنية
- توضيح.. بخصوص الاعتداء على المتظاهرين بعدن
- مالا تعرفه عن الإرهاب بالجنوب
من سنن الله تعالى في الكون أن جعل الحياة متجددة، وأحوال الناس والشعوب متغيرة، والأشياء تتبدل، فالفقير اليوم سيصبح غنياً في الغد، والغني سيكون فقيراً، ومن كان رئيساً وصاحب فخامة في صنعاء، أضحى قتيلاً في الفلاة مجندلا، ولا أحد يعلم أين الجثة؟ ومن كان مشرداً في جبال الضالع ومحكوما عليه بالإعدام أصبح رئيساً، يحرك الجيوش الجرارة، ممسك بتلابيب الأمور، يهابه الصديق والعدو، تشهد له جبهات القتال المشتعلة، بأنه قاد الأبطال في المعارك الشرسة، وبسلاح محدود حرر أرضه من الغزاة قبل إعلان التحالف العربي عاصفة الحزم.
وتلك الأيام نداولها بين الناس، كانت صنعاء وعمران ومناطق الشمال قد شمخت وارتفعت ومدت ريشها طوال ربع قرن من الزمان، بينما تدهورت عدن وحضرموت ومدن وبلدات الجنوب العربي، بل وتحولت إلى ساحة لعب وتصفية حسابات وإقصاء وظلم وقتل وإرهاب ودمار، اليوم تسقى صنعاء من ماء صديد، يتجرعون من نفس الكأس التي شربنا منها، فها هي عدن قد شمخت وعلا شأنها، ويا ويل صنعاء من دثينة، وويلكم ثم ويلكم من لعنات الجنوبيين.
ظهرت عدالة السماء سريعاً والحمد لله الذي أشفى غليلنا، تآمروا علينا وقضوا على أهداف ثورة 14 أكتوبر وأفقدونا لذة عيد الاستقلال، وحولوا الجنوب من احتلال بريطاني إلى احتلال يماني متخلف، فظهر الحوثي من صعدة يدوس على ثوابت وأهداف ثورتهم 26 سبتمبر، وحولها من جمهورية إلى نظام حوثي طائفي أسوأ من الملكية، والله يمهل ولا يهمل، وما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع.
دعموا الإرهاب والقاعدة وداعش في الجنوب، فاكتووا بناره عندما اكتشف التحالف والعالم أماكن تواجدهم في معسكرات الشماليين، ووفروا بذلك أدلة تدينهم، فدفعوا الثمن غالياً نظير تلاعبهم بورقة الإرهاب، وهي الورقة التي ظلت قوى 7/7 تستخدمها ضد أبناء الجنوب فأصبحت اليوم تستخدم ضدهم.
بعد الوحدة المشئومة وحرب 94م الظالمة قام المخلوع صالح بإشراك حزب الإصلاح كشريك سياسي مع حزب المؤتمر في المغنم والحكم وإقصاء الجنوبيين وأصبح الشركاء الجنوبيون مشردين ومنفيين في الخارج، وها هي عدالة السماء تتحقق اليوم فقد أقصي حزب الإصلاح في اتفاق الرياض، وعاد الحق إلى أهله الجنوبيين، شركاء في الحكم مؤقتاً، وتحولت قيادات حزب الإصلاح إلى مشردين ومنفيين في الخارج والجزاء من جنس العمل.
حميد القشيبي هو أول من فجر حرب صيف 1994م وكان قائد اللواء الأول مدرع شمالي في عمران، الذي اعتدى غدراً على اللواء الثالث جنوبي في عمران وتم تصفيتهم بطريقة بشعة، فكان الجزاء من جنس العمل في العام 2014م حيث فجر الحوثييون الحرب في عمران وسيطروا على اللواء 310، وتم قتل ما يزيد عن 250 قتيلا، وكان القاتل حميد القشيبي أول من أخذ جزاءه العادل، بنفس الطريقة التي قتل فيها الجنوبيين في 94م.
كذلك في العام 1979م التقى رئيسان شماليان (صالح وعبدالفتاح إسماعيل) لتقرير مصير الشمال والجنوب، وبعد 40 عاماً يلتقي رئيسان جنوبيان (الزبيدي وهادي) لتقرير مصير الجنوب والشمال. فالأيام دول، ومن كان منتصرا أصبح مهزوما، ومن كان مهزوماً أصبح منتصراً، ومتى يعي ويدرك أبناء العربية اليمنية أن لعنة الجنوبيين قد حلت عليهم، وهذا الزمن هو زمن الجنوبيين؟