رئيس البرلمان الليبي: اعتراف المجتمع الدولي بالمجلس الرئاسي خيانة
شهد مجلس النواب المصري جلسة، اليوم الأحد، بحضور رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، في إطار التحركات الدولية للشعب الليبي ضد التدخل التركي في ليبيا.
ووصف صالح، اعتراف المجتمع الدولي بالمجلس الرئاسي الليبي بالخيانة، بمثابة تجاهل لإرادة الليبيين وحقهم في الدفاع عن وطنهم والمحافظة عليه، وتجاهل شرعية مجلس النواب المنتخب، والقبول بعودة الاستعمار من جديد.
وشدد على ضرورة وجود موقف عربي موحد، لتأييد حق مجلس النواب الليبي المنتخب في ممارسة مهامه وصلاحياته التشريعية باعتباره الجهة الشرعية الوحيدة في ليبيا، ورفض مصادرة هذه المهام، وأن لا يعتد بأي حكومة دون منحها الثقة من مجلس النواب.
ودعا رئيس النواب الليبي، إلى ضرورة التأكيد أن أي اتفاقيات ومعاهدات لم يُصدق عليها من جانب مجلس النواب تُعد باطلةً ولاغيهً، وكذلك دعم حق الليبيين وجيشهم الوطني في مكافحة الإرهاب والدفاع عن الوطن، في مواجهة الغزو التركي الذي لن توقفه بيانات التنديد والشجب والتعبير عن القلق والرفض، بل بالمواقف الأخوية الصلبة، والدعم العلني لحق الليبيين في الدفاع عن أراضيهم.
وطالب رئيس النواب الليبي، العالم، باتخاذ موقف شجاع، مضيفا: "وإلا قد نضطر إلى دعوة القوات المسلحة المصرية للتدخل إذا حصل تدخل أجنبي في بلادنا.
وتابع خلال كلمته في الجلسة: "التاريخ شاهد، وهو شاهد عدل على موقف مصر معنا أيام الغزو الإيطالي لليبيا، فتحية لشعب مصر، وتحية لكم".
وأكد أن التاريخ يعيد نفسه بكل وضوح، وعندما تعجز الأمم عن اتخاذ مواقف جادة، وتهتز العدالة، وتفقد القوانين الدولية والمواثيق والأعراف مصداقيتها، ويعلن التوحش عن نفسه دون تردد أو خوف، لكن التاريخ بإعادته لنفسه لن ينسى أن يسجل في قادم الأيام بعون الله ونصره وللمرة الثالثة وبحروف من دماء ذكية، صفحات جديدة تضاف إلى صفحات جهاد الأجداد والآباء ونضالهم، وجهاد الأحفاد وتضحياتهم على شواطئ ما داستها قدم معتد إلا بترت، ولا يد امتدت إليها بسوء إلا وقطعت".
واستكمل حديثه: "الشعب الليبي شعب من شعوب هذه الأمة أراد التغيير إلى حياة أفضل في ظل دولة مدنية ديمقراطية دعمه المجتمع الدولي بقراراته وطائراته في مسعاه، وفي منتصف الطريق تركه وتخلى عنه، قبل أن يقف على قدميه، فوجد نفسه أمام ضباع الإرهاب والتخويف والذبح والتنكيل، ضباع لم تأت وحدها، بل نُقلت على متن طائرات وسفن تحمل رايات دولة تدعى الإسلام وأخلاق وقيم الإسلام، وهي أبعد ما تكون عنه، دولة صاحبها تاريخ دموي أسود ليس في ليبيا وحدها بل حيث حضر جنودها وولاتها وسلاطينها وفرماناتها وفي أكثر من دولة عربية وأوربية".
وأضاف: "ليبيا لا تستجدي أحدا، لكنها تنبه للخطر الداهم للجنون العثماني التركي الجديد، محاولة بائسة لنظام ديكتاتوري فاشي لم يرحم الأتراك ولا العرب ولا الأكراد ولا غيرهم من شعوب دول البلقان، أطلق في السنوات الأخيرة حربا بالوكالة سخر فيها الجماعات الإرهابية والميليشيات والعصابات المسلحة والقتلة والمجرمين لهدم الدول الوطنية حيثما وجدت وخرق النسيج الاجتماعي للمجتمعات العربية وتدمير الجيوش وإذلال وذبح الشعوب في أكثر من مكان في الشرق الأوسط وباسم الدين".