سحب مليشيا الشرعية.. التحدي الأهم لإنجاح اتفاق الرياض

الجمعة 10 يناير 2020 23:25:00
سحب مليشيا الشرعية.. التحدي الأهم لإنجاح اتفاق الرياض
أثار الإعلان عن مرحلة جديدة لاتفاق الرياض، كثيرًا من ردود الأفعال، بين من اعتبر الخطوة تضبط مسار الاتفاق المُوقَّع في الخامس من نوفمبر الماضي، وبين من رأى أنّ المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية ستواصل خروقاتها ضد الاتفاق.
السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر قال إنَّ فريقي المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية ناقشا تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق الرياض، موضحًا أنّه تمّ الاتفاق على مصفوفة سيبدأ تنفيذها اليوم الجمعة، تشمل الخطوات العسكرية والأمنية وتعيين محافظ ومدير لأمن عدن.
وأضاف السفير السعودي أنَّ الاتفاق شمل تحديد وقت تنفيذ الخطة بموجب اتفاق الرياض، وتحت إشراف قوات التحالف العربي بقيادة المملكة.
بدوره، أعلن المجلس الانتقالي التوافق على تنفيذ خطة انسحابات متبادلة من محافظات أبين وشبوة إلى مواقع متفق عليها.
وكشف البيان عن اعتزام القوات القادمة من مأرب والجوف أثناء أحداث أغسطس الماضي، الانسحاب إلى مواقعها الأولى، تحت إشراف المملكة العربية السعودية الشقيقة، وأوضح أنَّ قيادة التحالف العربي وجَّهت بإعادة قوات سعيد معيلي المنشترة في أبين إلى محافظة مأرب قبل البدء بإجراء عملية الانسحاب المتبادلة ومنع أي محاولة لتفجير الموقف.
ولفت بيان المجلس إلى تشكيل لجان مشتركة للحيلولة دون أي تلاعب أو إبقاء أي قوات غير مسموح لها بالبقاء في نطاق هذه المحافظات.
ونص الاتفاق على تعيين محافظ ومدير أمن للعاصمة عدن بالتزامن مع عملية الانسحاب، في موعد أقصاه 18 يناير الجاري، وأشار إلى تولي المملكة العربية السعودية مسؤولية جمع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في معسكرات خاصة متفق عليها، تمهيدًا لنقل القوات العسكرية والأسلحة المتوسطة والثقيلة إلى الجبهات.
ويعهد الاتفاق إلى قوات الإسناد والدعم والأحزمة الأمنية بمسؤولية حفظ أمن واستقرار المحافظات المحررة، وفقا لما نصت عليه بنود اتفاق الرياض.
وفيما يُنظر إلى هذه الخطوة بكثيرٍ من الإيجابية والتعاطي البناء، إلا أنّه يظل التحدي الأكبر هو حجم التزام نظام الشرعية المخترق إخوانيًّا بما يتم التوصُّل إليه من تفاهمات وتوافقات، لا سيّما أنّ حزب الإصلاح الإخواني يعمل في المقام الأول على إفشال هذا المسار تحقيقًا لمصالحه المتطرفة.
وبرهنت الأسابيع الماضية على حجم الرعب الإخواني من اتفاق الرياض، وعمل هذا الفصيل الإرهابي على إفشاله عبر سلسلة طويلة من التحركات المسلحة التي استهدفت عرقلة تنفيذ بنود الاتفاق.
يُشير ذلك إلى أنّ نجاح اتفاق الرياض وتحقيق ما يصبو إليه لا سيّما ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية يتوقّف بشكل رئيسي ومباشر على حجم التزام نظام الشرعية به، وتوقّفه عن العبث الكبير ببنود الاتفاق، عبر مليشياتها المحتلة لمناطق جنوبية عدة.
يتفق مع ذلك المحلل العسكري العميد خالد النسي الذي يرى أنَّ مصداقية "الشرعية" تتوقف على سحب مليشياتها من الجنوب
وقال النسي في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إذا كانت الشرعيه صادقه في التزامها بالاتفاق فعليها سحب عناصرها من أبين وشبوو الذين قدموا من الشمال لأنهم في أرض غير أرضهم ولا ترحب بهم وهم في نهاية الأمر سيرحلون".
ودعا النسي إلى الاصطفاف خلف المجلس الانتقالي الجنوبي ودول التحالف العربي لتنفيذ اتفاق الرياض قائلًا: "جميعنا مطالبون بالوقوف خلف قياداتنا وإلى جانب دول التحالف لتنفيذ اتفاق الرياض وتوحيد جهودنا لمواجهة الحوثي".