بلاك فرايداي تتحول لاحتجاجات ومظاهرات غضب في أوروبا

السبت 30 نوفمبر 2019 02:56:19
"بلاك فرايداي" تتحول لاحتجاجات ومظاهرات غضب في أوروبا
تحولت "الجمعة السوداء" لاحتجاجات في مختلف أرجاء أوروبا للتنديد بالأضرار البيئية للاستهلاك المفرط، فيما اجتاح المتسوقون المحال والإنترنت في يوم "الجمعة السوداء"، التقليد الذي نشأ في الولايات المتحدة في اليوم التالي لعيد الشكر والذي تقدم فيه المحلات خصومات كبرى.
وفكرة "الجمعة السوداء" انتشرت على الصعيد العالمي خلال السنوات القليلة الماضية، ما دفع معارضين للتحذير من أنها مناسبة تشجع على الإنفاق المسرف.   
وهذا العام، قرر النشطاء استهداف الأضرار البيئية للتسوق، خصوصا عمليات تسليم ملايين البضائع من أمازون وتجار التجزئة الآخرين إلى المتسوقين.
واعتبرت منظمات غير حكومية فرنسيّة غلق عشرات النشطاء لمركز توزيع تابع لشركة أمازون خارج باريس "يوما أسود لأمازون".
ونشرت الحملة على "تويتر" صورا لمحتجين تفرقهم الشرطة بعنف قرب مركز أمازون في ليون.
وقال جان فرانسوا جوليارد، مدير فرع منظمة غرين بيس، إنّ "أمازون اليوم تصدر غازات دفيئة بحجم دولة"، وذلك في اعتصام أمام مقر الشركة العملاقة في شمال باريس الجمعة.
وكانت وزيرة البيئة الفرنسية إليزابيث بورن حذّرت، في وقت سابق هذا الأسبوع، من "جنون الاستهلاك" والتلوث الناجم عن الجمعة السوداء.  
في الوقت نفسه، شكّل نشطاء شباب سلسلة بشرية لمنع المتسوقين من الوصول إلى المتاجر في مركز التسوق في لاديفانس، الحي التجاري في غرب باريس، كما شكلوا سلاسل بشرية مماثلة في وسط مدينتي سان إتيين وروان.
وفي ستراسبورج، كتب ناشطون رسائل ضد النزعة الاستهلاكية على واجهات المتاجر، كما وضعوا صمغا على أقفال الأبواب، ما تسبب في تأخير فتح عشرات المحال.
وقال سليفات تروك، العضو في مجموعة "شباب من أجل المناخ" في مرسيليا، إنّ "الجمعة السوداء" تشكّل "رمزا لما نحاول أن نحاربه".
لكنّ العديد من بائعي التجزئة في جميع أرجاء فرنسا قالوا إنّ اليوم شهد نشاطا كثيفا رغم الأمطار الغزيرة.
وفي ألمانيا، دخل مئات من عمال أمازون في إضراب، في تصعيد لمعركتهم للحصول على رواتب وظروف عمل أفضل.
ويستمر الإضراب الذي دعت إليه نقابة فيردي العمالية النافذة حتى الثلاثاء المقبل، ليغطي أيضا يوم "الإثنين السيبراني" وهو مناسبة أخرى تشهد خصومات إلكترونية كبيرة تشكّل موعدا مهما لأمازون.
وقالت النقابة في بيان: "عملهم (العمال) لا يمكن أن يتم بأسعار زهيدة"، داعية لاتفاق عمل جماعي يضمن "راتبا يكفي متطلبات الحياة ووظائف جيدة وصحية".
وفي النمسا، نجح 15 ناشطا من حركة مناهضة للرأسمالية في منع شاحنات من مغادرة مركز توزيع أمازون في مقاطعة النمسا السفلى، متهمين الشركة بتهديد التجارة المحلية وقطاع التوظيف.
وفي هولندا، دعا طلاب لتنظيم سلسلة بشرية في ماستريخت دفاعا عن المناخ.
وحثّ آخرون الناس على وقف الشراء تماما للاحتجاج على المناسبة المستلهمة من الولايات المتحدة، خصوصا عبر حملة "لا تشتروا شيئا الجمعة" في برادفورد في شمال إنجلترا التي نظمها فنانون.
لكن العديد من تجار التجزئة البريطانيين أعربوا عن أملهم في أنّ تدعم الخصومات الكبيرة حركة المبيعات التي سبق أن دفعت ضريبة بريكست.
وفي مدريد، نظّم نشطاء جرين بيس مسيرة قبل أيام من افتتاح مؤتمر للأمم المتحدة حول مكافحة تغير المناخ.
ورفعوا لافتة على واجهة أحد المباني في جادة غران فيا، أحد شوارع التسوق الرئيسية في العاصمة الإسبانية، كتب عليها "النزعة الاستهلاكية = أزمة المناخ".
وبمواجهة هذه الحملات، دافع فريدريك دوفال المدير التنفيذي لشركة "أمازون فرنسا" عن سجل الشركة في مجال البيئة.
وقال لإذاعة "آر تي إل" إنّ "البيئة مهمة للغاية بالنسبة إلينا، إنها في صميم استراتيجيتنا"، مشيراً إلى أن أمازون طلبت 100 ألف سيارة توصيل كهربائية. وأوضح أن شركة "أمازون فرنسا" ستكثف جهودها لضمان تسليم البضائع غير المبيعة للمؤسسات الخيرية بعد تقارير أفادت بأن الشركة قامت بتدمير العديد من هذه المنتجات.