جبهة الضالع.. ميدانٌ يشهد على بسالة الجنوبيين ووهن الحوثيين
أضافت القوات الجنوبية انتصارات جديدة إلى سجلها البطولي الحافل على المليشيات الحوثية، وتحديدًا في جبهة الضالع.
ففي الساعات الماضية، كبَّدت القوات الجنوبية، مليشيا الحوثي الانقلابية خسائر كبيرة بسقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصرها، من بينهم قيادات وذلك خلال مواجهات بجبهات الضالع.
وتمكنت القوات الجنوبية من تحرير مواقع جديدة غرب الفاخر فيما سقطت قيادات من المليشيات في إب وصعدة بجبهات بتار والجوب وباب غلق.
وذكرت مصادر ميدانية أن القيادي بالمليشيات المدعومة إيرانيًّا المدعو أمير علي يحيى المقداد لقي مصرعه مع خمسة من مرافقيه، وذلك بعد يومين من وصوله على رأس تعزيزات إلى جبهة الفاخر.
يأتي هذا فيما قالت مصادر طبية في إب وذمار، إنّ مستشفيات المحافظتين استقبلت عشرات القتلى والمصابين من عناصر المليشيات الحوثية خلال الأيام الأخيرة.
وتولي القيادة الجنوبية اهتمامًا كبيرًا في الحرب على المليشيات الحوثية، وقد برهن على ذلك الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أكّد - مؤخرًا - أهمية تضافر الجهود لتحرير آخر الأراضي الجنوبية من المليشيات الحوثية.
وخلال لقائه مع الشيخ علوي العفية أحد شيوخ قبيلة العواذل بمحافظة أبين، شدَّد الزُبيدي على ضرورة إفشال كل محاولات إقلاق السكينة العامة من قبل الجماعات التخريبية الممولة من جهات هدفها إفشال اتفاق الرياض.
الجنوب حقَّق على مدار الفترات الماضية انتصارات بطولية على المليشيات الحوثية، لاسيّما في محافظة الضالع، حيث تُسطِّر القوات الجنوبية دروسًا عظيمة في الدفاع عن الوطن ودحر الأعداء.
تحمل الانتصارات الجنوبية المتواصلة على المليشيات الحوثية، الكثير من الدلالات، لعل أهمها أنّ الجنوب يملك قوات مسلحة قادرة على حماية الوطن وأمنه وصون مقدراته، والتصدي لأي مؤامرات تُحاك ضده على مدار الوقت.
كما تؤكِّد هذه الانتصارات البطولية أنّ القوات الجنوبية تقف في خندق واحد إلى جانب التحالف العربي في مواجهة المليشيات الحوثية، خلافًا لحزب الإصلاح الإخواني الذي ارتمى في أحضان الانقلابيين موجِّهًا طعنة غادرة بالتحالف العربي على مدار السنوات الماضية.
لا يقتصر الوعي الجنوبي على القوة العسكرية، لكنّه يحمل كذلك حنكة سياسية، تجلّت في حرصه على السلام والسير في هذا الطريق على الرغم من تعرُّضه لاعتداءات كثيرة.
وقد عبَّر الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عن حرص الجنوب على السلام، عندما قال إنّ القضية تحتاج جسورًا للتفاهم وليس جدران عازلة، وأضاف أنّ الجنوبيين أقوياء في الحرب، لكنّهم في الحقيقة محبون للسلام، حسبما نقلت عنه الكاتبة نورا المطيري، مؤخرًا.
يسير الجنوب في طريقٍ مستقيم على طريقه الرئيسي الهادف إلى استعادة الدولة وفك الارتباط، وهو يملك قوات مسلحة قادرة على صد الأعداء مهما تكالبوا على أمنه واستقراره، وفي الوقت نفسه فإنّه يبقى ملتزمًا سياسيًا ويميل إلى التهدئة وعدم التصعيد العسكري.