الجارديان تكشف عن هشاشة وانهيار وشيك لاقتصاد لبنان
الخميس 26 ديسمبر 2019 20:15:45
في منتصف ديسمبر/كانون الأول، بعد شهر ونصف من الاحتجاجات التي شلت لبنان ووضعت طبقتها السياسية في قفص الاتهام، تسبب قس لبناني في حالة من الجدل حينما أخبر رعايا كنيسته بتخزين الطعام استعدادا لثلاث سنوات صعبة.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الكلمات التي ألقاها القس، وهو من بلدة صيدا جنوبي لبنان، اعتبرت انهيارا اقتصاديا لم يشهده لبنان منذ الحرب الأهلية.
وأشارت الصحيفة، في تقريرها، إلى أن الاقتصاد اللبناني الهش حتى في أفضل حالاته ينهار بمعدل يبعث على القلق، ما أدى إلى خفض قيمة العملة، وهروب جماعي للأموال، ووضع حد على الأموال التي يتم سحبها من المصارف، وخطر جسيم على النظام المصرفي للبلاد، وفي حال عدم حصول لبنان على حزمة إنقاذ أجنبية فسيعجز عن سداد ديونه الهائلة بحلول مارس/آذار المقبل.
وأوضحت "الجارديان" أن مدى الانهيار الاقتصادي كان واضحًا في الفترة السابقة لعيد الميلاد، مع إغلاق نحو 400 مطعم، وخواء مراكز التسوق التي تكون مزدحمة لقضاء العطلات، فضلا عن الشركات المحلية التي قالت إنها شهدت تراجعا في أنشطتها يصل لـ80%.
ومع فداحة الوضع، ظل اللبنانيون يخرجون للتظاهر في الشوارع، بعدما خرجوا في البداية للاحتجاجات على فرض ضريبة على تطبيق التراسل "واتساب". وقال فادي عبدالله، طالب من طرابلس في موقع للاحتجاجات وسط بيروت: "هذه إما النهاية وإما البداية. سنخسر أكثر إذا عدنا للمنازل. لكن على الأقل كنا جميعنا لبنانيين حقًا لبعض الوقت".
وأشارت الصحيفة إلى أن المواطنة كانت السمة المميزة للاحتجاجات، إذ لم يكن هناك مكان للعرق أو الطائفة، بل كان الآلاف يحملون أعلام لبنان بدلا من اللافتات التي تشير إلى فئة بعينها.
وأوضحت أن المخاوف من هذا الانهيار هي ما دفع اللبنانيين إلى الخروج للتظاهر ضد الطبقة السياسية الحاكمة، ولكن تحول ذلك الآن إلى شعور بالخوف من أن الصفوة الحاكمة في لبنان على استعداد لزج البلاد في أزمة أعمق لإنقاذ أنفسهم.
وذكرت أن الأحزاب السياسية التي تعهدت بالرضوخ لمطالب المحتجين والدعوات لحكومة جديدة من التكنوقراط توقفت جميعها.