عبدالرضا شهلائي.. خصم واشنطن في اليمن الذي لم يمت بعد
من جديد، عاد الحديث عن القيادي بالحرس الثوري الإيراني عبدالرضا شهلائي والدور الذي يلعبه في اليمن، واستهدافه في أكثر من مناسبة من قِبل الولايات المتحدة.
صحيفة "واشنطن بوست" كشفت عن استهداف الجيش الأمريكي للقيادي في الحرس الثوري الإيراني ، في اليمن، بالتزامن مع الهجوم على قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، الذي أسفر عن مقتله في بغداد.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم أنَّ الضربة التي استهدفت عبد الرضا شهلائي لم تؤدِ إلى وفاته، وفقًا لما ذكره أربعة مسؤولين أمريكيين على إطلاع بالهجوم.
ووصف مسؤول أمريكي، اشترط عدم ذكر اسمه، شهلائي بأنه ممول وقائد رئيسي لقوة القدس الإيرانية الناشطة في اليمن.
وبحسب الصحيفة، رفض مسؤولون أمريكيون الإفصاح عن تفاصيل الهجوم على شهلائي بدعوى أنه مازال سري للغاية، ورفضوا تقديم تفاصيل، غير أن الهجوم لم يكن ناجحًا.
وخطّط المسؤولون في "البنتاجون" للإعلان عن الضربتين معا، في حالة نجاح الهجوم على شهلائي، وختمت الصحيفة بقولها إنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب تنظر إلى شهلائي باعتباره خصمًا بشكل خاص.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص بشأن إيران براين هوك قد عرض - في ديسمبر الماضي - مكافأة بقيمة 15 مليون دولار، مقابل معلومات عن عبدالرضا شهلائي، القيادي في الحرس الثوري الإيراني في اليمن.
وقال هوك في بيان، إنّ شهلائي متورطٌ في نقل الأسلحة لمليشيا الحوثي، كما تورّط في محاولة اغتيال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير في 2011.
وتابع المبعوث الأمريكي: "صادرنا سفينةً إيرانيةً محملةً بشحنات صواريخ مضادة للسفن متجهة إلى اليمن.. شحنة الصواريخ المصادرة من السفينة الإيرانية في بحر العرب تعتبر الأكثر تطورًا"، وقال إنَّ النظام الإيراني قتل المئات من مواطنيه خلال الاحتجاجات الأخيرة، متوقعًا مقتل أكثر من ألف شخص فى التظاهرات بإيران.
و"المكافأة" جزءٌ من برنامج المكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، تقدم مقابل معلومات تؤدي إلى تعطيل الآليات المالية للحرس الثوري وفروعه بما في ذلك فيلق القدس.
وأدرجت السعودية والبحرين اسم عبدالرضا شهلائي الذي يحمل رتبة عميد ضمن مليشيا الحرس الثوري على قوائم الإرهاب لديهما، في أكتوبر 2018 لدوره في تنسيق مؤامرة اغتيال الجبير.
وتشير معلومات متوافرة عن الجنرال الإيراني الإرهابي الذي يندر وجود صور له عبر مواقع الإنترنت نظرًا لطبيعة العمل السرية للغاية التي يقوم بها عناصر فيلق القدس أثناء مهامهم في خارج البلاد، إلى دوره البارز في قمع معارضين إيرانيين خلال السنوات الماضية.
وتقدر وزارة الخارجية الأمريكية أنّ "شهلائي" من مواليد عام 1957، وقالت إنه يستخدم عدة أسماء تشمل عبد الرضا شهلائي، حاج يوسف، الحاج يوسف، الحاج ياسر، حاج ياسر، ويوسف أبو الكرخ.
و"شهلائي" لديه تاريخ طويل من الهجمات ضد الأمريكيين وحلفاء الولايات المتحدة حول العالم، بحسب ما كشفه هوك الذي قال إن القائد الإيراني خطط للعديد من الاغتيالات ضد قوات التحالف الدولي في العراق.
كما قدم أسلحة ومتفجرات لجماعات شيعية متطرفة عنيفة، فضلًا عن أنه خطط للهجوم الذي وقع في 20 يناير 2007 في مدينة كربلاء العراقية وأسفر عن مقتل خمسة أمريكيين وإصابة ثلاثة آخرين، في عام 2008، أعلنت الخزانة الأمريكية أنّ شهلائي يهدد السلم والاستقرار في العراق والحكومة العراقية.
وفي عام 2011، موَّل شهلائي وقام بتوجيه مخطط لاغتيال السفير السعودي في واشطن آنذاك عادل الجبير، في مطعم بمنطقة جورج تاون الراقية في العاصمة الأمريكية.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في أكتوبر 2011 عن مشتبهيْن رئيسييْن في مخطط اغتيال الجبير، وقالت إن العملية كانت ستنفذ من خلال استئجار خدمات قتلة مأجورين من عصابات تجار المخدرات في المكسيك بقيمة 1.5 مليون دولار.
المشتبهان هما منصور أرباب سير وهو تاجر سيارات إيراني يحمل الجنسية الأميركية، وعلي غلام شكوري الذي قيل إنه أحد عناصر فيلق القدس ويقيم في إيران، وفيما كانت السلطات الأمريكية قد قالت حينها إن شكوري في إيران، أعلنت اعتقال أرباب سير في مطار كينيدي في نيويورك ومثوله أمام محكمة مانهاتن.
وبحسب "الخزانة"، فإنَّ أربار سير التقى في عدة مناسبات مع مسؤولين رفيعين في فيلق القدس لبحث المخطط وعمل نيابة عنهم بمن فيهم ابن عمومته شهلائي ونائب الأخير شكوري، وخلال تلك الاجتماعات تمت الموافقة على مبلغ 100 ألف دولار لقتل الجبير.
وجمدت وزارة الخزانة الأمريكية أرصدة شكوري وأرباب سير في الولايات المتحدة إضافة إلى أرصدة ثلاثة آخرين متورطين في المخطط هم قاسم سليماني وعبد الرضا شهلائي وحامد عبد الله.
وبحسب الشكوى، فإنَّ أرباب سير قام بموافقة شكوري بتسهيل إيداع مبلغ يقارب 100 ألف دولار في حساب مصرفي أمريكي كدفعة أولى لمحاولة الاغتيال، وعندما قال العميل السري الأمريكي الذي ادعى أنّه سينفذ عملية الاغتيال، إنّ أشخاصًا آخرين بينهم أعضاء في الكونجرس الأمريكي قد يقتلون في الهجوم إذا ما تم تنفيذه في مطعم، رد أرباب سير "لا مشكلة".
ووافق شهلائي على تخصيصات مالية لأرباب سير للمساعدة في تجنيد أفراد آخرين للمخطط، ووافق على خمسة ملايين دولار لتغطية جميع العمليات التي تمت مناقشتها.
وسعى شهلائي أيضًا، إلى شن هجمات أخرى داخل الولايات المتحدة وفي مناطق أخرى، وقال إنَّ الهجمات كانت ستحصد أرواح مدنيين أمريكيين يصل عددهم إلى 200 قتيل في حال نجح ذلك المخطط.