الغارة الأمريكية على ميليشيا حزب الله توقف مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية

الثلاثاء 31 ديسمبر 2019 13:47:01
الغارة الأمريكية على ميليشيا حزب الله توقف مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية

توقفت المحادثات السياسية في العراق، المتعلقة باختيار شخصية رئيس الوزراء المقبل، إثر الغارة الأمريكية ضد ميليشيات كتائب حزب الله التابعة للحشد الشعبي، في محافظة الأنبار.

وأول أمس الأحد استهدف قصف أمريكي مقرا لميليشيات حزب الله، وأوقع عشرات القتلى والجرحى، وسط إدانات واسعة من قبل القوى الموالية لإيران.

وانشغل تحالف ”البناء“ الذي يزعم امتلاكه الكتلة الكبرى في البرلمان ببحث طريقة الرد على القوات الأمريكية، في ظل الغضب المتصاعد لدى الفصائل المسلحة، التي أعلنت عزمها استهداف القواعد والمصالح الأمريكية.

وقال نائب عن منظمة بدر، بزعامة هادي العامري، ضمن تحالف ”البناء“: إن ”المفاوضات بشأن ترشيح شخصية لرئاسة الحكومة، وصلت إلى الاتفاق على طرح 3 أسماء، وهم: الفريق الركن عبد الغني الأسدي، والسياسي توفيق الياسري، ومحمد توفيق علاوي، لكن الضربة الأمريكية الأخيرة وتداعياتها على الشأن العراقي، أوقفت كل النشاطات السياسية، وحوّلت البوصلة إلى مسألة الرد والتعاطي مع الحدث“.

وأضاف النائب الذي رفض الكشف عن اسمه لـ ”إرم نيوز“، أن ”رئيس الجمهورية برهم صالح هو المعني حاليا بمسألة تكليف رئيس الوزراء، وعليه القبول بمرشح تحالف البناء“.

واعتبر النائب العراقي أن لقاء برهم صالح بالسفير الإيراني إيريج مسجدي، أمس الاثنين ”ربما هو اللقاء الوحيد، الذي بحث مسألة رئيس الحكومة، في غمرة مناقشة تداعيات القصف الأمريكي“.

الدور في فلك البوصلة الإيرانية

قال المحلل السياسي، وائل الشمري، إن ”الكتل السياسية تدور في فلك البوصلة الإيرانية بشكل واضح، فاهتمام إيران اليوم يتعلق بمسألة الهجوم الأمريكي، الموجه ضدها، وسيأخذ حيزا كبيرا من المناقشات السياسية في البلدين عبر الوكلاء والميليشيات، لاتخاذ الموقف الأخير حيال ذلك“.

ورأى الشمري في تصريح لـ“إرم نيوز“، أن ”الكتل المقربة من إيران، استغلت كذلك الهجوم، للمطالة بشأن مطالب الاحتجاجات الشعبية، وتأخير مسألة حسم منصب رئيس الوزراء، ومن المتوقع تأخر ذلك الأمر بشكل كبير، خاصة مع تصاعد التداعيات“.

ويرى مختصون في الشأن العسكري، أن الضربة الأمريكية هي الأولى من نوعها، ضد الميليشيات الموالية لإيران، خاصة وأن واشنطن تبنّتها بعد تنفيذها، وهو ما يفتح باب المواجهة على مصراعيه بين الجانبين.

وجاءت الغارات الأمريكية التي قتل فيها 25 شخصا وجرح 55 آخرين من عناصر قوات الحشد الشعبي، بعد يومين من هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية في مدينة كركوك العراقية الغنية بالنفط، وقتل فيها متعاقد أمريكي، ودارت الاتهامات في تنفيذه حول ميليشيا كتائب حزب الله، وهي نسخة عراقية عن حزب الله اللبناني.

وبعد استقالة رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، مطلع الشهر الجاري، إثر الاحتجاجات الشعبية، احتدم السجال بين الكتل السياسية، بشأن ترشيح شخصية أخرى، للمنصب، وسط خلافات حول الكتلة الكبرى التي يحق لها تقديم مرشحها، فبينما يقول تحالف ”سائرون“ التابع لمقتدى الصدر، بأنه هو الكتلة الكبرى، يرى تحالف ”البناء“، الذي يضم قوى موالية لإيران، وسنة، بأنه الأكبر ويحق له تقديم المرشح.