ما وراء تحريض بن دغر ؟!!
د. علي صالح الخلاقي
- أهمية وصول الرئيس عيدروس الزبيدي إلى مركز القرار الدولي
- (أبو اليمامة) القائد الشهيد الأكثر حضوراً
- لا تغضب
- تهانينا للمَهْرَةِ بولادة جامعتها
" قاتلوا من أجل الوطن والقيم والانتصارات للمرجعيات الثلاث" !!
لو أن هذا الخطاب التحريضي موجه لقتال المليشيات الحوثية التي استلبت الوطن وتنكرت للمرجعيات (الثلاث) وانقلبت عليها وطلّقتها بـ(الثلاث)..لهان الأمر..حتى وأن كان المتحدث والمحرض بن دغر!!.
لكنه لم يقصد ذلك، بل وجه حديثه في الوجهة الخطأ وحرض من خلاله على فتح معركة ضد الجنوب، وكأن الجنوب هو من احتل صنعاء وطرد الشرعية وانقلب على مخرجاتها، مع أن محافظات الجنوب المحررة هي من وقفت في وجه الغزاة وآوت الشرعية، ولكنها للأسف تجازى جزاء "سِنِمَّار"، جراء سياسة حكومة بن دغر الفاسدة وحرمانها للجنوب من استحقاقات انتصاره وحرمان عدن من استحقاقاتها كعاصمة سياسية وخنقها بحرب الخدمات التي تزداد سوءا يوماً عن يوم..وهنا يحق لنا أن نتساءل:
ما الفرق بين خطاب (المؤتمري) بن دغر الذي ظهر به علينا مؤخرا وبين مواقف عفاش والحوثي من شعبنا الجنوبي ومقاومته الباسلة، خاصة حين يحرض بخطاب ممجوج وباسم الشرعية ضد شعب بكامله هو الشعب الجنوبي التي لم تجد شرعية الرئيس هادي موطئ قدمٍ لها إلا في احضانه وبحماية مقاومته الباسلة التي هزمت الغزاة الحوثعفاشيين ومرّغت أنوفهم في رمال الجنوب.
ألا يريد صنيعة عفاش وخبز يده وعجينه بخطابه التحريضي هذا أن يعيد عجلة التاريخ إلى الوراء، خاصة حينما يتلو على مسامعنا الشعار الممقوت "الوحدة أو الموت"..وكأنه يتقمص شخصية زعيمه عفاش الذي ما زال يعشش في رأسه ولا ينفك ويعيد ويستجر نفس كلماته.
الكل يعرف أن حديثك عن الوحدة في هذا الظرف هو هروب عن شبهات الفساد اللصيقة بك والتي تفوح روائحها النتنة، بل ولحرف مسار المعركة ضد المليشيات الحوثية بحجة الدفاع عن الوحدة ..مع أنك تدرك جيداً أن الوحدة قد سقطت وماتت على يد قاتلها زعيمك سيئ الذكر، ولن يسمح شعب الجنوب لك أو لأي من كان أن يقوده ثانية إلى باب اليمن كما تتوهم أنت ويتمنى أربابك وأسيادك الذين يبدو أنهم مسرورون في أنهم وجدوا إمعة "جنوبية" تحقق لهم هدفهم وتتكلم بلسان حالهم وبنفس اسطوانتهم المشروخة.
أليس الأجدر بك أن تحرض وتتأهب لمواصلة المعركة ضد من انقلبوا على شرعية الرئيس هادي وحاصروه حين كنت تخطط معهم في حضن عفاش إن كنت فعلا جاداً بأنك ستقاومهم..وخذ في بالك بأن شعب الجنوب ومقاومته الباسلة لم يقفوا وقفة مشرفة مع الأشقاء في التحالف العربي ضد مخالب إيران وأزلام عفاش لكي يعودوا ثانية إلى أحضان من غدر بهم، وأن هجومك على الجنوب يلتقي مع أجندة أسيادك وهذا ما لا يمكن أن ينطلي على شعبنا وعلى الأشقاء الذين تحاول أن تضللهم كما ضللهم زعيمك حتى انقلب عليهم وكشف حقيقته.
أما أن كنت حريصاً على أن تهدأ الأوضاع في المناطق المحررة وتستقر فعليك أن تكف أذاها وأن تذهب إلى مشارف صنعاء لتقود معارك تباب عاصمتك المسلوبة، ومن هناك يحق لك أن تهدد وتتوعد وسنأخذ حديثك حينها مأخذ الجد.. ويجب أن لا تذهب بعيداً في استثمار تضحيات شهداء الجنوب ممن قاوموا الغزاة لكي تعمل جاهداً لإعادة رموز عفاش وتدافع عن مؤتمره الطالح في الجنوب ومغازلة حلفائه في تحالف غزو الجنوب عام 1994م، فيما قد تحوث أنصارهم في عقر دارهم واصبحوا مسلوبي الإرادة والكرامة.
يقال:فاقد الشيء لا يعطيه. فعن أي قيم كبرى أو صغرى تتحدث عنها وما هي المبادئ التي تتفاخر بها..وأنت مضرب المثل للانتهازي الوُصولي الذي لا مبدأ له ولا يصغي لصوت الضَّمير، بل يسعى بكل الطرق والوسائل إلى بلوغ غاياته مهما كلَّفه الأمر، وانتهازيتك جلية وواضحة في تقلب مواقفك السياسية التي لا نعرف لها مثيلا في تاريخنا المعاصر.
ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه..