زهية بن قارة .. أول امرأة تنتخب رئيسة بلدية عن حزب إسلامي في الجزائر

الخميس 30 نوفمبر 2017 19:26:03
زهية بن قارة .. أول امرأة تنتخب رئيسة بلدية عن حزب إسلامي في الجزائر
المشهد العربي/ BBC
لم تختلف نتائج الانتخابات المحلية في الجزائر في عمومها عن صورتها التقليدية، وهي سيطرة الرجال سيطرة تكاد تكون مطلقة على رئاسة البلديات ومجالس الولايات. فقد فازت بالأغلبية المطلقة قوائم الحزبين الحاكمين، جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي. وعلى الرغم من أن المرأة تبوأت في الجزائر أعلى المناصب الحكومية والإدارية فكانت وزيرة وقاضية ورئيسة لمجلس الدولة، وهو أعلى هيئة قضائية في البلاد، ووالية، ترقت في الجيش إلى أعلى الرتب العسكرية، فإن منصب رئيس بلدية ظل حكرا على الرجال، إلا في القليل النادر. ويعد انتخاب امرأة لمنصب رئيس بلدية في الجزائر أصعب من انتخابها رئيسة للبلاد، ذلك لأن الانتخابات المحلية تتحكم فيها التقاليد أكثر مما تتحكم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية. ولا تزال هذه التقاليد والأفكار سيدة الموقف خاصة في المناطق الداخلية والأرياف. فمن أصل 1541 بلدية في الجزائر لم تحصل النساء على مناصب الرئاسة إلا في 4 بلديات، هي بلدية المرادية بالجزائر العاصمة، وبلدية مروانة في ولاية باتنة، وبلدية بوسفر في ولاية وهران. وكانت زهية بن قارة من بين هؤلاء أول امرأة تفوز عن حزب إسلامي، إذ فازت برئاسة بلدية الشيقارة بولاية ميلة، شرقي البلاد، عن حزب حركة المجتمع السلم. وزكاها الناخبون بالأغلبية لرئاسة بلديتهم في مجتمع معروف بنسيجه الاجتماعي المحافظ، يعتز فيه الناس بتمسكهم بالتقاليد، والكثير منهم يعتقد أن الإسلام يمنع المرأة من تولي المسؤولية العامة. وتعرف زهية، أو "الأستاذة"، كما يلقبونها، بنشاطها الاجتماعي والديني، فهي متطوعة في العمل الخيري، وتلقي دروسا ومحاضرات في الفقه والتربية والتنمية الاجتماعية، منذ أعوام، ولكن الكثيرين استغربوا ترشحها لمنصب رئيس البلدية. وأثار ترشحها في قائمة حزب حركة المجتمع السلم (الإسلامي) جدلا في المجتمع المحلي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. فقد تعرضت لانتقادات من الإسلاميين المتشددين الذين يرون أن ترشحها لرئاسة البلدية مخالف للشريعة الإسلامية، حسب اعتقادهم. ولكن هذه الانتقادات لم تكن لتثبط "الأستاذة" أو تعيق حملتها الانتخابية، فهي أستاذة في الشريعة الإسلامية ومتخصصة في الفقه، الذي من مواضيعه مسائل الحكم والولاية وحقوق المرأة وغيرها من المسائل المثيرة للجدل، على حد تعبيرها. وقالت لي إنها: "كانت تنفق ساعات طويلة من الليل على مواقع التواصل الاجتماعي تناظر وترد على أفكار منع المرأة من تولي الولاية العامة، وإنها أقنعت الكثيرين ببطلان دعواهم، وجعلتهم يغيرون رأيهم ويصوتون لها في النهاية".