لهذا السبب وول ستريت خفضت توقعاتها بشأن أرباح الشركات الأمريكية
في عاصفة جديدة تجتاح بالاقتصاد العالمي خفضت "وول ستريت" الأمريكية بشكل كبير توقعات أرباح الشركات الأمريكية للأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2019، ما وضع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في سبيله لتسجيل أبطأ وتيرة نمو للأرباح السنوية منذ أربعة أعوام.
أربعة أخماس الشركات الأمريكية الكبرى تقريبا أعلنت أرقام الربع الثالث وأبلغت المستثمرين بتحديثاتها للتوقعات، ومن المرجح أن ترتفع الأرباح 0.8 في المائة فقط خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام. وهذا أقل من توقعات أشارت إلى 4.1 في المائة في بداية تشرين الأول (أكتوبر)، وفقا لـ"ريفينتف" Refinitiv، وبعيدا عن 7.2 في المائة كانت متوقعة حتى عهد قريب هو تموز (يوليو).
انخفاض أرباح الربع الثالث بمستوى أقل من المتوقع ساعد على إبقاء الأسهم في مسار الارتفاعات القياسية في الأيام الأخيرة، على الرغم من الحرب التجارية العالمية التي طال عليها الأمد والاتجاه غير المؤكد لأسعار الفائدة الأمريكية.
هذه الآفاق الضعيفة إلى جانب توقعات جديدة بأن نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة قد ينخفض إلى 1 في المائة أو أقل في الربع الرابع، تثير أسئلة حول ديمومة ارتفاع سوق الأسهم.
بسحب باتريك بالفري، كبير استراتيجيي الأسهم في مصرف كريدي سويس "الشيء الذي من المرجح أن نراه في هذا الربع والربع التالي هو استمرار الأرباح الضعيفة التي شهدناها خلال عام 2019". وأضاف: "هناك عنصران متميزان يلقيان بثقلهما في هذا الصدد. أحدهما هو الضغط على هوامش شركات التكنولوجيا، والثاني انخفاض النفط على أساس سنوي".
التقديرات الخاصة بأرباح مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في الربع الرابع لا تمثل سوى تحسن متواضع عما كان عليه الحال في الأشهر الثلاثة المنتهية في أيلول (سبتمبر). ومع إبلاغ 383 شركة عن أرقامها حتى الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر)، من المتوقع الآن أن تتقلص الأرباح 0.7 في المائة. وفي حال تم استثناء قطاع الطاقة، من المرجح أن يكون نمو الأرباح 1.9 في المائة.
تتوقع "ريفينتف" الآن نمو أرباح مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عام 2019 بنسبة 1.3 في المائة، وهو أبطأ معدل منذ ارتفاعه 0.2 في المائة عام 2015.
"مع بدء إسدال الستار على موسم التقارير الحالي، نجد أننا قلقون أكثر من استمرار تطهير أساسي في سوق الأسهم الأمريكية حيث يواصل المستثمرون مناقشة توقيت وسبب نهاية الدورة دون وجود نهاية في الأفق"، كما قالت لوري كالفاسينا، رئيسة استراتيجية الأسهم الأمريكية في "آر بي سي كابيتال ماركيتس".
البيانات حول الآفاق المستقبلية من عدد من الشركات الرائدة أثارت أعصاب المستثمرين. خفضت "كاتربيلار" التوجيهات الخاصة بأرباحها لهذا العام، مشيرة إلى التوترات التجارية التي تؤثر في الطلب على معدات البناء والتعدين. وحذرت "أمازون" من أن مبيعات موسم العطلات ستكون خفيفة.
وتسببت شركة تكساس إنسترومينتس Texas Instruments في موجة بيع كبيرة في أسهم شركات تصنيع الرقاقات بقولها إن الطلب ضعيف على الرغم من أن منافستها الأكبر "إنتل" رفعت توجيهها عن كامل العام، قائلة إن وحدة الحوسبة السحابية لديها انتعشت.
لاحظت كالفاسينا في مذكرة للعملاء أن "معظم الشركات التي تم سؤالها امتنعت عن إعطاء توقعات دقيقة فوق الحد لعام 2020. والشركات التي فعلت سلطت الضوء على المخاطر والضغوط المستمرة من حالة عدم اليقين في الاقتصاد الكلي، والتجارة، وأسعار الفائدة المنخفضة، لكن النغمة لم تكن سلبية بشكل مفرط".
استنادا إلى حسابات "ريفينتف"، التقديرات الخاصة بنمو الأرباح المتوقع في الربع الأول والثاني والثالث من العام المقبل هي الآن أقل بواقع نقطتين مئويتين على الأقل مما كانت عليه قبل أربعة أسابيع. وقد خفض ذلك توقعات عام 2020 الإجمالية إلى 10.1 في المائة، مقارنة بـ11.2 في المائة في بداية تشرين الأول (أكتوبر).
عادة ما يعدل المحللون توقعاتهم المستقبلية الصعودية عدة مرات مع اقتراب الموعد الفعلي. في بداية تموز (يوليو) كان من المتوقع أن ترتفع أرباح الربع الثالث 0.8 في المائة، لكن تم تخفيض تلك النسبة إلى انكماش بنسبة 2.2 في المائة في بداية تشرين الأول (أكتوبر).
هذا المستوى المنخفض هو أحد الأسباب الرئيسة التي دفعت المستثمرين إلى نظرة متفائلة نسبيا بشأن الأرباح الأخيرة، ما أدى إلى دفع مؤشر ستاندرد آند بورز500 إلى تحقيق مكاسب بلغت 23 في المائة عن السنة حتى الآن. ومن العوامل التي ساعدت على ذلك أيضا أن نسبة الشركات التي تفوقت على توقعات المحللين كانت متوافقة تقريبا مع متوسطها على مدى الأرباع الأربعة الماضية؛ عند نحو 74 في المائة.
سيشهد الربع الثالث أرباحا فصلية تقل عن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، بالنظر إلى أن البيانات الأخيرة أظهرت أن الاقتصاد الأمريكي حقق نموا بلغ 1.9 في المائة في الأشهر الثلاثة المنتهية في 30 أيلول (سبتمبر).
الأرباح المتوقعة بنسبة 0.8 في المائة للربع الرابع انخفضت الآن في ظل توقعات الناتج المحلي الإجمالي الصادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، التي تشير إلى أن نمو أكبر اقتصاد في العالم سيكون بنسبة 1 في المائة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2019. ويتوقع قسم "ناوكاست" في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.8 في المائة.