تحالف الأشرار.. تبادل أسرى يوطِّد العلاقات الحوثية - الإخوانية
عزَّز حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي المخترِق لحكومة الشرعية، من علاقاته مع المليشيات الحوثية، في طعنة غادرة بالتحالف من قِبل الحكومة التي تدعي الحرب على الانقلابيين وحازت على دعم كبيرٍ من التحالف.
ويعتبر تبادل الأسرى، عاملًا رئيسيًّا في السبل التي تعزِّز العلاقات بين المليشيات الحوثية وإخوان الشرعية، الذين يُسيطرون على مجاميع مسلحة، ألحقها حزب الإصلاح فيما أسماه "الجيش الوطني".
مليشيا الحوثي أعلنت اليوم الاثنين، تسلّم عشرة من أسراها، في عملية تبادل أسرى مع حزب الإصلاح بمحافظة الجوف.
عبدالقادر المرتضى مسؤول ملف الأسرى لدى الحوثيين قال في تغريدة له نشرها في حسابه على "تويتر": "تم تحرير 10 من أسرى الجيش واللجان الشعبية (مسلحون حوثيون) بعملية تبادل عبر وساطة محلية في جبهة الجوف".
ونشر المرتضى أسماء الأسرى العشرة المفرج عنهم، دون التطرق لتفاصيل أخرى.
وكثيرًا ما فُضِح أمر العلاقات سيئة السمعة بين المليشيات الحوثية ونظيرتها الإخوانية، على النحو الذي طعن به "إخوان الشرعية" التحالف العربي من الظهر، بعدما ارتمى حزب الإصلاح في أحضان المليشيات الانقلابية الموالية لإيران.
ولوحظ في الفترة الأخيرة تكثيف التقارب بين الحوثيين والإصلاح لا سيّما بعد التوقيع على اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، حيث حاولت المليشيات الإخوانية ونظيرتها الحوثية إفشال هذا الاتفاق بسبب آثاره الكبيرة التي تطالهما.
ولعل التبادل الأشهر للأسرى بين الحوثيين والإصلاح، تمَّ في منتصف أكتوبر الماضي، عندما أفرجت مليشيا الحوثي، عن عشرة عناصر إخوانية بينهم خمسة كانوا معتقلين منذ نحو ثماني سنوات على خلفية محاولة اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح في تفجير جامع النهدين عام 2011.
وتضمنت قائمة العشرة المفرج عنهم، عبدالله سعد الطعامي، ومحمد أحمد علي عمير، وغالب العيزري، وإبراهيم احمد الحمادي، وشعيب محمد البعجري، وحباري الاعوج، وحصن علي الاهجري، وهلال عكروت، وفواد الكبودي، وصالح علي أحمد البهلوي.
فيما أفرجت المليشيات الإخوانية عن 14 حوثيًّا، هم عبدالله محمد محمد المزيجي، ونايف محمد حميد صالح النجار، ويحيى محمد مصلح صالح المغربي، وعبدالحميد عبدالله حسين عامر، وعبدالقادر محمد إسماعيل عثمان الوزير، وعلي علي حسين علي صالح البحر، وحامد محمد سعد علي المنتصر، وبدر علي محمد حصن، وصلاح سعد صالح علي العفيري، وعز الدين يحيى بازل، وفارس محمد فارس الحمزي، وهاشم المتوكل، وعلي صالح الصوفي، ومحمد علي السراجي.
هذا التطور النوعي في العلاقات الحوثية الإخوانية، حمل الكثير من الدلالات، لا سيّما بالنظر إلى تزامنه مع اتفاق الرياض الذي يعتبر استئصالًا لنفوذ حزب الإصلاح سياسيًّا وعسكريًّا، كما يعتبر نقطة ضبط للحرب على المليشيات الحوثية، التي شوَّه مسارها حزب الإصلاح الإخواني.
التنسيق الحوثي الإخواني تجلّى كذلك في تحركات مشتركة من خلال تصعيد الهجمات الحوثية مع قيام المليشيات الإخوانية بإشعال فوضى في العاصمة عدن عبر اشتباكات مفتعلة بها، وهو ما كشفه الناطق باسم القوات الجنوبية النقيب ماجد الشعيبي.
وبسحب الشعيبي، فإنّ هناك هدفًا استراتيجيًّا حوثيًّا وهو تجميد ميناء عدن وقطع الخط الرابط بين صنعاء والضالع باعتباره خطًّا دوليًّا، مقابل فتح ميناء الحديدة، فيما تستخدم المليشيات الحوثية نظيرتها الإخوانية لتنفيذ هذه المهمة، إلا أنّه تمّ إحباط كل هذه المخططات، حيث تقف القوات الجنوبية في موقع متقدم بخطوات مستمرة.
التعاون والتنسيق بين إخوان الشرعية والمليشيات الحوثية تطرَّق إلى مختلف المجالات؛ تأكيدًا على حجم المصالح المتبادلة بينهما، وهو ما كبَّد التحالف العربي مسؤولية تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا بعد كل هذه الخيانات الإخوانية.
ومن بين أحدث حلقات هذا التقارب، اتفق حزب الإصلاح، المخترق لحكومة الشرعية، مع المليشيات الحوثية على وقف العمليات العسكرية بشكل رسمي من خلال الحديث عن ضرورات إنسانية، وفيما يتعلق بالحديث عن فتح طريق الحوبان الحوض شمالًا وطريق غراب بيرباشا غربًا.
الاتفاق نصّ على أن تعلن مليشيا الحوثي فتح الطرق ونزع الألغام مقابل إعلان قوات "إخوان الشرعية" في تعز وقف العمليات العسكرية في جبهات مسار الطرقات التي سيتم فتحها، كما يتضمّن الاتفاق فتح طريق الحوبان جولة القصر الحوض شمالاً وطريق الغرب غراب الأربعين غربًا، ما يعني إيقاف "الإصلاح" العمليات العسكرية بشكل معلن ورسمي من قبل قوات الشرعية في تعز وانتهاء ما تسمى بمعارك تحرير تعز والتي يتغنى بها "الإصلاح".
الاتفاق الحوثي الإخواني لوقف العمليات الحربية في تعز يقتصر على جبهات المدينة، بينما تكثف المليشيات من وجودها في جبهات محسوبة ضمن مسرح عمليات اللواء 35 مدرع في الصلو والكدحة والأقروض وغيرها.