تقرير أمريكي مثير للصداع والغثيان

شرت "الأيام" في عددها الصادر الأحد، الموافق 22 ديسمبر 2019، خبرا عنوانه (تقرير أمريكي: فشل اتفاق الرياض سيعيد نشاط القاعدة وداعش بمناطق الجنوب".

وورد في التقرير المفبرك بأن تنظيمي القاعدة وداعش تعرضا لضربات موجعة من قبل قوات جنوبية دربتها الإمارات، كما أن رقعة انتشار داعش في جنوب اليمن تقلصت كثيراً بفضل ما قامت به تلك القوات المدعومة من الإمارات وقطعت بذلك الطريق أمام داعش، وأعلن التقرير الأمريكي صراحة أن الضغط الإماراتي جعل الأرض رخوة تحت أقدام داعش، بيد أن القاعدة لا تزال نشطة وبارعة في استخدام الفراغات بحسب الملعوب الاستخباري في المنطقة، وثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الأمريكان لا يزالون يمارسون الضغط على ذقون العرب.

بحسب الملعوب الاستخباري الأمريكي، هناك سيناريوهان لمستقبل التنظيمين الأمريكيين (القاعدة) و(داعش) في حال تعثر تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الانتقالي والشرعية، ويقضي السيناريو الاستخباري الأمريكي نشوب قتال ضارٍ بين الخصوم (الشرعية والانتقالي على غرار قتال 13 يناير 1986م) بسبب الانهيار التام للاتفاقية، وهنا سيخرج تنظيم القاعدة من قاعدته الأساسية، لجمع موارد قيمة أو استعادة الأراضي، خاصة في محافظة أبين المتنازع عليها بشدة.

بفعل السناريو الأمريكي ستتقلص وتيرة تنفيذ الاتفاق، وبموجب السيناريو الأمريكي سيترتب على التنفيذ البطيء للاتفاق بأن يسعى التنظيمان الأمريكيان (القاعدة وداعش) إلى الاستفادة من ذلك الاستيلاء على الأراضي والموارد أو على الأقل زرع المزيد من الاضطرابات من خلال الاغتيالات والهجمات الانتحارية.

يتسلطن التقرير الأمريكي في هندسة المشاعر عند الغير عند إشارة التقرير "ليس لدى السعودية وهادي حافز يذكر لنقل القتال مباشرة إلى تنظيم القاعدة في البيضاء".

يعرج التقرير الأمريكي المثير للغثيان والصداع على التحالف العربي ويذكره بخير عند الإشارة "في الوقت الذي يعمل فيه التحالف العربي على معالجة قضيتين من أكثر القضايا أهمية في الحرب، ظلت مشكلة رئيسة أخرى قائمة وهي استمرار تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية وداعش فرع اليمن".

أفاض التقرير الأمريكي في كرمه المثير للغثيان عندما أشار إلى أن الانتقالي من خلال قواته حافظ على مستوى من الاستقرار والأمن في جنوب اليمن، الأمر الذي منع القاعدة وداعش من العمل بحرية أو استعادة الأرضي التي استولوا عليها.

ماذا يخبئ الأمريكان للعرب في الجزيرة والخليج وفي جنوب اليمن؟ ولاشك أن مصالح بريطانيا تم استيعابها في خارطة السيناريو الأمريكي الرامي إلى تنفيذ مخطط سايكس بيكو 2، وكيف ستكون الخارطة في المنطقة، وهي خارطة جديدة متغيرة المعالم؟ وسمعنا عن قوات محلية هنا وهناك، وتبقى كلمة الله هي العليا صاحبة أعاصير فتاكة وأسماؤها محدودة.. ترى هل سيحركها المولى أم أننا سنقع تحت طائلة "وما ظلمناهم ولكن أنفسهم كانوا يظلمون"؟.

ربنا لا تؤاخذنا بما فعل الفاسقون منا.