حلم أبطال آسيا يراود الهلال السعودي

السبت 18 نوفمبر 2017 06:51:33
حلم أبطال آسيا يراود الهلال السعودي
وكالات:

تتجه أنظار عشاق كرة القدم بالقارة الآسيوية، مساء السبت، إلى ملعب الملك فهد الدولي بالرياض، حيث يُلعب ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا، بين الهلال السعودي، وأوراوا الياباني. ويترقب أنصار الهلال هذه المباراة على أحر من الجمر، لكسر عناد البطولة القارية، الذي لازم الفريق الأزرق، منذ استحداثها تحت اسم دوري أبطال آسيا، عام 2003.

وهذه المرة الثانية التي يلعب فيها الهلال نهائي البطولة (تحت المسمى الحديث)، بعد عام 2014، أمام سيدني ويسترن الأسترالي، عندما خسر اللقب وسط دهشة مشجعيه، بالنظر إلى أن المنافس كان فريقا مغمورا آنذاك، مقارنة بسجل الهلال، على الصعيدين المحلي والقاري. وتختلف الظروف الفنية للهلال حاليا، حيث بات يمتلك مجموعة من الركائز الأساسية للمنتخب السعودي، فضلا عن وجود الأرجنتيني، رامون دياز، المدير الفني للفريق، الذي كوّن كتيبة منسجمة. وستكون هذه المرة الثانية أيضا، التي يواجه فيها الهلال فريقا يابانيا، في نهائي البطولة، بعدما التقى، في موسم 1999-2000، مع جوبيلو إيواتا.

وتوّج الهلال حينها باللقب، عبر هاتريك للبرازيلي، سيرجيو، في استاد الملك فهد الدولي، بعد الفوز 3-2. وتأهل الهلال لنهائي هذه النسخة، بعدما خاض 12 مباراة، دون أي خسارة. وحسم الهلال صدارة المجموعة الرابعة، منذ الجولة الخامسة، وتأهل ليلاقي استقلال خوزستان في دور الـ16، حيث فاز عليه ذهابا وإيابا 2-1.

وفي دور الثمانية، لعب الهلال مع العين الإماراتي، وخرج الذهاب بالتعادل السلبي، وفي الإياب سحق الهلال، العين، بثلاثية دون رد. وصعد الفريق السعودي لنصف النهائي، ليواجه يبرسبوليس الإيراني، حيث اكتسحه برباعية ذهابا، وتعادل في الإياب 2-2، ليتأهل للمباراة النهائية.

قائد الهلال ومدافعه أسامة هوساوي يعتبر بان ميزان القوى بدأ يتجه نحو غرب القارة، بعد العروض القوية لمنتخبات هذه المنطقة في تصفيات كأس العالم حيث تأهلت السعودية وإيران إلى مونديال روسيا 2018. وقال الهوساوي “في السابق، كانت فرق شرق آسيا تملك الأفضلية، لكن اليوم نشهد انتقال ميزان القوى نحو الغرب بعد أداء أفضل لفرقها”.

وتابع “على سبيل المثال، وخلال تصفيات كأس العالم واجهنا كل من أستراليا واليابان وتفوقنا عليهما في الترتيب العام”. وأضاف “هناك فرق قوية في الشرق والغرب بطبيعة الحال، لكن يجب الإشارة إلى أن منتخبين من غرب آسيا بلغا نهائيات كأس العالم”.

والهلال هو الفريق الوحيد الذي لم يخسر أي مباراة في هذه البطولة خلال الموسم الحالي بفضل صلابته الدفاعية، لكنه أيضا يملك قوة ضاربة في الهجوم بقيادة السوري الدولي المتألق عمر خريبين هداف البطولة برصيد 9 أهداف الذي يسعى إلى أن يكون أول آسيوي يتوج هدافا للمسابقة منذ أن نجح في ذلك الكوري الجنوبي لي دونغووك عام 2011.

ويبدو خريبين متحفزا لقيادة الهلال إلى لقبه الأول في دوري أبطال آسيا، حيث قال “تحقيق لقب دوري أبطال آسيا مع الهلال سيكون أعظم انتصار في مسيرتي الكروية. كل لاعب في القارة يحلم باللعب في المباراة النهائية للبطولة، وأتمنى أن أقدّم كل ما لديّ من أجل قيادة الهلال للتتويج”.

