الإخوان بين أحداث سقطرى ومعارك أحور!

الإخوان الآن يتحركون على عدة مسارات، منها مسار يظهر الالتزام بما تقدمه المملكة من مبادرات لحل الأزمة، وهو تيار وضعه التنظيم الدولي للإخوان بجوار الرئاسة يتكلم بلغتها ويظهر الدفاع عن شرعيتها.. ألخ، أما التيار الآخر وهو الأقوى فيوجد في قطر وتركيا، وعبر قطر وعمان التي صارت "فلتر" لتوحيد القوى المعادية للتحالف والتنسيق بينها.
يتم التنسيق بين مشروع الانقلاب الحوثي الإيراني والمشروع الإخواني التركي. فلا يستبعد وجود خبراء أمنيين أتراك وقطريين، بل وحتى إيرانيين يعملون الآن في المحافظات الجنوبية المحررة لهزيمة التحالف وبالذات المملكة بعد إعادة انتشار القوات الإماراتية، بل وانسحابها من عدن بالذات كما أعلنت الإمارات.
‏يخوض إخوان اليمن معركتهم الأخيرة وهي معركة الرأي العام علّهم ينقلون الحاضنة الجنوبية من النقيض إلى النقيض، بافتعال قضية في سقطرى وحشد تغطية إعلامية وإشاعات حولها، ثم جاء الهجوم اليوم على مدينة أحور لخلق دربكة في الرأي العام الجنوبي.
إن أحداث سقطرى ومعارك أحور أجلت التوقيع على اتفاق الرياض، مع أن التوقيع رسمياً قد تم ولم يبقَ إلا الإشهار البروتوكولي.
الهدف هو خلخلة ثقة حاضنة الانتقالي به، وإحباطهم بعدم كفاءته، وكذلك خلق قلق في أوساط الناس بأن المليشيات تستطيع أن تدخل عدن لو أرادت، مع أن ذلك كله دربكة مثل الدربكة التي عملوها في مودية!
أحور واقعة بين ثلاث مناطق كلها مع مليشيات مأرب، وهي محاصرة منذ غزوة عدن..
لكن ‏لماذا هجوم مليشيات الإصلاح على أحور اليوم؟!، في الوقت الذي جماهير الجنوب متهيأة نفسياً وشعبياً للتوقيع، والمدينة أصلاً محاصرة من ثلاث جهات والرابعة البحر، بمعنى أنها في حكم الساقطة عسكرياً منذ الغزوة الأخيرة، تريد المليشيات أن:
- خلخلة الحاضنة الشعبية للانتقالي بعدم كفاءته واستكانته وعدم رده، ترافق ذلك وتغريدات وإشاعات محسوبة عليهم أنه بعد خروج الإمارات لا تستطيع أية قوة أن تواجه مليشيات الإخوان، فأي قوات جنوبية كانت تستمد قوتها من وجود قوة الإمارات، وانسحاب الإمارات يعني فشلها.
- ضجة إعلامية تتجّه لراعية الاتفاق أن لدينا صقور لا نستطيع السيطرة عليهم وتتجه أيضا للحاضنة الشعبية للانتقالي علها تحبطها.
- استدراج قوات الانتقالي لتتخذ ردة فعل عسكرية ضد قوات الشرعية في شقرة، وهي من نقاط التماس التي وقفت غزوة الإخوان فيها، ثم إظهارها للمملكة أنها تخترق اتفاق الأمر الواقع الذي انتجته الغزوة
‏لدي يقين أن القضاء على مشروع الإخوان سيبدأ من الجنوب، وأنهم سوف يشعلون حرباً فيه مهماً كانت الأحوال، سواء قبل التوقيع أو بعده، لأنهم مرتبطون بقوى إقليمية يهمها توريط السعودية في حرب عصابات وحرب مدن، ولا اعتقد أن ذلك بعيد عن واضع الإستراتيجية في الرياض، وأيضاً سوف يشعلون الحرب حفاظاً على شعبيتهم في مناطق الشمال التي ظلوا يحقنونها بتكفير الجنوب ودعوة استقلاله وسيبررون بأنهم قاتلوا من أجل الوحدة، ولم يفرطوا فيها في أقسى الأحوال.