انتشار كثيف للجيش السوداني قبيل مليونية الزحف الأخضر لأنصار البشير
عزز الجيش السوداني، اليوم الجمعة، تواجده في محيط ساحة القيادة العامة وسط العاصمة الخرطوم، قبل ساعات من مليونية ”الزحف الأخضر“ التي تأتي بالتزامن مع جلسة النطق بالحكم في مواجهة الرئيس المخلوع عمر البشير بشأن فساد مالي.
وأعلنت القوات المسلحة السودانية إغلاق الطرق المؤدية إلى مقر القيادة العامة، وقالت في بيان:“تجدد القوات المسلحة العهد بحماية مكتسبات الشعب السوداني وثورته المجيدة، وتحيّ المواطنين في ذكراها الأولى، وتترحم على أرواح شهدائها عسكريين ومدنيين“.
وأفاد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، عامر محمد الحسن، أن القوات المسلحة ثابتة على مبدأ حرية التعبير وممارساته السلمية المختلفة، وهي حارس أمين لتطلعات الشعب السوداني، وعلى مسافة واحدة من أشكال تعبيره وممارسته للديمقراطية والحرية.
ودعا المواطنين لتوخي الحيطة والحذر، والابتعاد عن المناطق العسكرية بكل الولايات تزامنًا مع الإعلان من بعض الجهات عن تسيير مواكب لم تعلن عن مساراتها.
ونوه إلى أنه سيتم إغلاق كافة الطرق المؤدية إلى مقر القيادة العامة، يوم غدٍ السبت، وقال إن إغلاق الطرق سيمتد على طول شارع ”الطابية“ وجميع الطرق الفرعية المؤدية إليه.
واستبقت لجان المقاومة، مليونية ”الزحف الأخضر“، بتظاهرات شارك فيها الآلاف في مدينة أم درمان تخليدًا لثورة ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ووضعت قوات عسكرية، حواجز خرسانية ضخمة على الطرق المؤدية إلى ساحة القيادة وسط الخرطوم، تحسبًا لدخول موكب ”الزحف الأخضر“ إلى الساحة التي شهدت اعتصام الثوار في يونيو/ حزيران الماضي.
وفيما دعا لمليونية ”الزحف الأخضر“ أنصار الرئيس المعزول عمر البشير على وسائل التواصل الاجتماعي، نفى رئيس حزب المؤتمر الوطني إبراهيم غندور، صلة حزبه بالموكب.
لكن غندور قال عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي ”فيسبوك“ الأسبوع الماضي:“ليس هناك مشكلة، إذا اعتبروا رفضنا لحل حزبنا، وتظاهُرنا، بأنه أمر غير قانوني، حينها لا تصبح هناك حرية، ولا عدالة، ولا سلام، بل يصبح الأمر حربًا على مواطنين يمارسون حقهم القانوني“.
وأفاد رئيس القطاع السياسي بحزب البشير ”المحلول“، محمد مصطفى الضو، أن موكب ”الزحف الأخضر، في 14 ديسمبر لا يستطيع حزبه تبنيه، لأنه سيكون أكبر من المؤتمر الوطني“، وقال:“المسيرة يقوم بها مواطنون، يرغبون في التعبير عن آرائهم بشأن الحكومة الانتقالية“.
وبحسب مؤيدي الموكب، فإنه يحمل مذكرة ستسلّم إلى المجلس السيادي تطالب بإصلاح مسار الحكومة الانتقالية.
وتبرَّأ ”الخميس“، حزب المؤتمر الشعبي الذي أسسه الراحل حسن الترابي، من موكب ”الزحف الأخضر“، وقال إنه لن يشارك فيه.
لكن قيادات في حزب الترابي، منهم الناجي عبد الله، دعت رسميًا الشعب السوداني إلى المشاركة في موكب 14 ديسمبر/ كانون الأول الحالي.
وبدأ السودان، في 21 أغسطس/ آب الماضي، مرحلة انتقالية تستمر 39 شهرًا يتقاسم خلالها السلطة المجلس العسكري ”المحلول“ وقوى الحرية والتغيير قائدة الاحتجاجات الشعبية، تعقبها انتخابات عامة.
وتحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بحكم الرئيس البشير، عزل الجيش السوداني، في 11 أبريل/ نيسان الماضي، البشير من سلطته التي استمرت 30 عامًا.