وأعرب الهوساوي بأن فريقه مصمم على رفع الكأس الغالية هذه المرة بقوله “نحن مصمّمون على رفع الكأس. لقد بلغنا الدور النهائي لأننا بذلنا جهودا شاقة ونريد تحقيق هذا الهدف”. وتابع “مباراة الذهاب في الدور النهائي غالبا ما تكون حاسمة لا سيما بمؤازرة جمهورنا. سنخوض المباراة الأولى على ملعبنا ويتعيّن علينا أن نستغل هذا الأمر”.

ويملك الهلال قوة ضاربة في خط الهجوم فبالإضافة إلى وجود خريبين هناك البرازيلي كارلوس إدواردو حيث سجلا معا 16 هدفا من أصل 25 هدفا سجله الفريق في دوري أبطال آسيا هذا العام. واعتبر مدرب الهلال الأرجنتيني رامون دياز بأن فريقه يدخل المباراة بمعنويات عالية رغم قوة الفريق المنافس وقال “أوراوا فريق رائع. فهو يملك مجموعة موهوبة من اللاعبين على الصعيد الفردي.

لقد أظهر أحقيته في التواجد في هذه المرحلة من البطولة”. وأضاف “المباريات النهائية دائما ما تكون مميزة كما أنها خطيرة أيضا لأن ثمة الكثير على المحك والمشاعر تكون جياشة. لكن ثمة رغبة وثقة لدى لاعبي فريقي”.

-اللقب الثاني

في المقابل، ستكون هذه المرة الثانية، التي يلعب فيها الفريق الياباني، الذي تأسس عام 1956، نهائي دوري أبطال آسيا، بعد نهائي نسخة 2007، التي فاز بلقبها. وتأهل أوراوا للنهائي، بعد مشوار صعب، حيث وقع في مجموعة تضم ويسترن سيدني الأسترالي، وإف سي سيول الكوري الجنوبي، وشنغهاي الصيني.

وكانت المفاجأة في انتصارات أوراوا المدوية، وعلى رأسها فوزه على سيول بخماسية، ثم اكتساحه لسيدني بنتيجة 6-1، قبل تخطي عقبة جيجيو الكوري، ثم مواطنه، كاوساكي فرونتال الياباني. وفي نصف النهائي، أطاح أوراوا بمنافسه شنغهاي الصيني، ليصعد لموقعة الهلال.

ويعتمد أوراوا على طريقة لعب (1-4-1-4)، ويُعد محترفه البرازيلي، رافائيل سيلفا، أخطر لاعبيه، بفضل سرعته في الاختراق، وقدراته التهديفية، إلى جانب الهداف، شينزو كوروكي، الذي سجل 19 هدفا هذا الموسم، وهناك أيضا صانعا اللعب، كاشاواغي وناغاساوا.

كما يتمتّع الفريق بوجود المدرب تاكافومي، الذي أعاد البريق لأوراوا، رغم أنه لم يكن نجما في عالم التدريب، وكان لاعبا عاديا في صفوف أوراوا، والبعض من الفرق اليابانية الأخرى. وسبق لتاكافومي تدريب الفريق في عام 2011، ولم يحقق النجاح حينها، خاصة أنه جاء كمدرب مؤقت، لمدة خمس مباريات، وفاز مرتين فقط، ثم عمل مساعدا للمدير الفني الصربي، ميهايلو بيتروفيتش.

ويعتبر قائد أوراوا ريد دايموندز المخضرم يوكي إبي (36 عاما) هو الوحيد الباقي من الفريق الذي توج باللقب القاري للمرة الآخيرة والوحيدة عام 2007. وأعرب إبي عن أمله في رفع الكأس تكريما لمدربه تاكافومي هوري بقوله “لقد تدربت بإشراف مدربين عدة خلال مسيرتي، لكن هوري هو الذي ساهم في تطوير مستواي أكثر من الآخرين، وبالتالي أريد أن أساهم في إحراز اللقب من أجله”.

-دون هزيمة

تابع “عام 2007 لم نخسر أي مباراة وهذا الموسم لم يخسر الهلال ويقدم اداء كبيرا ولم يخسر بدوره. لكن اذا كان بالإمكان، نريد مغادرة الرياض وفي جعبتنا هدف أو التعادل على الأقل”. وتقام مباراة الإياب في 25 نوفمبر في سايتاما.

ومنذ تأسيس هذا الملعب عام 1987، وهو يعد مسرحا لأكبر المناسبات الكروية التي تشهدها السعودية، وظل طوال تاريخه شاهدا على نهائيات آسيوية لا تنسى، كانت أطرافها فرق سعودية، خاصة ثلاثي العاصمة، الهلال والنصر والشباب ، فضلا عن مناسبات كبرى كان المنتخب السعودي حاضرا فيها بقوة.